نظراً لعوامل ارتفاع درجة الحرارة صيفاً وانفتاحنا على العالم من حولنا عبر وسائل الاتصالات والمواصلات وعبر الفضائيات، والوفرة المالية التي نتمتع بها بحمد الله ونزول تجارة السفر السياحية إلى السوق بإغراءاتها ودعاياتها وتسهيلاتها، فقد أوشكت عطلتنا الصيفية ان تصبح أجنبية، لقد رحل الناس أسراً وأفراداً إلى بلاد خضراء باردة خارج وطننا وفي هذه الهجرة الصيفية أضرار متنوعة على مستوى القيم الاجتماعية المستمدة من ديننا وعلى الأحوال الاقتصادية والتطويرية لبلادنا حيث تُشكل العطلة الصيفية حوالي ربع السنة، والرصيد الزمني والمالي الذي تستنزفه من جسد الوطن الكبير متى خضع للإحصاء والتأمل! وقد أدركنا بحمد الله هذه الأضرار في السنوات الأخيرة، ونشطت المناشط السياحية في مناطقنا الباردة وفي معظم مدننا الأخرى فأقامت البرامج السياحية التي تُشجع الناس على البقاء في الوطن واعتباره مكاناً مفضلاً للتغيير وقضاء الإجازة، بل وجلبت هذه المناشط جيراننا في الخليج ودعتهم إلى اعتبار الطائف والباحة وأبها مواقع سياحية يرحلون إليها في صيف كل عام! نحن بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود في كل صيف لملء فراغ الشباب بالجديد والمفيد من المناشط الثقافية والرياضية التي تعود عليهم بالنفع، والتوجه أيضا إلى كل فرد من أفراد الأسرة الجد والأب والأم والأطفال أيضاً يجب أن يكون شعارنا القادم (اكسب فرداً تكسب أسرة)! أي أنك إذا كسبت فرداً من أفراد الأسرة في الصيف فقد حظيت بكامل الأسرة التي لن تتخلى عن أحد أفرادها! جيدة جداً هذه المدارس القرآنية التي توجهت إلى المرأة لتعليمها كتاب ربها في الصيف لقد شغلت فراغها وشرحت صدرها وآنستها بالمؤمنات من أمثالها ونود ان يكون للشيوخ ديوانيات شعبية كأن يكون في كل حي ديوانية شعبية يجتمع فيها الشيوخ تدار فيها القهوة ويتذاكرون فيها زمنهم الماضي ويستأنسون فيها بصحبة بعضهم، وقد تراهم اليوم على أعتاب أبواب الأحياء أضيع من الأيتام على مائدة اللئام! فلو نشطت هذه الديوانية طيلة العام وخاصة في الصيف، لكسبنا (جد) الأسرة وحققنا له ترويحا نفسيا يشرح صدره ويُجدد عمره وفاء لجهده الطويل الذي بذله لخدمة الوطن نريد من النوادي الأدبية أسواقا أدبية صيفية جماهيرية شعبية تجتذب الأدباء الشباب وتجعل الصيف جميلاً رائعاً، نريد من جمعيات الثقافة والفنون والمراكز الصيفية والمكتبات العامة ان تضع برامج نشطة للصيف تجذب الناس عبر المحاضرات والفقرات المحببة للناس. من أجل ان تبقى الأسرة داخل حدود الوطن لازال في جعبة الخيرين ذوي النوايا الطيبة الكثير والكثير لخدمة وطننا الحبيب الجميل الذي يجب ان نجعله في الصيف جذاباً يأسر القلوب في الداخل وتهوي إليه الأفئدة من الخارج كما جعله الله، الدعوة إلى بذل هذه الجهود تتوجه إلى الجميع دون استثناء فالوطن للجميع ومحبته وخدمته هدف الجميع.