كان أيمن فارس (خمس سنوات) ينتظر في لهفة يومه الاول في المدرسة.. ولم يكن امامه سوى ايام معدودات كي يتحقق حلمه مع بدء العام الدراسي لكن حالت دون احلام الصبي الفلسطيني نيران المدافع الاسرائيلية كما قالت امه فيما كان جسد الصغير ملفوفا في العلم الفلسطيني في طريقه الى مثواه الاخير. قالت سمية فارس وهي تبكي وفي يدها سروال صغيرها الجينز وقميصه «سرقوا سعادته وسعادتنا» فيما توافد المشيعون والمعزون على منزل ايمن فارس في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة قبل ان يوارى جثمان الصغير التراب بلحظات. وقالت سمية انها اشترت الزي المدرسي لايمن الذي كان يتطلع في شوق ليبدأ مرحلة جديدة مهمة في حياته قبل ان تغتاله يوم الخميس الماضي رصاصات اطلقتها القوات الاسرائيلية في مخيم اللاجئين الذي يسكنه. قالت سمية «ايمن طلب مني ان اشتري له قلما وحقيبة مدرسية وكراسات، كان سعيدا لانه سيلتحق بالمدرسة» سار مئات الفلسطينيين في جنازة الطفل يوم الجمعة ومن بين هؤلاء بعض النشطاء المسلحين الذين اطلقوا النيران من بنادقهم الالية في الهواء وهم يهتفون بثأر قريب لمقتل الطفل ايمن.وقال مسؤولو مستشفى ان ايمن قتل بعد ان اصابته رصاصة في رأسه من الخلف. وقالت مصادر امن فلسطينية ان دبابة اسرائيلية اقتربت من منطقة سكنية على اطراف المخيم وفتحت النيران «دون مبرر». والمخيم الذي احاط به من على الجانبين مجمع مستعمرات يهودية كان نقطة ملتهبة للعنف الاسرائيلي الفلسطيني خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة الدائرة منذ 22 شهرا. وقال نديد فارس جد ايمن انه اصيب بجرح خفيف في يده من رصاصة عندما حاول هو وجار له انتشال جثة الطفل من المنطقة ونقله الى المستشفى. وقال «لم تكن هناك اخطاء. الجنود يعرفون اين يوجهون اسلحتهم»، ومضى العجوز الذي تقع ارضه بالقرب من مستعمرة جاني طال اليهودية التي يحميها الجيش يقول «الناس هنا يعيشون في رعب فالدبابات الاسرائيلية تفتح النيران يوميا على بيوتنا وحقولنا»، وتقدر جماعات حقوق انسان فلسطينية ان اعمار ثلث القتلى الفلسطينيين على الاقل دون 18 عاما. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها في 11 يوليو تموز الماضي ان نحو 60 طفلا فلسطينيا قتلوا في الهجمات الفلسطينية.