تأتي مبادرة الشيخ الوجيه سعد بن محمد المعجل وأبناء أخيه محمد وفهد أبناء عبدالعزيز المعجل بإنشاء مجمع تعليمي وثقافي في بلدنا الغالي حوطة سدير امتداداً للأيادي الكريمة التي كانت وما زالت ممتدة منذ أن أنعم الله عليهم بالمال الحلال.. والشيخ سعد المعجل حين التفت ذات يوم لصديقه زيد بن غازي وهما في الدمام ليبثه رسالة واضحة انما يشير إلى عاطفته الجياشة لوطنه ومدى ارتباطه به وصدق وفائه فيقول: لا جيت دار بين أهلها ربينا سلم على كل المشاكيل يا زيد دار إلى جاء الجد عنت علينا ويوم تطيب أذكارها عندنا عيد هي أمنا لو زعلتنا رضينا ونمنع عن أنفسنا وعن جالها الكيد فحوطة سدير في صدر القصيدة هي أم لسعد المعجل وللأوفياء أمثاله وهم كثير ولله الحمد، ففي ربوعها نشأ وترعرع.. وفيها عاش ميعة صباه ويتمثل في وصفها قول المفكر الشيخ عبدالعزيز التويجري.. يوم كنا والقرية معزولين في الصحراء كانت الحياة معاً في عزلتنا ربيعاً وكنا معها أطياراً لا نخشى على قوادمنا من الرماة، ليس فينا جناح كسير، وليس فينا أعاصير نفسية، فلا قلق ولا سأم ولا تصور فاحش عن الخالق عن الكون عن الشيء وضده. وسعد المعجل الذي لسان حاله ينطق ببيت العقاد: أمسيت أذكر ما مضى من صبوتي والذكر آمال الزمان الغابر فلقد أراد وهو يعمد إلى إنشاء مجمع تعليمي وثقافي.. أن يقول: بأن رسالة القلم التاريخية مع الانسان والزمن المديد ليست رحلة ينيخ لها المسافر جملاً يرحله ثم يثيره في اتجاه هدفه، وعند بلوغه الهدف تنتهي الرحلة ويختفي الأثر، أبداً.. فكل الماشيات في هذا الكون على أخفافها، إن كن رحائل متناثرات في الفضاء، أو كن رحائل في جمجمة الانسان وذهنه في اليوم البعيد، حكمة الله، وقدر الإنسان مع هذه الرحلة في تصوري مطايا ثاوية، إذا لم يثرها العلم من مباركها ويدخل بها في مجاهل الحياة منادياً عليها أن هذه الأثقال، الساكن منها وغير الساكن المعبر منها والصامت قد يصيبه الخلل ويلحق به الاضطراب إذا لم ألحق به فأحمله على أكتافي ثم أسلمه إلى الزمن وديعة لديه). انتهى حيث التويجري الذي شاطر سعد المعجل معاشرة الحياة بين أهداب النخيل في حوطة سدير قبل نيف وسبعين عاماً إنها شهادة للناس والتاريخ.. بأن هذا الوفاء وهذا النبل وهذا الفضل هو عادة متأصلة يشهد بها تاريخ هذه الأسرة العريقة، والمواقف المحفوظة في صدور الرجال... الرجال الصادقين تنطق بمآثرها الخيرة.. فأثاب الله المحسن المفضال سعد المعجل وأبناء أخيه على هذه البادرة الكريمة والأريحية الفذة. *السكرتير الخاص لمعالي وزير المعارف