شهد ملعب الصبان بجدة يوم الجمعة الماضي لقاءً حماسياً مثيراً بين ناديين عملاقين هما نادي النصر السعودي من الرياض ونادي الاتحاد من جدة. فمنذ الساعة السابعة ظهراً والجماهير تتدفق بغزارة متناهية على الملعب. ووسط ذلك الحشد الكبير من الكتل البشرية المتراصة نزل أفراد نادي النصر السعودي يظللهم العلم السعودي أرض ملعب الصبان ثم أعقبهم أفراد نادي الاتحاد وطاقم الحكام.. وبعد تبادل الاعلام التذكارية. أعلن الحكم بدء المباراة وقد كانت ضربة البداية لصالح الاتحاد فتبادل هجومه باصات قصيرة انتهت عند اقدام النور الذي بدا من أول وهلة مرتبكاً.. تائها.. وقد استطاع الشبل عبدالله بن صليح من النصر أن يشل من حركة النور. وقد كانت المجموعتان خلال ربع الساعة الأول من المباراة تقومان بعملية جس النبظ.. وقد كان الهواء شديداً في صالح الاتحاد في الشوط الأول من المباراة.. واستمر اللعب سجالاً بين الفريقين إلا أنه كان حماسياً شديداً من الجانبين.. وقد برز من الاتحاد غازي غلاب الذي كان سريع التنقل في الملعب بالإضافة إلى احكامه توزيع الباصات الجميلة المنسقة.. وفي الدقيقة 22 تقريباً استطاع لاعب النصر ناصر كرداش تسجيل أول أهداف المباراة إثر تمريرة محكمة من الجناح الإيمن ميزر أمان.. لكرداش الذي رفع الكرة من خط «الكورنر» تقريباً لتتجه إلى الزاوية اليسرى لمرمى الاتحاد معلنة الهدف الأول لصالح النصر.. وقد ازداد اللعب حماساً بعد تسجيل هذا الهدف فالنصراويون يريدون تعزيز نصرهم والاتحاد يحاول التعادل.. وشاهدت الجماهير توزيعات سريعة محكمة من الجانبين ولعباً جماعياً منقطع النظير.. وأجاد دفاع النصر في تشتيت هجمات الاتحاد إلا ان وسطه كان أقل من مستواه المعهود وبالمناسبة فقد لعب النصر هذه المباراة بعد أن أجرى تغييرات على مراكز لاعبيه.. فمثلاً لعب كرداش «انسايد» بجانب الدنيني.. وحمندي لعب في خط النصف مع «سعد الجوهر» واشترك في هذه المباراة شبله الصاعد عبدالله بن صليح وتخلف عن هذه المباراة قلب دفاعه عثمان بخيت وكذلك رضوان منديلي كما تخلف من الاتحاد عبدالرزاق بكر وعبدالله بكر.. ولعب كعدور في خط الهجوم وحسين هارون في خط النصف.. وأشرك الاتحاد هذه المرة حارسه صادق فلمبان الذي استطاع أن يحمي مرماه من إصابات مؤكدة. فقد شاهدناه يلتقط كوراً من الزوايا محكم إرسالها... وفريق الاتحاد في هذا الشوط لم يحسن استغلال الهواء ولم يتسفد منه.. فقد كان النور يرسل كوراً طويلة إلى الآوت على يمين حارس النصر جوهر مرزوق.. ولو أن هجوم الاتحاد حاول استغلال ضعف حارس النصر لاستطاع على الأقل الخروج من هذه المباراة بالتعادل.. وفي الواقع فإن خط الظهر النصراوي لم يعط أي فرصة لهجوم الاتحاد لينفد منها.. بدليل لجوء هجوم الاتحاد إلى إرسال الكرات الطويلة من مسافات كبيرة حينما يعجز عن اختراق الاتحاد أما حارس النصر فلم تمر عليه التجربة المطلوبة بعد فحتى هذه المباراة تحمل دفاع النصر عبء الهجمات الاتحادية واستطاع أن يعكسها لصالح هجومه دون أن تصل إلى منطقة المرمى.. وقد لجأ النور في نهاية هذا الشوط إلى الخشونة فرأيناه مرات عديدة يقفز متكئاً على ساقي الصليح بقدميه.. وقبل نهاية هذا الشوط بثوان قليلة استطاع الاتحاد أن يسجل هدف التعادل إثر رمية آوت إلى غازي غلاب الذي أعطى الكرة لهشام بكر ليرفعها من خارج منطقة الجزاء فتتجه إلى المرمى النصراوي معلنة الهدف الأول للاتحاد. ولم يكن من المفروض أن تلج هذه الكرة المرمى لولا تقدم الحارس قبل سقوط الكرة بثوان قليلة.. وهذا يدل على سوء التوقيت من قبله. ولكن إذا علمنا أن عمره في الملاعب لا يتجاوز شهراً واحداً فقط وجدنا له بعض العذر.. وإذا واصل تمارينه بشكل منظم فإن مستقبلاً طيباً ينتظره في عالم الكرة.. فلياقته جيدة وفنياته تزداد يوماً بعد يوم.. ولم تمض خمس ثوان على دوران الكرة بعد تسجيل الهدف حتى أعلن الحكم انتهاء الشوط الأول. وفي الشوط الثاني وبعد ثمان دقائق فقط استطاع عبدالرحمن خير الله «وجيه» أن يسجل الهدف الثاني والأخير لصالح النصر وقد كان هذا الهدف أجمل أهداف المباراة فكانت كرة من الآوت لميزر أمان فسعد الجوهر ثم الوجيه الذي استلمها خارج منطقة الجزاء وأرسلها قوية في الزواية اليمنى لمرمى صادق فلمبان.. وجميع من شهد هذه المباراة يلمس التصميم الأكيد من الجانب النصراوي على الفوز منذ أول وهلة للمباراة حتى نهايتها. وقد لعب النصر وشبح هزيمته من الأهلي بارز أمامه. وبعد هدف النصر الأخير اشتد حماس اللعب وسرعته فكانت الكرة تسير بسرعة مذهلة ولم نشاهد أحداً يكثر من المحاورة عدا النور الذي أضاع بطريقته هذه فرصاً عديدة على الاتحاد وقد كنت ترى محاولة التعادل تبذل من جانب الاتحاد ومحاولة تعزيز الهدفين تبذل من جانب النصر وقد رجع في هذا الشوط كرداش إلى خط النصف وظل حمندي بجانب الدنيني.. ورجع كعدور إلى خط الظهر ولكن بعد فوات الأوان.. وعلى أي ومهما يكن فقد لعب الفريقان مباراة رائعة تعبر بحق عن مستواها الفني الرفيع.. وقد أضاع النصر هدفين محققين الأول من قدم الدنيني والثاني من ضربة رأس محكمة من سعد الجوهر استطاع كعدور أن يخرجها من حلق المرمى.. وقبل إخرجها صفقت الجماهير بحماس بالغ لهذا الهدف لكن الحكم لم يحتسبه. وفي نهاية الوقت شاهدنا دفاع النصر يتكتل ويضرب الكرة كيفما اتفق مضيعاً بذلك ما بقي من وقت المباراة.. حتى أعلن حكم المباراة انتهاء الوقت المحدد وخرج بهدفين وثلاث نقاط ليصبح رصيده في الدوري الممتاز 7 نقاط و«7» أهداف وليصبح رصيد الاتحاد 9 نقاط وثمانية أهداف.