الفصام من الأمراض النفسية المزمنة الجديرة بالاهتمام وذلك لشدة تأثير المرض على المريض وأهله والحاجة إلى علاجه لمدة طويلة. الفصام عند الأطفال قليل جدا ومفهوم الفصام متماثل للأطفال والمراهقين والبالغين وعلى الرغم من ندرة المرض فان اعراض الفصام لدى الأطفال تشمل عرضين على الأقل من الأعراض التالية: أعراض الفصام عند الأطفال والكبار متشابهه وتستمر لمدة شهر على الأقل * الهلاوس بأي من أنواعها سواء السمعية أو البصرية أو الحسية أو الشمية. * الضلالات. * عدم الانضباط وعدم التركيز في التصرفات. * الانعزال أو الميل للانعزال. وهذه الأعراض تستمر لمدة شهر على الأقل. والتدهور الدراسي والاجتماعي من أعراض الاضطرابات التي تكون لمدة لا تقل عن ستة أشهر وأعراض وصفات الفصام للصغار مشابهة تماما لاعراضها عند الكبار ما عدا ان الصغار قد لا ينجحون في الوصول إلى التطور الأكاديمي والاجتماعي بدلا من التدهور في هذا الجانب عند الكبار. الفصام في مرحلة الطفولة: مرض الفصام عند الأطفال قبل البلوغ نادر جدا ونسبة حصوله أقل من نسبة مرض التوحد وعند المراهقة تزيد النسبة أكثر من 50مرة وتصل إلى 1-2 لكل 1000 طفل ونسبة الإصابة عند الذكور أكثر منها عند الإناث بنسبة 7 ،1-1. والذكور تظهر عليهم الأعراض في عمر مبكر مقارنة بالإناث وتظهر الأعراض بشكل متدرج وتكتمل مع الوقت حتى يتم التشخيص بشكل نهائي. وفي حالات أقل يكون ظهور المرض فجأة وخصوصا على طفل متكيف بشكل جيد ويعاني بعد ظهور أعراض المرض من تدهور في حالته النفسية والدراسية والاجتماعية وفي حالات أخرى قد يعاني الطفل من صعوبات مزمنة غير محددة المعالم وتظهر أعراض الفصام الحادة ويتم التشخيص ونسبة الفصام عند والدي الأطفال المصابين حوالي 8% وهي ضعف النسبة لدى والدي البالغين المصابين بمرض الفصام. والشخصية الفصامية الحدية متشابهة مع مرض الفصام في عدم ملاءمة المزاج والأفكار التخيلية والسحرية والاعتقادات السمجة والعزلة الاجتماعية والأفكار المرجوعة والاستقبالات غير الطبيعية كالخيالات ولكن الشخصية الفصامية الحدية لاتصاب بالضلالات والهلاوس أو الاضطرابات الحادة في التصرفات الكلام أو التفكير ومع ذلك فإن هذا التشخيص يكثر في العوائل التي لديها تاريخ فصام مرضي. على الرغم من ان الدراسات العائلية الجينية قدمت الدلائل الفعالة والمؤثرة على تأثير العوامل البيولوجية (الحيوية) على الإصابة بالفصام فإنه لايوجد سبب واحد بعينه أو علامات محددة يمكن التعرف عليها على أنها السبب الوحيد للاصابة بمرض الفصام أومعرفة كيفية انتقال المرض وانتشاره في المجتمع. ونسبة الإصابة بمرض الفصام أكثر عند اقارب مرضى الفصام من الدرجة الأولى مقارنة بالعوائل التي ليس لها تاريخ مرضي. ولقد أوضحت دراسات للفحص والأطفال والمراهقون المصابون بمرض الفصام لديهم تاريخ مرضي يتميز بالتأخر في النمو الحركي وتخلف في اكتساب مهارات اللغة مشابه لمرضى التوحد. أما التداخل بين العوامل البيولوجية والوراثية والعوامل المحيطة فلا تزال تحت الدراسات العلمية للتحقق من تأثير كل منها بمفرده وتأثيرها متداخلة في حصول المرض ابتداء وفي حال المرض واستجابته للتداخلات العلاجية. التشخيص وأعراض المرض: جميع أعراض الفصام عن مرضى الفصام في مرحلة الرشد يمكن ظهورها لدى المرضى ممن أصيبوا به في مرحلة الطفولة. والمرض يبدأ بأسلوب متدرج وعادة ما يكون مشاعر غير متوافقة أو مناسبة وتصرفات غريبة وقد يستمر ذلك سنوات بتطور بطيء للمرض حتى يتم التشخيص بعد فترة من الزمن بظهور أعراض عديدة للمرضى والأطفال المصابين بمرض الفصام غير مرغوبين اجتماعيا وملتصقين بأهاليهم والمهارة الاجتماعية لديهم محدودة وقد يكون لديهم تاريخ متأخر في النمو الحركي والنمو اللغوي وصعوبة في الدراسة على الرغم من ان معدل الذكاء طبيعي لديهم وعلى الرغم من التشابه بين مرضى التوحد ومرضى الفصام في السنوات الأولى من العمر فإن مرضى الفصام يتميزون بمعدل ذكاء عاد عكس مرضى التوحد وعند الإصابة بالمرض يحصل تدهور في الأداء الأكاديمي والاجتماعي متزامنا مع ظهور الأعراض الذهانية أو قد لا يستطيع الطفل تحقيق المتوقع منه في سنوات شبابه ورشده. والهلاوس السمعية منتشرة بشكل كبير لدى مرضى الفصام وقد تكون عبارة عن مجموعة أصوات تعلق على المريض او مايتعلق به بصورة حادة وعادة سلبية أو أصوات تلقي بالأوامر على مريض الفصام وقد يصل بالأصوات ان تأمر المريض بايذاء نفسه أو إيذاء من حوله من إنسان أو حيوان أو ممتلكات . وقد تكون طبيعة الأصوات سمجة وغير مقبولة للآخرين كصوت الكمبيوتر في الدماغ أو أصوات الأقارب متوفين أو بعيدين وقد تكون هذه الهلاوس بصرية عند عدد غير قليل من الأطفال المصابين بمرض الفصام وغالبا ما تكون مخيفة كرؤية جماجم وعظام وأشكال مخيفة مع الأخذ في الاعتبار ان الأطفال الخائفين قد يمرون بتجربة رؤية أشكال مخيفة لفترة قصيرة والضلالات تحدث لأكثر من نصف الأطفال المصابين بالفصام أي نوع من أنواع الضلالات كالشك والشعور بالاضطهاد جنون العظمة والضلالات الدينية وتزيد الضلالات مع الكبر في العمر كما ان تجمد المشاعر أو المشاعر غير المتكيفة مع الحديث والأفكار منتشرة بشكل غالب على الأطفال المصابين بالفصام وقد يضحكون بشكل سامج أو يبكون من غير سبب. والاضطرابات في الكلام كفقدان التواصل في الحديث وتوقف التفكير صفات سائدة لدى الأطفال المصابين بالفصام بالإضافة إلى الأفكار غير العقلانية والأطفال المصابون يتحدثون بكمية وبصوت أقل من نظرائهم الطبيعيين. وأعراض الانفصام لدى الأطفال المصابين كما هي بالنسبة لبقية الأعمار إلا أنها تتأثر بشكل مباشر بحالة النمو والتطور لدى الأطفال لهذا فإن الضلالات عند الأطفال صغار السن غير معقدة ومباشرة كرؤية أو تخيل الحيوانات والوحوش أنها تخيفه وتطارده وتزداد أعراض الفصام تعقيدا مع الزيادة في العمر. ومن الصفات كثرة المداومة لدى الأطفال المصابين بصعوبة التحكم العضلي وعدم الانضباط البصري الحركي وزيادة الحركة وان كانت هذه الصفات ليست تشخيصية لمرضى الفصام. مآل وحال المرض: من العوامل المهمة في تحديد حال مرض الفصام لدى الأطفال: - حال الطفل وانتاجيته الاجتماعية والدراسية قبل الاصابة بالمرض. - عمر الطفل عند الإصابة بالمرض (سيئة إذا كانت قبل العاشرة من العمر). - مقدار التدهور في حالة الطفل الفصامي بعد الأزمة الأولى. - مقدار الدعم والمساندة من العائلة. وبصفة عامة فإن الأطفال الذين يصابون بالنوبة الأولى من الفصام قبل سن العاشرة ووجود صفات شخصية غير سوية أو وجود أعراض زيادة الحركة وقلة التركيز تجعل الطفل أقل استجابة للأدوية مضادات الفصام ومآل الحالة عادة ليس بالحسن. ا لعلاج: وعلاج الأطفال الفصاميين متعدد الأوجه. ويشمل معالجة الطفل المصاب بالعلاج النفسي والدوائي، دعم وتثقيف الأهل عن طبيعة المرض والطرق العلاجية المتوافرة . *) استشاري الطب النفسي