كلما وقع في يد زوجها مبلغ من المال، أخذت أكثره وطارت به إلى السوق، فأحياناً تشتري به أواني منزلية، ومطبخها مملوء بالأواني، وأحياناً تشتري به أثاثاً، وأثاث بيتها لم يمض عليه عام، مبذرة، الطعام الذي يُرمى من سوء صنيعها وتدبيرها أكثر من الذي يأكله أهل بيتها، وأما الملابس فحدث ولا حرج، تبحث عن أغلى ما في السوق وتشتريه، للبسة واحدة فقط، فهي من النوع الذي يلبس لكل مناسبة ثوباً، ولكل زيارة ثوباً، ولكل حفلة زواج ثوباً، ولكل صديقة ثوباً، فالثوب الذي تلبسه مرة وينظر إليه الناس تنتهي صلاحيته، مسرفة لا تبالي بما تنفق من آلاف الريالات حتى ولو كان على حساب زوجها المسكين. *، قال: «هم الذين ينفقون المال في غير حقه». ويقول وهب بن منبه: «من السرف أن يلبس الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده وما جاوز الكفاف فهو تبذير». ويقول إياس بن معاوية:« ما جاوزت به أمر الله فهو سرف». ويقول سفيان: «ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف وإن كان قليلا». *، وحذّر من التبذير بأن جعل المبذرين إخواناً للشياطين، كما قال في الآية السابقة: {إنَّ پًمٍبّذٌَرٌينّ كّانٍوا إخًوّانّ پشَّيّاطٌينٌ وّكّانّ پشَّيًطّانٍ لٌرّبٌَهٌ كّفٍورْا } *الأسراء 27*، فالمسرف وكذلك المبذر من العصاة لله تعالى، ومن كانت هذه حاله فهو بعيد من الجنة قريب من النار. ومن نتائج الإسراف والتبذير إضاعة المال وإتلافه من غير فائدة. * ومن الذين نفقاتهم على ضوء توجيهات ربهم، كما في قوله تعالى: {وّلا تّجًعّلً يّدّكّ مّغًلٍولّةْ إلّى" عٍنٍقٌكّ وّلا تّبًسٍطًهّا كٍلَّ پًبّسًطٌ فّتّقًعٍدّ مّلٍومْا مَّحًسٍورْا} *الإسراء: 29* اسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، ويجعلنا من عباده الصالحين إنه سميع مجيب.