انتقد نائب الرئيسة الفلبينية تيوفيستو جينجونا امس الخميس الولاياتالمتحدة لما وصفه بالسياسة «الاجهاضية» في حربها الدولية على الارهاب، محذرا من أن تلك السياسة يمكن أن تهدد الجهود المبذولة من أجل السلام العالمي، كما طالب في ذات الوقت بتحديد من هو الارهابي ومن هو المقاتل من اجل الحرية. وقال جينجونا أن سياسة واشنطن «الاجهاضية، المتمثلة في البدء بتوجيه ضربة ضد البلاد التي يزعم دعمها لانشطة إرهابية «قد تلغي المكاسب والنية الحسنة التي تم التوصل إليها بالفعل من جانب الاصدقاء والاعداء على حد سواء»، وتابع المسئول الفلبيني قائلا «القاعدة الرئيسية من سياسة المبادءة بالضرب هو جعل العالم مكانا أكثر أمنا، غير أن الكثيرين يخشون أن ذلك قد لا يؤدي إلا إلى العكس وينمي العداوة بشكل أسوأ مما هي عليه بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لان القوة ليست هي الصواب دائما»، وفي أول مؤتمر صحفي له منذ استقالته من منصبه كوزير للخارجية، دعا جينجونا إلى «التعقل» في الحرب ضد الارهاب لتجنب وقوع المدنيين الابرياء «ضحايا لا حول لهم ولا قوة ودون داع». وقال في منتدى ضم أعضاء من رابطة المراسلين الاجانب في الفلبين «دعونا نحارب لقصد سام بوسائل نزيهة، حتى لا نتهم أنفسنا بالارهاب». وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد حذر من أن الحرب التي تشنها حكومته على الارهاب قد تتطلب كثيرا اتخاذ عمل عسكري «إجهاضي»، وحذر جينجونا من أن مثل هذه السياسة يمكن أن ترسي مثلا سيئا لبلدان أخرى، مثل الخصمين النوويين الهند وباكستان، يذكر أن جينجونا أجبر على الاستقالة من منصب وزير الخارجية، الذي كان يشغله بجانب منصبه كنائب للرئيسة، الشهر الماضي لاختلافه مع الرئيسة جلوريا ماكاباجا لأرويو حول نشر قوات أمريكية في جنوبالفلبين في إطار الحملة الدولية ضد الارهاب، وتساءل جينجونا «من يحدد من هم الارهابيون؟ ومن هم المقاتلون من أجل الحرية في أرض جديدة؟ ألم يحارب الامريكيون البريطانيين للحصول على استقلالهم؟». وحذر المسئول الفلبيني من أن الحملة ضد الارهاب قد تضر بجهود الحكومة الفلبينية للوصول إلى سلام مع الجماعات المقاتلة في البلاد، خاصة جبهة تحرير مورو الاسلامية في الجنوب، وكان أكثر من 000 ،1 من القوات الامريكية قد اختتموا الاسبوع الماضي مهمة تدريبية استمرت ستة أشهر لمساعدة الجيش الفلبيني على مكافحة الارهاب في جنوبالفلبين، واستهدفت المهمة جماعة أبو سياف.