الكثيرون من سكان بلادنا الواسعة لا يعرفون ما هية شعر الكسرة وبالذات قاطنو المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية وبعض المناطق الجنوبية وذلك لتفرد منطقة الحجاز بهذا اللون الجميل من الشعر ولعلاقته ببعض الألوان الشعبية في هذه المنطقة مثل الردبح والخبيتي. ولهذا اللون من الشعر جماليات يدل عليها الجماهيرية الجارفة في الساحل الغربي، وللكسرة شعراء متميزون لهم ابداعاتهم التي كونت لهم شهرة ومحبون يتابعون جديدهم. إذاً ما هي الكسرة التي لها هذا الجمهور التي وأفردت لها صحافة المنطقة الغربية صفحات خاصة بها وأظهرت هذه الصفحات نجاحاً مميزاً. الكسرة هي مقطع شعري له وزن وقافية وأوزانه مميزة بنى عليها بعض الشعراء قد يكون بدون قصد مثل الشاعر فهد عافت في قصيدته«قالوا وش البلسم الترياق» ولكن يميز الكسرة انها في الغالب تتكون من بيتين فقط وتتجاوز في بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك وكل شطر يسمى غصناً ويحسب طول الكسرة بعدد أغصانها ولكنها على قصرها تحمل معاني قصيدة بكاملها وللكسرة من حيث القصد والاستخدام عدة أوجه فقد تأخذ الكسرة وضع الخصوصية أي ان الشاعر يقولها في موضوع معين تعبيرا عن حالة خاصة أو عامة أو قد تأخذ الكسرة وضع المراسلة بين شاعرين يبدأ أحدهما في المشتكى ليرد عليه الآخر وقد يطول التداول بينهما حتى يتم التوصل إلى حل المشكلة أو إلى اتفاق على رأي معين، وأبرز أوجه الكسرة هي ألحان الرديح وهو فن أشبه ما يكون بالمحاورة أو شكل من أشكال شعر الرد وله شعراؤه المتميزون ولو أنه يقلب عليهم طابع الجماعة أي أن كل مجموعة شعراء يمثلون طرفاً بينما تمثل مجموعة أخرى الطرف المضاد والانتماء للمنطقة يحدد موقع الشاعر. والحديث عن هذا الفن يطول ونحن الان في صدد الحديث عن شعر الكسرة الذي نتمنى أن نرى عموميته في جميع المناطق. وقبل الختام لا اقفل عن القول بأن هناك أسماء اقترنت بالكسرة وذلك لما قدموا من إبداع يفوق الوصف أمثال«أحمد عبدالرازق الكرنب وعايد القريشي ودخيل الله أبو مازن وعيسى الصفراني ومحمد أبو شعيب ومفرج السيد وبنيه العروي وحامد الصيدلاني وذيبان وأبو كرسوم وحجيج.. والعديد منهم» وهذه أبداعات لبعض شعراء الكسرة جيت أوصفه كامل الأوصاف اللي أشغل الناس بأوصافه حزين قلب للذي ما شاف جريح قلب للذي شافه كل ما اتجهنا لنا مع درب نبقى بعيد المدى يقرب نلقى الطريق المودي صعب نرجع ونلقى الطريق أصعب وقفة كلنا أمل أن توجه الصحافة الشعبية شيئاً من الاهتمام لفن الكسرة ليظهر للمتذوق بحجم جماله وعندها قد يظهر لنا من الشعراء من يجدون فيه أرض خصبة لبذر الإبداع.