الأستاذ خالد المالك.. المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. لقد قرأت ما سطره يراع الأخ الفاضل: سليمان بن فهد المطلق حول تعقيبي على تخمة مقررات كليات البنات ونفيي لذلك الشيء، وإني بادئ ذي بدء أشكر الله سبحانه وتعالى أن يسرلنا منبراً إعلامياً نستطيع فيه اجتثاث الغث والسمين مما يعرقل حياتنا كافة، ولا سيما العلمية منها، ثم الشكر للأخ: سليمان على تبنيه فكرة البوح بشكاوى الطالبات وعلى اطلاعه على تعقيبي حيال ذلك. ولعل ما يستوجب ردي على كلام الأخ الفاضل على تعقيبي ذاك هو كما يقول المثل: «أهل مكة أدرى بشعابها» يا أخي الفاضل.. فأنا أستاذة من أستاذات قسم اللغة العربية وتخصصي العلمي الدقيق هو في علم: النحو والصرف وقد قمت بتدريس بعض من المناهج الدراسية في الكلية داخل وخارج القسم، وعانيت ما يعلم الله به من تنقيح وترتيب لأهم الموضوعات المنهجية التي سنشرحها من خلال الساعات المقررة للمادة مراعية بذلك الوقت والجهد وبخاصة في أثناء خروج الطالبات إلى التربية الميدانية وما نعانيه من قلة ساعات المادة وكل ذلك وفق ما ترسمه لنا وكالة كليات البنات في توصيفها لأهم بنود مواضيع المحاضرات والذي من خلاله كما أخبرتك بذلك نحاول أن نرقى بالطالبة علماً وأدباً. أما ما أتيت به مصداقية لكلامك، فأنا لا أريد منك شاهداً على ذلك، فلعل ما أتيت به من براهين ودلائل عن طريق هؤلاء الطالبات قريباتك هو من باب أن رضا الطالب عن المعلم غاية لا تدرك، فما بالك بالرضا عن المنهج ذاته، ونحن في نهاية العام الدراسي وفي آخر محاضرة نواجه من الطالبات مشاكل حول طلبهن حذف مواضيع أعمال السنة وقد يكون المنهج قد انتهى عليها، فماذا سيبقى للأستاذ من مواضيع حتى يتسنى له وضع أسئلة للفصل الدراسي، والطالبة بذلك ترمي إلى تحصيل الدرجات من أجل النتيجة لا من أجل الاستفادة من العلم ذاته وبخاصة أن هذا قد يلحق ضرراً بالطالبة في فهمها لمادتي النحو والصرف.. وذلك الضرر سيترتب عليه ضرر في أدائها مستقبلاً للعلم كافة وبخاصة علوم اللغة العربية، وأنت تعلم أننا نطالب المعلم في وقتنا الحاضر بالتحدث باللغة الفصحى، ولهذا أؤكد للأخ الفاضل: سليمان أن عقول الطالبات ستصاب في تلك الحالة بالتخمة لا المنهج نفسه. ثم كيف بك يا أخي الفاضل: أن تقارن بيننا وبين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ففرق بين الثرى والثريا، فجامعة الإمام تتمتع بميزات عديدة غير ما نحن عليه في كليتنا ليس في المناهج فقط، ولكن في أشياء عديدة لا يمكن ذكرها الآن. أما تعلم يا أخي الفاضل أننا مازلنا نرزح تحت وطأة استعمار وسيطرة التعليم العام، وجامعة الإمام تتبع وزارة التعليم العالي، ثم نحن نحاول فيما سبق وذكرت لك، أن نساهم بتنقيح مواضيع المنهج بما يناسب الفتاة لا الفتى وبالنسبة للمقارنة بين شرحي ابن عقيل وابن هشام لألفية ابن مالك، فلا أرى بوناً شاسعاً يمكن أن تحكم به على أن شرح ابن هشام أولى بالرجوع إليه، إلا اللهم في باب حروف الجر ومعانيها، فابن هشام وسع في شرح ذلك، والذي يقوم بتدريس هذه المادة أتوقع أنه لا يستطيع الحياد عنه في الأخذ من هذا الباب، وما قد شاهدته من استذكار الطالبة من كتاب «شرح ابن عقيل» لأكثر من عام، ربما لوجود نسخ عديدة في مكتبات الكلية وخارجها ويمكن الحصول على نسخة منه بسهولة، ولربما أيضاً أنها وهي تتابع مع الأستاذ قد يذكر رأي ابن عقيل في أكثر من موضوع، فتظن أن ما قاله الأستاذ جميعه من شرح ابن عقيل، والحقيقة غير تلك بل إن الأستاذ غالباً ما يجمع بين الشرحين، فلن يستطيع الإلمام بالقاعدة مهما أوتي من علم، ثم لترى أنت إذا كانت لك عين شاهدة ما يحدث داخل أروقة الكلية عندما تدخل الطالبات إلى قاعات الامتحانات وكيف يرمين بالمذكرات أمام أبوابها، بمعنى أنهن عند الاستذكار لا يستندن إلى شرح ابن عقيل ولا غيره، ولكن بالطريقة التي ذكرت لك سابقاً. أما بالنسبة للطالبة التي ستتذكر من شرح ابن عقيل في سنتها الأولى وقد ذكرت أنت ذلك، فأنا كما أخبرتك يأتي في توصيف الوكالة للفرقة الأولى، بأن شرح ابن عقيل هو أهم المراجع بالنسبة للطالبة في تلك الفرقة، وأبواب النحو الأولى لا تختلف كثيراً عند ابن هشام وخصوصاً باب الكلام والفائدة منه إلى آخر الأبواب المقررة على الفرقة الأولى، ولهذا نجد أن الوكالة تفضل ارجاع الطالبة إلى شرح ابن هشام في الفرقة الثالثة والرابعة؛ لأن الطالبة قد اكتمل نضوجها العقلي في هذه السن الجامعية. أخي الفاضل عفواً ومعذرة لم تفهم مقصود كلامي، عندما قلت لك: إن الطالبة تدخل القسم تمشياً مع رأي زميلاتها في أعوام سابقة بأن هذا القسم أسهل من غيره؟!! لست أنا يا أخي الفاضل من تدعي ذلك، وأنا أسألك أيضاً: من قال لك ان قسم اللغة العربية أسهل من غيره؟!! ولكن ما أردت توضيحه وما أسأت فهمه يا أخي الفاضل، هو أن ذلك الشيء يدور في خلد الطالبة عند دخولها إلى الكلية وهي التي تزعم ذلك، وبالنسبة لاقتراح الاستبيان الذي ذكرته لي، فنحن قد واجهنا ذلك ولله الحمد والمنة في أثناء مقابلاتنا الشخصية في بداية كل سنة دراسية، ونرى من ذلك العجب العجاب ممن تُصرِّح لنا بأنها لا تحب مادة النحو، ولكنها دخلت القسم لأنه كما قيل لها أسهل من غيره، ومستقبله مضمون، أو لأن زميلاتها في مرحلة الثانوية قد دخلن فيه فتود الدخول معهن، ويتبين ذلك من رسوبها، لأكثر من مرة في سنوات دراستها في تلك المادة وفي غيرها، فلا تزعم يا أخي الفاضل، أن هناك مواهب خفية ونحن نقابل ما الله به عليم من طالبات المستقبل ومعلمات الأجيال، وللأسف الشديد، مرة أخرى: أخي الفاضل: أهل مكة أدرى بشعابها. هذا والله الهادي إلى سواء السبيل. مهاة بنت علي بن صالح الوابل بريدة كلية التربية الأقسام الأدبية قسم اللغة العربية/ تخصص النحو والصرف