على رغم أن شبان الجوف لا يكفون عن ممارسة هوايتهم المفضلة في التفحيط، إلا أن أحداً من أهالي المنطقة لا يتذمر منهم، لأنهم يفحطون في شارع بعيد نوعاً ما من التجمعات السكانية. في"ميدان التفحيط"الملاصق للطريق الإقليمي في مدينة سكاكا كما يحلو لشبان المنطقة أن يطلقوا عليه تحتشد جموع المراهقين يومياً، ويزداد عددهم يومي الخميس والجمعة، إضافة إلى فترة الاختبارات، ليشاهدوا آخر"إبداعات"المفحطين. ولا يمارس غالبية الموجودين هواية التفحيط بل إن معظمهم يكتفون بمشاهدة العروض الخطرة وتشجيعها فقط. يؤكد"عاشق الكامري"كما يحب أن يسميه الناس أنه يستمتع كثيراً بالتفحيط، ويعتقد بأنه يحقق ذاته من خلال هذ الهواية. ويقترح إقامة نادٍ للمفحطين في الجوف، يتولى إنشاء ميدان خاص للتفحيط وتنظيم بطولات في هذا المجال، وإقامة مدرجات تحمي المشاهدين من خطر اقتحام السيارات. ويقول إن المشجعين يسكبون الزيت في ميدان التفحيط حتى تنزلق السيارات بسهولة، ويستمتعوا أكثر، مضيفاً أن منظر دخان الإطارات وهي تحترق بفعل التفحيط هي أكثر ما يجذب المشاهدين. وعلى رغم أن"عاشق الكامري"يعلم جيداً مدى خطورة هوايته ومحاذيرها الشرعية والاجتماعية والنظامية إلا أنه لا يعلم متى يتخلص من هواية التفحيط. بينما يؤكد أحد المترددين على ميدان التفحيط في شكل دائم أنه لا يشارك في التفحيط، لأنه لا يملك المال الكافي لتغيير إطارات السيارة كل شهر، ولكنه يستمتع كثيراً عندما يشاهد المفحطين يؤدون حركاتهم المثيرة والخطرة. ويضيف أن من الاستعراضات المحببة لدى المشاهدين قيادة السيارة على إطارين فقط. ويستغرب مشجع آخر كثيراً من جرأة المفحطين، عندما يؤدون حركة"العقدة"وبسرعة 140 كيلومتراً في الساعة، معتبراً أن تلك السرعة ليست مثل سرعة أشهر المفحطين في الرياض، عندما يؤدي الحركة ذاتها بسرعة 220 كيلومتراً في الساعة. يذكر أن ميدان التفحيط لا يشهد وجوداً لدوريات المرور، كما أن معظم المشاركين في الميدان سواء بالتفحيط أو التشجيع هم من المراهقين والعاطلين عن العمل.