كتب بعض الاخوة القراء في هذه الصفحة عن قضية التفحيط فمن هؤلاء القراء من اقترح إنشاء ناد للمفحطين ومنهم من عارض هذا الاقتراح، وعلى كل حال يبقى المحور في هذا النقاش قضية التفحيط حتى وإن تباينت الآراء بمدلولاتها وجديتها وقضية كهذه ورغم إشباعها نقداً وتحليلاً إلا أنها تظل قضية مزمنة يرتفع معدل رتم ممارستها وتتجدد أساليبها كل يوم معتقداً بأن أيامنا لا يجهل ما تفرزه هذه القضية من سلوكيات خطيرة تهدد مستقبل وحياة من يمارسونها من الشباب والمراهقين وكذلك لا نغفل خطورتها على المجتمع بذاته في أمنه ومقدراته البشرية والمادية، من فقد لشبابه بالوفاة أو الإعاقة وما يتم إنفاقه من مبالغ في علاج الإصابات والرعاية لضاحيا التفحيط كون التفحيط يعد من أحد المسببات الخطيرة للحوادث المرورية. ولأجل ذلك فإنه من المستحسن مناقشة هذه القضية باستمرار وبأساليب وأطروحات وبحوث تحد من عنفوانها وتحذر من مخاطرها في مختلف الجوانب. وليس التشجيع على ممارستها مثل الذي يقترح مع احترامي إنشاء نادٍ للمفحطين يخرج لنا جيلاً محترفاً بالتفحيط يحولون شوارعنا وساحاتها لتطبيق ما تعلموه في ناديهم «المقترح» من فنون التفحيط. عموما اتركونا من هذا ودعونا نناقش هذه القضية بجدية وبما يفيد من حلول، وإن كنت أرى أن استشراء قضية التفحيط يعود للعديد من الأسباب منها: أولاً: ما يختص بالجانب التربوي من قبل الآباء وكذلك المدرسة، فالآباء يتحملون خطأ تركهم الحبل على الغارب لأبنائهم المراهقين في قيادة السيارة وهم في هذه المرحلة من الطيش والتهور أما بالنسبة للمدرسة فقد تكون فاقدة لدورها في توجيه الطلاب وتعريفهم بمخاطر التفحيط الجسيمة. ثانياً: يقع أيضا الكثير من العبء على الجهات الأمنية المسؤولة في عدم تكثيف دورياتها وخاصة في الأحياء، وكذلك يحدث أحيانا التساهل مع بعض المفحطين أو التغاضي عن مخالفاتهم بقبول «الشفاعات» أحياناً و. أقولها بصراحة متناهية وهذا ربما يجعلنا لا نتفاءل بحلول تقضي على مشكلة التفحيط الشرسة والمتأصلة في مجتمعنا.إلا أن يشاء الله.