يدهشني ويحزنني وكثيرا ما يبكي القلب قبل العين تلك الشروط غير المقبولة التي يضعها أصحاب الوظائف سواء كانت الوظائف حكومية أو أهلية. وتحديدا عندما يتضمن إعلان الوظيفة عبارة: «للسعوديين فقط» أو «يرغب شغلها بسعوديين». كان الشاب السعودي في السابق يريد أن يكون في وظيفة مكتبية ومكيف«أسبلت» وعامل يحضر له القهوة والشاي ... ولكن الآن الوضع تغير فعقلية الشاب السعودي أصبحت اكثر نضجا ... فتخلص الشاب السعودي من تلك العقلية أو تلك الشروط. إعلان الوظائف «ولله الحمد» الآن أصبحت كثيرة ولكن وبصراحة وبالفم المليان: الشروط التي يضعها أصحاب الوظائف تعجيزية بمعنى الكلمة ومبالغ فيها جدا . أعرف مؤسسة كبيرة أعلنت عن وظيفة في العلاقات العامة براتب يصل إلى 8 آلاف ريال وبعض المميزات .. أول إعلان نشر عن تلك الوظيفة كان قبل سنة وإلى هذه اللحظة لم توظف المؤسسة أحدا .. ليس لأنه لم يتقدم أحد بل إن المتقدمين لها بالعشرات ولكن السبب في عدم التوظيف هو شرطها.. فهي أرادت أن يكون المتقدم حاصلا على الأقل على درجة البكالوريوس في مجال الإعلام. وهذا من حقها ولكنها وضعت شرطا آخر وهو الخبرة فهي تريد أن يكون المتقدم لديه على الأقل خبرة، خمس سنوات في مجال الإعلام، أو العلاقات العامة، وهنا المشكلة وعدم التقييم المعقول. الشاب السعودي الذي لديه الشهادة الجامعية وخبرة سنتين أو ثلاث تجده يعمل في الوظيفة التي حصل على الخبرة براتب أفضل ومميزات أكثر إذاً المشكلة هي في شرط الخبرة الذي حال دون توظيف أي سعودي . استوقفني إعلان عن وظائف، وتعجبت من تلك الوظائف وخاصة شروطها، فهناك جهة حكومية طرحت عدة وظائف ورغبت شغلها بسعوديين فمن تلك الوظائف ولاحظوا شروطها: مهندس على أن يكون المتقدم حاصلا على البكالوريوس مع خمس سنوات خبرة. الوظيفة الثانية: مشغل غلايات ومبردات خبرة سنتين وأن يكون حاصلا على دبلوم، الوظيفة الثالثة: فني مراقبة مبان وأن يكون حاصلا على شهادة من كلية التقنية وخبرة سنتين، الوظيفة الرابعة: سباك وأن يكون المتقدم من خريجي مركز التدريب المهني وخبرة سنتين. الوظيفة الخامسة: وظيفة بناء واشترطت على المتقدم أن يكون مجيدا للقراءة والكتابة وخبرة ثلاث سنوات، وظيفة سادسة: مزارع حاصلاً على دبلوم وخبرة سنتين ... تلك الوظائف قد يشغلها سعوديون ولكن برأيي بنسبة لا تزيد عن 5%، ولكن لماذا تلك الشروط خاصة في الخبرة؟! ..فمشكلتنا ومشكلة أصحاب الوظائف هي الخبرة. نحن نعلم أن المسؤولين عن السعودة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة يبذلون جهودا مضنية لحمل أصحاب الشركات والمؤسسات على توظيف السعوديين، فالأمير نايف حريص كل الحرص على هذا الشأن.. ولكن لماذا لا تكون هناك لجنة من المسؤولين عن السعودة يكون من مهامها الاطلاع على تلك الشروط التي يطرحها أصحاب الوظائف لتقييمها؟! والاطلاع أيضا على الراتب والمميزات التي تتناسب مع الشرط .. حتى لا يضع اصحاب الوظائف في كل مرة شروطا غريبة وكثيرةتعجيزية .. فإذا كان هذا الاقتراح مجديا خاصة الآن مع كثرة الإعلانات عن الوظائف .. فلماذا لا يتم البدء في تشكيل هذه اللجنة في أقرب وقت ممكن.؟!!.