* س: - لا تعلم مدى قلقي الآن بعد ثلاث وستين سنة من العمل الجاد المثمر الذي أمضيته في عمل واحد والذي استفدت منه كثيراً أنا ومن يخصني من ولد وقريب، وكنت خلاله ذا مركزية قائمة بل لعلي هددت بعض الناس به فخاف مني كثير منهم وطلبوا الزلفى إلي. المشكلة وان كانت هنا لكن ما يخيفني هي أمور ثلاثة: 1 صديق وزميل قديم خفت منه على مركزي فكنت سبباً في ركنه ثم تقاعده. 2 قريب مثل الذي مضى تسببت له بإحداث قلاقل منها تشويه سمعته لكن بطريق ذكي مدروس ومنها إحداث شرخ بينه وبين أهل زوجته لا يمكن رتقه أبداً. 3 خوفي مما بين يدي من «مال».. ق/ق/ق الاسكندرية/ ج.م.ع * ج: - حمداً لله تعالى ان بصرك ودلك وأيقظك ولم تعلل أو تؤول أو تتناسى فتذهب ضحية الشيطان وتذهب ضحية النفس الأمارة بالسوء. لا عليك الآن وقد وعيت وأدركت لكني أعجب فخطك عالٍ وأسلوبك متناهي الجودة وتذكيرك لمرادك حسن فكيف مثلاً لم تأت على مشكلتك بنفسك دون سؤال هذا أو ذاك أقصد انك ظالم وظلمك من نوع خطير لأنه حصل بسبب دهاء + ذكاء + حسد + استمرار، فكيف لم تعمل على إصلاح حالك مع هذين الاثنين بدهاء + وذكاء = حتى ترى انك رددت حقهما ولو على حساب مالك نعم مالك مع انك من النوع الشحيح وان تظاهرت بالجود والكرم لأن كل ذلك يصب في مصب «مركزيتك» هل وعيت هذا وإن كان قاسياً عليك. الذي أراه لك «الآن» حسب دراستي النفسية المتأنية لطرحك انك لم تزل أسير «العظمة المركزية» التي تعيشها حتى بعد هذا العمر، وإنما سؤالك هو: نوع تبرير نفسي فقير في ذاته، إنك صادق وقد عدت إلى أرضية صحيحة من الندم والتوبة والحزن على ما فعلت. ولذلك فصدقك هنا معي ومع القراء الأعزاء إنما هو صدق من نوع التنفيس عن النفس لأنك ضحية تربية صالحة مصلحة طيبة لكنها ساذجة تفقد حقيقة ضابط الولاء والبراء كما تفقد حقيقة الوعي وفق ضوابط العدل والأمانة والنزاهة حتى ولو كنت أعلم من سواك لأنك من النوع الذي يسبق عقله علمه لكن تحت حماية وتدبير الذاتية أو المركزية فليس إلا أنت وليس إلا أنت، هل أدركت هذا مع قسوته. يا أخ: ق.ق.ق: زعموا أن صياداً يصطاد العصافير فكان كلما اصطاد عصفوراً كسر جناحه ثم وضعه في السلة وهكذا حتى كثر صيده ثم بعد قليل هبت ريح عاصفة تحمل الغبار والتراب فتوقف الصياد وبدأت عيناه تسيلان دمعاً فهو يتألم ويفركهما، فقال بعض العصافير: انظروا يبكي رحمة بنا وعطفاً علينا!! فبادر بعضها قائلاً: أبعد أن كسر جنحاتنا وركمنا وآذانا وفرق بيننا، يا أخ ق.ق.ق خصصتني بالثقة وأخصك وسواك من السائلين بالصدق فإنك في سؤالك هذا: متألم لوضع هذين الاثنين وقلق لحالهما، فأرى لك فك أسرهما لأنهما لم يزالا في قيدك حتى مع ألمك وقلقك وقد يكون غيرهما كذلك سواء علمت هذا أو جهلته. فبادر إلى إصلاح حال الأول برد اعتباره بسبيل من السبل ولو من باب تقدير البذل له أو تشغيله بمركز يدرك معه انك تبت لكنك لن تفعل لأنك تخشى منه وهذا وحده يبين انك اسير «تربية خاطئة» وفهم يفقد صدق كمال التوحيد فإن اردت ان تكون أنت أنت فافعل ما ذكرت لك. أما الثاني فصحح الخطأ بناجية حية صادقة ورعة قوية تسف عليها الجوزاءُ جانب البردي ويكتنفها صنوان وغير صنوان من التودد والتقرب شيئاً فشيئاً حتى تدرك انك ملكته وملكته حقاً فأنت تستطيع ذلك ثم «لا تعتذر إليه» بل ارفده بمال أو جاه لكنك هنا لن تفعل لأنك تستعظم هذا، وقد تحبطك نفسك، وانت سوف تتردد والسبب في هذا أمران: 1 إنك عزيز نفس، لكنك مركزي 2 انك تبرر الخطأ منك بخطأ مقابل أنت سببه أصلاً لأنك من النوع «الصامت المثير» الذي يعمل بالصمت والخفاء ما يحقق مركزيته ودوامه ولو سار على الدم. أجزم بما ذكرت لك عن «الثاني» فإنك في الخطوة الأولى تنقاد الثانية إليك وهكذا أجزم وسوف لن ترى إلا ما تريده حقاً جواباً للسؤال. أما المال تنفقه وفتش عن خبيثه ودواخله واجعل لك جدولاً أصلياً تعرف منه: 1 الحلال. 2 ما فيه شبهة. 3 ما فيه حيلة. 4 ما فيه ربا. 5 ما فيه هبة بسبب مركزك. 6 ما كسبته دون مقابل وإن لم تطلبه ما دمت غنياً عنه. 7 ما كسبته بسبب «ركن صديقك» لأنك هنا قد خلا لك الجو ظلماً. آمل منك تدبر: حياتك وحالك حتى تكون ما أردت بإذن الله تعالى من خير وطمأنينة وصدق ونقاء.. وهبك الله تعالى: الهداية والإيمان.