تعد المراكز الصيفية في مختلف مناطق المملكة من أهم الحلول بل تعد من الأسباب الرئيسية لشغل أوقات الطلاب والطالبات في الاجازة بما يعود عليهم بالنفع والفائدة فمن المعروف أن الفراغ والسهر وتضييع الاوقات وعدم تنظيمها والجلوس ساعات طويلة أمام الفضائيات والإنترنت، كل ذلك وغيره يسبب الضياع والفشل وعدم الاستفادة من طاقات وقدرات ومواهب هؤلاء الشباب والشابات - وبالتالي حدوث المشاكل الاجتماعية والتي نعاني منها كثيراً في فترة الصيف. وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، وتصبح المشكلة اكبر إذا اجتمعت هاتان النعمتان وهما الصحة والفراغ - وهذا بالفعل ما يعانيه الكثير من الشباب والشابات في الاجازة الصيفية اذا لم يحسنوا التعامل مع الوقت كيف يديرونه، ومع بداية الاجازة الصيفية وتعدد المراكز والأنشطة نتساءل أين تتجه فتياتنا.. الاجابة قد تكون مكتملة في الاسطر التالية: * خبرات وفوائد: الطالبة «تهاني محمد»: من المركز الصيفي الثقافي للبنات بأبها تقول: إنني ولأول مرة التحق بمركز صيفي في العام الماضي وقد استفدت كثيراً منه، وسألتحق هذا العام بنفس المركز لأنني قد وجدت فيه المتعة والفائدة والبرامج المنوعة التي استثمر بها وقتي واكتسب بها الخبرات والمعلومات الجديدة، كما أن الزيارات الميدانية التي قام بها المركز كانت ناجحة ورائعة جداً وبرامج التوعية الدينية موجودة بشكل مكثف ولله الحمد. «ناعمة العبدالله».. «عضو مؤسسة الحرمين الخيرية بأبها»: أوضحت ان مدى استفادة الابناء من الاجازة الصيفية إنما يعود إلى الوالدين وتخطيطهما وتنظيمهما لأوقات أبنائهما فهما قادران على أن يجعلا أبناءهما يحسنون استغلال الاجازة بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة، وأكدت أن المجتمع الذي تعيش فيه الأسرة له الدور الفاعل في التأثير على نظام الأسرة وسلوكهم في قضاء الاجازة وعن المركز الصيفي التابع للمؤسسة بأبها أشارت العبدالله إلى التزايد المستمر والاقبال الكثير من قبل الطالبات للالتحاق بالمركز وخاصة في دورات تنشئة الداعيات. وتشير «عبير القحطاني»، مشرفة تربوية من مكتب الاشراف التربوي بسراة عبيدة إلى أن مفهوم الاجازة لدى الكثير من الناس هو السهر ليلاً والنوم نهاراً والسفر والخروج والتنزه... السفر والتنزه مطلوب ولكن بشكل منظم ومعقول، فيجب على رب الأسرة أن يتعاون مع زوجته لوضع برنامج في الاجازة ليتبعه كل أفراد المنزل وأن لا يهملوا الجانب الديني والثقافي في البرنامج وأن يحرصوا على تنظيم الاوقات والتطبيق الدقيق لما جاء في جدول البرنامج. «سمر حسين»، طالبة جامعية.. تشير إلى وجود العديد من المراكز والمعاهد الصيفية التي تحتضن الشابات وتؤهلهن وتستثمر وقت فراغهن وتنمي مهاراتهن، ولكن الأهل في الغالب يرفضون ذهاب بناتهم إلى مثل هذه المراكز لأسباب عديدة منها ماهو مقنع ومنها ما هو غير ذلك وفي الغالب ما يتعذر الأهل بارتباطهم وقت الاجازة الصيفية بمناسبات وروابط اجتماعية واسرية ولكنهم في الحقيقة لا يوفون بهذه الالتزامات جميعاً، التي لازالت عائقاً لفتياتهم أمام استثمار أوقاتهن بالمفيد. الطالبة «سميرة عبدالله»، بالمرحلة الثانوية.. من محافظة الواديين بمنطقة عسير.. تقول: للأسف الشديد دائما ما أتمنى أن ألتحق بمثل هذه المراكز وقت الاجازة الصيفية ولكن المشكلة الوحيدة هي وجود هذه المراكز في المدن الرئيسية بالمنطقة كأبها وخميس مشيط وهي لا تتواجد في المحافظات، ولصعوبة المواصلات وبعد المسافة بين المدن وبعض هذه المحافظات لا نستطيع نحن فتيات المحافظات والقرى الالتحاق بمثل هذه المراكز والاستفادة منها. اتمنى أن يتواجد مركز صيفي تابع لإدارة تعليم البنات في إحدى المحافظات المجاورة لبعضها البعض لتتمكن الفتيات من الالتحاق بها في دوراتها وانشطتها المختلفة. * دروس ومواهب: المرشدة الطلابية «فاطمة محمد»، أوضحت أن بعض الفتيات في الاجازة الصيفية لا يجدن من يوجههن التوجيه المناسب لاستغلال هذا الوقت الطويل، كما أن الفتيات أنفسهن غير مهتمات بهذا الوقت ولا يطلبن من الأهل توجيههن أو تسجيلهن في أي مركز أو معهد صيفي فمثل هؤلاء الفتيات الاجازة في نظرهن السهر ليلاً على الفضائيات والافلام والإنترنت والنوم نهاراً واشغال أوقاتهن بقراءة المجلات غير المفيدة ومتابعة آخر الموضات من الملابس والمكياج والاكسسوارات والتجول في الأسواق والتنقل بين المشاغل النسائية والاطلاع على آخر قصات الشعر فهذه حياة مملة لا تستفيد صاحباتها من الاجازة بشيء. كما أوضحت «نورة محمد»، وكيلة الابتدائية الخامسة بالقاعدة الجوية أن المراكز الصيفية نافعة ومفيدة للطالبات ولعل هذه الفائدة دائماً ما تظهر لدى الطالبات الملتحقات بدروس التقوية، فيستفدن كثيراً من هذه الدروس وبالتالي يستطعن اجتياز المادة في الدور الثاني. ولهذه المراكز أيضا دورها الفاعل في توسيع مدارك الطالبات وزيادة ثقافتهن واتصالهن بمجتمع آخر غير مجتمع المدرسة وتعرفهن على طالبات وزميلات آخريات في المركز. «منى هاشم الزهراني»، فنانة تشكيلية وعضو جمعية الثقافة والفنون بأبها تشير إلى ان الاجازة الصيفية فرصة كبيرة وثمينة لمن لديها موهبة أو هواية الرسم فهي تستطيع من خلال هذه الاجازة أن تصقل موهبتها وتطلع على لوحات وابداعات الفنانين الكبار ذوي الخبرة والمعرفة في الفن ومدارسه التشكيلية كما تستطيع زيارة المعارض التشكيلية والتي تقام في مركز الملك فهد الثقافي بأبها «المفتاحة»، كما ان الاحتكاك برائدات الفن التشكيلي في مختلف مناطق المملكة من خلال فعاليات البرامج النسائية لمهرجان أبها فأنا أرى الاجازة الصيفية ستكون خير معين لأي فنانة تشكيلية مبتدئة تستطيع أن تستثمر اجازتها بكل ما فيه الفائدة والمنفعة إن شاء الله. الاختصاصية الاجتماعية الاستاذة «هيلة الغامدي»، أكدت أن المراكز الصيفية لها أهمية اجتماعية كبيرة إضافة إلى التأثير النفسي على الطالبة، ففي بعض الأحيان تلجأ الطالبة إلى المراكز الصيفية نتيجة الفراغ والمشاكل الاسرية والنفسية التي تعاني منها وكوني اخصائية اجتماعية كثيرا ما تطرح عليّ مشاكل الطالبات فلاحظت أن كثيرا منهن تطلب المساعدة في الاجازة الصيفية كيف تقضيها وكيف تستفيد من وقت فراغها ووجدت أن الحل الأمثل هو المراكز الصيفية التي تفيد الطالبة كثيراً وتجعلها تستمتع بوقتها وتقضيه فيما ينفعها. إن المراكز الصيفية هي أنسب جهة لاستغلال وقت الفراغ الاستغلال الجيد بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ومع ذلك يجب العمل على تطوير برامج هذه المراكز وعدم الاكتفاء بالبرامج الروتينية والعمل على التخطيط المسبق والجيد لها بحيث تسير وفق عمل منظم ودراسة جيدة وبناءة.. مما يؤدي إلى استثمار رأس مال الحياة الحقيقي وهو الوقت، كما يجب العمل على نشر مثل هذه المراكز وعدم الاكتفاء بمركز واحد في المنطقة وتكثيف البرامج المفيدة والعناية باختيار المبنى الجيد والواسع للمركز. هذا ونتمنى لجميع الطلاب والطالبات قضاء اجازة سعيدة وأوقات مفيدة وان يتجهوا إلى المراكز الصيفية المنتشرة في كافة انحاء المملكة.