ساد الحداد والاضراب العام قطاع غزة إثر مذبحتين، نفذهما جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال توغله في وسط القطاع صباح أمس وقضى فيهما 14 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال وصبية، وبعد الظهر شيع الأهالي جثامينهم في مواكب جنازات، متوعدين بالثأر. وأدى توغل فرقة من الجنود الاسرائيليين الى مخيمي النصيرات والبريج في وسط قطاع غزة الى سقوط 14 فلسطينيا بين حالتي الخطرة والحرجة جدا من مجموع 93 مصابا، كما أفادت مصادر طبية فلسطينية.وانطلق موكب الجنازة من مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح باتجاه منازل الضحايا بين أزقة المخيمين حيث حملت نعوش الشهداء على الاكتاف تتقدم الجنازة الحاشدة الى المنازل المتوضعة حيث ودعهم ذووهم وسط زغاريد بعض النسوة. وفي كل منزل كان العشرات من ذوي القتلى بانتظار ابنائهم لوداعهم فيما عم الحزن والحداد حسبما افاد مصورو وكالة فرانس برس. وفي منزل حسن زهد (44 عاما) الذي وصفه بيان كتائب القسام الجناح العسكري لحماس انه قائد قسامي اصطفت بناته السبع وطفله احمد (8 سنوات) الى جانب زوجته وهم يستقبلون النعش الذي لف كباقي النعوش براية خضراء يعلوها اكليل من الزهور. وقالت زوجته ام احمد التي بدا عليها الحزن الشديد رحمة الله عليك يا ابا احمد وحسبنا الله على الظالمين. وقبلته بناته وهن يبكين فيما احاط عشرات الرجال والنساء بالنعش يحاولون تهدئتهن. وادى الاف المشيعين الغاضبين صلاة الجنازة في مسجد القسام وسط مخيم النصيرات حيث وضعت وصفت الجثامين في الداخل. وقالت كتائب القسام في البيان ان تسعة من بين الضحايا ال 14 هم من اعضائها. ولوحظت مشاركة كثيفة للنساء والفتيات في الجنازة واطلقت بعض النسوة الزعاريد وهتفن بالروح بالدم نفديك يا شهيد. وقالت شقيقة فارس الحواجري في منزله اثناء وداعه اين العالم ليشاهد من هو الارهابي ،انهم يقتلون الاطفال والشباب دون ذنب. ومن بين القتلى ثلاثة اطفال وصبية (8 و12 و14 عاما) بحسب مصدر طبي. وراى حسن الذي شارك في الجنازة ان هذه المجزرة تؤكد ان الاحتلال لا يريد السلام او الاستقرار بل القتل والتدمير وتشريد الشعب الفلسطيني. وتابع نحن ندافع عن انفسنا وشرف الامة ونطالب بحرية ارضنا. وردد المشيعون هتافات تندد بالمجزرة وتدعو الى الثار والانتقام ومواصلة العمليات الاستشهادية ضد اسرائيل انتقاما لشهداء المجزرةالاسرائيلية. وحمل عدد من المشيعين اعلاما فلسطينية ورايات الفصائل خصوصا حماس اضافة الى رايات سود للحداد وشهدت المخيمات الوسطى للاجئين في قطاع غزة وهي البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح اضرابا تجاريا عاما حدادا على ضحايا المجزرة وفقا لما اعلنت الفصائل الفلسطينية. واطلق عدد من المسلحين النار في الهواء اثناء التشييع. وشارك في الجنازة التي قدرت حركة حماس عدد المشاركين فيها بعشرات الالاف عشرات المسلحين خصوصا من اعضاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح. وقال احد الملثمين عبر مكبر للصوت خلال الجنازة ان الرد قادم في اي مكان وفي اي وقت ليزلزل الكيان الصهيوني. كما توغل جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد ظهر امس الاحد في بلدة يعبد شمال الضفة الغربية، حيث وصل الجنود الاسرائيليون في 15 سيارة جيب تدعمهم مروحية هجومية وطائرة استطلاع بدون طيار كانت تصور العمليات ميدانيا، ففرضوا حظر التجول في بلدة يعبد شرق جنين، كما ذكرت مصادر أمنية فلسطينية وشهود. ونقلت فرانس برس عن مصدر امني اسرائيلي أن وحدة صغيرة من الجيش دخلت الى يعبد بحثا عن فلسطيني سبق واطلق النار على جنود اسرائيليين في هذا القطاع.