ألغى البرلمان الاوروبي قرارا بتجميد دفعة كبيرة من المساعدات الاوروبية للسلطة الفلسطينية يوم الاربعاء متجاهلا مزاعم اسرائيلية بان مساعدات الاتحاد تستخدم لتمويل «الارهاب». وقال كريس باتن مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي امام لجنة برلمانية ان المفوضية الاوروبية «واحدة من اكثر مانحي المساعدات صرامة في العالم عندما يتعلق الامر بالقيود المشددة». واضاف امام لجنة الشؤون الخارجية «لا مجال للقول بان اموال الاتحاد الاوروبي مولت الارهاب وشراء اسلحة او انشطة مماثلة». وفي تصويت برفع الايدى وافقت اللجنة على دعم ميزانية السلطة الفلسطينية بمبلغ 7 ،18 مليون يورو. ثم توجه باتن مباشرة الى اجتماع مع لجنة الميزانية التي كانت جمدت المساعدات بسبب مزاعم اسرائيلية بان اموال الاتحاد تستخدم لدفع مرتبات «ارهابيين» داخل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ووافقت اللجنة ايضا على الغاء التجميد. وقال نائب اوروبي بينما كان باتن ومستشاروه في طريقهم للخارج «كانت زوبعة في فنجان». والاتحاد الاوروبي المؤلف من 15 دولة هو من كبار مانحي المساعدات للسلطة الفلسطينية، وتخصص اغلب مساعداته لدفع مرتبات المدرسين والعاملين بالقطاع العام والشرطة خاصة منذ ان اوقفت اسرائيل ايرادات فلسطينية للضغط على عرفات لوقف موجة هجمات يفجر فيها الفلسطينيون انفسهم. وقال مسؤولون من الاتحاد الاوروبي ان مسؤولين من صندوق النقد الدولي والمفوضية الاوروبية يراقبون عن كثب كيفية انفاق المساعدات لمنع اي اختلاس او اساءة استخدام للاموال. وقال باتن ان الاتحاد قام بالتعاون مع السلطات الاسرائيلية والقوات الاسرائيلية وصندوق النقد الدولي بالتحقيق في اتهامات اطلقها الوزير الاسرائيلي داني نافيه الشهر الماضي ووجد انه لا اساس لها من الصحة. واضاف «لم نجد دليلا على ان اموال الاتحاد الاوروبي تستخدم لشراء شيء غير ما اتفق عليه مع السلطة الفلسطينية». كما حاول باتن ايضا تفنيد تقرير نشرته صحيفة داي زيت تحت عنوان «عرفات يقصف واوروبا تدفع». وارسل متحدث باسم باتن ردا الى الصحيفة وصف التقرير بانه «يستهدف الاثارة ومتحيز» ومليء بالاخطاء. وسبق ان اتهمت اسرائيل اوروبا بالانحياز لعرفات. وخرج باتن عن النص في بداية كلمته امام البرلمان وادان الهجمات التي يفجر فيها الفلسطينيون انفسهم ووصفها بانها «اعمال ارهابية مروعة». لكنه دافع عن قرار الاتحاد الاوروبي تقديم دعم للميزانية الفلسطينية ومساعدات لاصلاح السلطة الفلسطينية قائلا ان هذا هو افضل ضمان امني لاسرائيل لان البديل سيكون «فوضى فلسطينية». وتابع قائلا «يتعين ان تكون اوروبا في طليعة خطة تنمية منسقة للفلسطينيين... وبصراحة فاننا اذا ادرنا ظهورنا لهذا .. فلا جدوى من اي حديث عن دور لاوروبا في عملية السلام بالشرق الاوسط».