ادت جهود فلسطينية لبنانية مشتركة إلى تجنيب مخيم عين الحلوة كارثة محققة بعد ان اثمرت جهودها عن تسلم هارب لبناني كان قد لجأ إلى المخيم بعد قتله ثلاثة من رجال المخابرات العسكرية اللبنانية، وقد سلمت جماعة عصبة الانصار الهارب فجر أمس الثلاثاء. وقالت المصادر إن أفراد جماعة عصبة الانصار قبضوا على بديع حمادة، المعروف أيضاً باسم «أبو عبيدة»، بعد أن اقتحموا مخبأه داخل المخيم، وكان حمادة قد فر إلى المخيم في وقت متأخر يوم الخميس الماضي ولجأ إلى جماعة تدعى عصبة النور ويتزعمها الشيخ عبدالله الشريدي. وتم تسليم حمادة إلى مفتي صيدا السني الشيخ ماهر حمود، حيث نقل الهارب في سيارته من داخل المخيم إلى أحد مواقع التفتيش التابعة للجيش اللبناني عندمدخل المخيم، حيث تم تسليمه إلى ضباط الجيش اللبناني. وكان متحدث بلسان جماعة عصبة الانصار، يدعى أبو شريف، قد قال للصحفيين في مخيم عين الحلوة في وقت متأخر يوم (الاثنين) «بعد مفاوضات صعبة. وصلنا إلى نتائج إيجابية، وتوصلنا إلى اتفاق لتسليم القاتل (بديع حمادة)»، وكان أبو شريف قد انخرط على مدى الأيام الثلاثة الماضية في محادثات مع مجموعة الشريدي بشأن تسليم المتهم. وأضاف أبو شريف قائلا قبل التسليم «أعطونا فقط بعض الوقت، نريد أن نجنب المخيم بعض المشكلات»، وقد جاء بيان أبو شريف بعد وقت قصير من مطالبة وزير الداخلية اللبناني إلياس المر بتسليم المتهم بقتل أفراد من مخابرات الجيش اللبناني. وقال المر «لاخيار سوى تسليم الهارب، أو سينتهج الجيش إجراءات تصعيدية تؤدي إلى إغلاق كافة مداخل المخيم»، وكانت مصادر فلسطينية قد ذكرت ليلة الاثنين/الثلاثاء أن المفاوضات مع بديع حمادة فشلت في اللحظة الأخيرة، وأنه أعلن أنه لن يستسلم وأنه «يفضل الموت، حتى إذا تم تدمير المخيم بأسره». وكان رفض حمادة تسليم نفسه قد زاد التوتر داخل المخيم، وعجت الشوارع داخل مخيم اللاجئين على الفور بالمقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا على استعداد لاستخدام القوة للقبض على حمادة وتسليمه للسلطات اللبنانية. وشوهدت النساء والأطفال يغادرون المخيم سيرا على الاقدام بعد رفض حمادة الاستسلام، خشية أن تجري معركة واسعة النطاق بين الفصائل الفلسطينية داخله. وكانت التوترات قد زادت في المخيم وحوله منذ يوم الخميس الماضي حينما لجأ حمادة، وهو لبناني شيعي، إلى المخيم بعد قتله ثلاثة من عملاء مخابرات الجيش اللبناني بينما كانوا يحاولون القبض عليه. وكان حمادة قد تمكن من الهرب من منطقة في صيدا إلى داخل المخيم الفلسطيني. وقالت مصادر الجيش اللبناني أن الجيش أرسل يوم (الاثنين) المزيد من التعزيزات حول المخيم في خطوة لتضييق الحصار عليه، للضغط على المقاتلين الفلسطينيين لتسليم الهارب اللبناني. وقالت المصادر إن الجيش كان على استعداد لاغلاق كافة المنافذ الخمسة للمخيم إذا لم يتم تسليم حمادة إلى السلطات حتى فجر اليوم الاربعاء. وفي ذلك الوقت قال قادة المخيم إن الهارب اللبناني قد لجأ إلى جماعة الشيخ عبدالله الشريدي، الذي يتزعم جماعة منشقة عن جماعة عصبة الانصار الاسلامية، والتي تتهمها الحكومة الأمريكية بالإرهاب، ولو كان الجيش اللبناني قد أغلق المنافذ الخمسة للمخيم لادى ذلك إلى عزل ما يقدر ب000 ،75 ألفاً من سكان مخيم عين الحلوة، وبينهم 000 ،41 مسجلون كلاجئين فلسطينيين لدى الأممالمتحدة، عن بقية لبنان في حصار قد يستمر لاجل غير محدد وبما يؤثر على إمدادات الغذاء والامدادات الطبية داخل المخيم. وتردد أن سوريا قد أعطت بيروت موافقتها الشاملة على إحضار القاتل إلى العدالة مهما اقتضى ذلك، غير أن كافة الفصائل الفلسطينية في المخيم كانت مصممة على العثور على حمادة وتسليمه إلى السلطات اللبنانية، وكان ثلاثة من ضباط مخابرات الجيش اللبناني يتعقبون أثر حمادة لاتهامه بتجارة المخدرات وصلات مزعومة بالاغتيال الذي وقع في كانون الثاني/يناير الماضي للزعيم المسيحي والوزيرالسابق إيلي حبيقة. وتمكن حمادة من الهرب بعد أن أصيب في كتفه وبعد أن أمكنه قتل رجال المخابرات الثلاثة. وقال مصدر للجيش اللبناني إن حمادة مطلوب أيضا للسلطات لاتهامات بإلقاء قنابل يدوية العام الماضي على نقطة تفتيش تابعة للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة. يذكر أن مخيم عين الحلوة هو الأكبر بين 12 مخيماً مكتظاً وغير مؤهل للاجئين تضم ما يقدر ب000 ،376 لاجئ فلسطيني في لبنان، كانوا قد فروامن ديارهم بعد ان اغتصب الصهاينة أرضهم واقاموا فيها إسرائيل. وتتمتع المخيمات الفلسطينية بوضع استقلالي وتضم مؤيدين لكافة الفصائل الفلسطينية من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى الفصائل العلمانية المتشددة إلى الجماعات الإسلامية التي ظهرت على الساحة مؤخراً، ومن بينهاعصبة الانصار، التي أوردتها الولاياتالمتحدة ضمن قائمة سوداء كمجموعة إرهابية في أعقاب الهجمات التي شهدتها نيويورك وواشنطن في 11 أيلول/سبتمبر الماضي. ويضع الجيش اللبناني قوات له في نقاط تفتيشية خارج المخيمات غير أنه يتجنب دخول المخيمات للحيلولة دون وقوع صراعات مع الجماعات الفلسطينية التي تسيطر على الأمن داخل تلك المخيمات.