غزة - رويترز - كان أيمن فارس خمس سنوات ينتظر في لهفة يومه الاول في المدرسة. ولم يكن امامه سوى ايام كي يتحقق حلمه مع بدء العام الدراسي. لكن حالت دون احلام الصبي الفلسطيني نيران المدافع الاسرائيلية كما قالت امه فيما كان جسد الصغير ملفوفاً بالعلم الفلسطيني في طريقه الى مثواه الاخير. قالت سمية فارس وهي تبكي وفي يدها سروال صغيرها الجينز وقميصه "سرقوا سعادته وسعادتنا" فيما توافد المشيعون والمعزون على منزل أيمن في مخيم خان يونس في قطاع غزة قبل ان يوارى جثمان الصغير التراب بلحظات. وقالت سمية انها اشترت الزي المدرسي لأيمن الذي كان يتطلع في شوق ليبدأ مرحلة جديدة مهمة في حياته قبل ان تغتاله الخميس الماضي رصاصات اطلقتها القوات الاسرائيلية في مخيم اللاجئين الذي يسكنه. واضافت: "أيمن طلب مني ان اشتري له قلما وحقيبة مدرسية. كان سعيدا لأنه سيلتحق بالمدرسة". سار مئات الفلسطينيين في جنازة الطفل الجمعة وبينهم بعض المسلحين الذين اطلقوا النارمن بنادقهم الالية في الهواء وهم يتوعدون بثأر قريب لمقتل أيمن. وقال مسؤولو مستشفى ان ايمن قتل بعد ان اصابته رصاصة في رأسه من الخلف. واكدت مصادر امن فلسطينية ان دبابة اسرائيلية اقتربت من منطقة سكنية على اطراف المخيم وفتحت النار "دون مبرر" وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين فتحوا نار اسلحتهم على قوات اسرائيلية وانها ردت بالمثل واصابت احدهم. وانه ليس لديه معلومات عن اطلاق النار على صبي. والمخيم الذي احاط به من على الجانبين مجمع مستوطنات يهودية كان نقطة ملتهبة للعنف الاسرائيلي خلال الانتفاضة ضد الاحتلال. وقال فارس جد ايمن انه اصيب بجرح خفيف في يده من رصاصة عندما حاول جار له انتشال جثة الطفل من المنطقة ونقله الى المستشفى. اضاف: "لم تكن هناك اخطاء. الجنود يعرفون اين يوجهون اسلحتهم". ومضى العجوز الذي تقع ارضه بالقرب من مستوطنة جاني طال اليهودية التي يحميها الجيش يقول "الناس هنا يعيشون في رعب فالدبابات الاسرائيلية تفتح النار يوميا على بيوتنا وحقولنا". ولقي 1503 فلسطينيين على الاقل و588 اسرائيليا حتفهم منذ ان تفجرت الانتفاضة. وتقدر جماعات حقوق انسان فلسطينية ان اعمار ثلث القتلى الفلسطينيين على الاقل دون 18 عاما. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها في 11 تموز يوليو الماضي ان نحو 60 طفلا اسرائيليا قتلوا في الهجمات الفلسطينية.