الجولة الأخيرة من المداولات التي يقوم بها مجلس الشيوخ الأمريكي حول السيناريوهات المطروحة للهجوم الذي سوف تقوده أمريكا للإطاحة بالرئيس العراقي تشير من جهة إلى أن هذه المسألة محل دراسة وتدبر وتفكير ومن جهة أخرى إلى الكشف عن الخطط التي يدبرها البيت الأبيض. ولكن مع دخول خبراء وزعماء محليين ودوليين إلى حلبة النقاش والمداولات في هذا الشأن لاحت في الأفق بشكل متزايد علامات تشير إلى مدى الجدية التي يجب على الإدارة الأمريكية أن تعيرها لهذا الأمر كما بدا أيضا الاهتمام بخيارات أخرى يمكن أن تطرح كبديل للهجمة العسكرية المكلفة جدا التي سوف تشنها للتعامل مع صدام حسين ومع أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها. علاوة على ذلك فإن السيناريوهات التي لازالت تطرح لقرع طبول الحرب المزمعة تشير إلى إن النقاش المحتدم مازال مستمرا داخل الإدارة الأمريكية حول هذا الشأن في الوقت نفسه بدأ إطلاق بالونات اختبار تستهدف جعل بقية العالم يعتاد على قبول فكرة شن الهجوم على العراق و يألفها كما تستهدف في الوقت نفسه الإبقاء على صدام حسين متوترا مضطربا. وتنتاب الأمريكان الحيرة إزاء الأجواء العامة التي تحيط بمشهد الهجوم وبمخطط ما بعد صدام وان كل الخيارات محل دراسة كما أن مجمل السيناريوهات المطروحة موضع تفكير وهو ما يرغب الاستراتيجيون في تناوله عبر مناقشة داخلية مفتوحة ويبدو أن ذلك هو ما يحدث الآن.