سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. تعقيباً على ما نشر في جريدتكم الغراء في عددها رقم «10860» الصادر بتاريخ يوم الأحد الموافق ل «12/4/1423ه» في صفحة عزيزتي الجزيرة تحت عنوان «المقررات في كليات البنات مصابة بالتخمة» والمذيل بقلم الأخ سليمان بن فهد المطلق، والمتضمن البوح بشكاوي الطالبات من صعوبة المقررات، وإيضاح فكرة اهتمام تلك المقررات بالكم دون الكيف. ونفيدكم علماً وبما أنني إحدى عضوات هيئة التدريس في الكلية، أن هذا الأمر ليس على حقيقته بصورة كافية ومتكاملة بل أمر تحديد موضوعات المقرر تختلف من مادة إلى مادة ومن أستاذ إلى آخر كماً وكيفاً. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تباين إذن بيننا وبين مناهج التعليم العام. وهذا يعني أن الأمر فيها يرجع إلى شخصية الأستاذ ومدى استيعابه للمادة الملقاة على عاتقه في تدريسها. فالوكالة ترسل إلينا توصيفاً للمناهج في بداية كل خطة دراسية جديدة وفيها توضح أهم البنود والمواضيع التي يستطيع من خلالها أستاذ المادة الدخول إلى منهج تلك المادة، فإن شاء أخذ بها وإن لم يشأ يوازن بينها وينقح ليرى ما هو صالح منها وما هو غير ذلك، وله أيضاً إن شاء أن يطور فيها ويزيد أو يحذف ما يراه غير مناسب للطالبات، كل ذلك حسبما يقتضيه الوقت والجهد، فله حرية التصرف في المنهج، لأن ذلك الأمر وتلك الحرية لا تأتي جزافاً بل قد أتت من تعمق لهذه المادة من قبل الأستاذ المتخصص فيها، فأمر كمية المنهج ومحدوديته يرجع إلى الثقل العلمي الذي يتمتع به الأستاذ نفسه فنحن نحاول الارتقاء بالطالبة نحو الأفضل والأحسن في مناهجنا الدراسية وبخاصة في المواد الاختيارية كمادة، «اللغة العربية تذوق ونصوص»، التي تُدرس لأقسام غير قسمي اللغة العربية والدراسات الإسلامية. في الكلية، ولا سيما في تلك المرحلة الجامعية الحرجة، ناهيك عمّا نواجهه من صعوبات من قبل عدم تقبل الطالبات للمادة نفسها، فالطالب أو الطالبة على حد سواء الآن يدرس من أجل تحصيل أعلى الدرجات، لا من أجل العلم لذاته، فلا علم للعلم بل للدرجات ومن أجل الوظيفة، ولهذا تصاب عقول الطالبات بالتخمة لا المقررات نفسها. هذا بالنسبة لما قيل عن تخمة المناهج وعدم استفادة الطالبة منها. أما ما قيل عن تدريس مادة النحو في قسم اللغة العربية فالأمر في الحقيقة يختلف تماماً عما كتب، الطالبة لا تعتمد على أي مصدر أو أي مرجع من المراجع البتة، بل تعتمد وتكتفي أيضا على وبما يكتبه الأستاذ ويشرحه أثناء المحاضرة، وليت جميع الطالبات يقمن بالكتابة والتدوين مع الدكتور، ولكن في نهاية العام أو قرب امتحانات أعمال السنة الفصلية يتم الاتفاق فيما بينهن بأخذ مذكرة من الطالبة المجدة التي تكتب وتنتبه مع الأستاذ أولاً بأول، وتوضع عند قسم التصوير داخل الكلية، ثم تصور لكل طالبة من الفرقة نسخة منها هذا وللأسف الشديد ما يحصل لجميع المواد وبخاصة النحو والصرف، عندها يتم تدريسها عن طريق الشبكة التلفزيونية، وبهذا تكون الطالبة حافظة لا فاهمة، وتعتاد على الاتكالية والسلبية أثناء إلقاء المحاضرة، فهي لا تنتبه مع الأستاذ وهو يشرح ولا هي ترجع وتعتد بالمراجع لا شرح ابن عقيل ولا غيره. وإن كان الأمر يبحث في سبب إرجاع الطالبة إلى شرح ابن عقيل. ففي توصيف الوكالة تحديد لأهم مراجع النحو لكل فرقة من فرق القسم، أهمها وأولاها بالنسبة للفرقة الأولى والثانية من شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، وأهمها وأولاها بالنسبة للفرقة الرابعة والثالثة شرح ابن هشام لألفية ابن مالك، المسمى أوضح المسالك لشرح ألفية ابن مالك ثم المراجع المساعدة والمساندة كقطر الندى وبلّ الصدى وغيرها كثير، ولو رجعت الطالبة لواحد من تلك الكتب لكان أحسن وأفضل من المذكرة التي تتخم العقل دون فهم ووعي لما كتب فيها. وأيضا من قال للأخ سليمان ان الطالبة تدخل قسم اللغة العربية عن موهبة ورغبة، عندما قال «صقل الموهبة» . يا أخ سليمان، معظم الطالبات إن لم يكن كلهن دخلن القسم: إما تمشياً لرأي زميلاتهن في أعوام سابقة بأن هذا القسم أسهل من غيره، أو تمشياً مع رغبة زميلاتهن في المرحلة الثانوية واجتماع (اللمّة) في قسم واحد، أو أن تكون نسبة الطالبة لا تؤهلها للدخول إلى قسم آخر، فيأتي نصيب قسم اللغة العربية بدخول معظم الطالبات المتدنيات نسبهن أو من هن على قائمة الانتظار لفتامين ونحوه. فكبش الفداء في تلك القضية وفي جميع الأحوال هو قسم اللغة العربية وبهذا تصبح الطالبة عقلياً متخمة لا المقررات يا أخي الفاضل. هذا ما أردت توضيحه .. والله نسأل السداد في القول والعمل