بات من المتعارف عليه ان الكتب التي نجدّ في البحث عنها ونسعى للحصول عليها.. تلك التي وجهت سهامها نحو ديننا.. في البداية.. والى ما تعارفنا عليه.. في الحياء والحشمة والأعراف والتقاليد وحيث ثارت الضجة على رواية «نشيد الموت» وليمة لأعضاء البحر لحيدر حيدر. بتنا في عجلة وتنافس للحصول على نسخة من الرواية التي نسيها الزمن بعد تأليفها ليكون الصراع الإمبريالي دافعاً لأن تخرج على سطح الاهتمام.. الى تسطح الوضع الأدبي والواقع الثقافي.. والهوية الدينية بأيدي السفهاء. وحين يعرض حيدر حيدر صوته الروائي من خلال الوليمة فهو بالفعل يعرض وليمة من لحم ديننا وعقيدتنا فهو يتلاعب بها تلاعباً ويجعلك تقف في موقف الشك مما يطرح أمامك.. حين يستوقفك قائلا:«إن لجسدك عليك حقا» صدق الله العظيم.. فأنت لا تقف موقف الشاك لأن ذلك حديث شريف وليس بآية قرآنية.. ولكنك تتألم من المعلومات التي أقحمت اقحاما اضافة الى الخوض في أمور عقائدية واستهتار واضح حيث يشير على الصراط المستقيم بقوله:«الصراط الموروث». وكل ذلك يطرحه بلغة جافة «يملؤها اعتقادات غبية وخرافة وهوس بالجنس».. حتى يجعلك في حوار خال من التقدير لذات المؤلف وذاتك التي قبلت ان تقرأ مثل هذا الهراء. حيث يجعل من احدى شخصيات الرواية وهي فلة بوعناب المرأة التي نسيها الله. ليشيع في جوانب الرواية حوار عن كل شيء بما في ذلك واقع الجزائر الذي غيبه الكثير حتى صار لدينا واقع كئيب خال من الصدق.. ليصور المرأة الجزائرية تصويراً باهتاً فليست هي أم الأبطال الذين دحروا الاستعمار. أدرك ان من يقع وليمة لتلك الأفكار الباطلة يتحمل عقبات ما أودع به ذاكرته ولكن نحن مطالبون بقراءة كل شيء ليكون لدينا تصور واضح المعالم للحكم على كل كاتب وروائي وفلسفي ومفكر، ذلك أدعى لأن نكون على وعي واضح بما يدور حولنا لنستطيع الوقوف على الشبهات وألا نكون الوليمة السهلة لكل من شاب الدين وليست «وليمة حيدر» هي الرواية لذلك التوجه المخيف، غيرها كثير وقبلها وبعدها أكثر وأكثر لكنها كانت قراءة تصورية من بعد تردد طويل لقراءة هذه «الرواية» فهي تفتقر للغة الجميلة المحببة والمملوءة بالتصوير واللوحات الجميلة.. إنما لغة جامدة جدا بعيدة عن الامتاع.. يكفي أني كنت وليمة «غير مستساغة» لها..!! [email protected]