واصلت ندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل»، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حيث عقدت ثمان جلسات يوم أمس الأربعاء، على فترتين صباحية ومسائية، في فندق المدينة شيراتون. وقد رأس الجلسة الخامسة الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء قدم خلالها ثلاثة بحوث، الأول بعنوان« «تجربتي في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية» وقد قدمه الدكتور يونج كيل تشيو تشوي (حامد)، قال في بدايته: إن هذه الترجمة باللغة الكورية ليس لها إلا هدف واحد هو المساعدة على فهم معاني القرآن الكريم، وذلك لمن يعرف اللغة الكورية. وقال الباحث: أن الله سبحانه وتعالى أعانه على إنشاء صندوق «هبة» الإسلامي؛ ليكون أول منظمة إسلامية في كوريا، واختراع جهاز المحفظ الإلكتروني حتى نتماشى مع ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم الآن، ويعود الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى إلى ترجمة معاني القرآن الكريم. وتحت عنوان تجربتي في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة المجرية، قدم الباحث الدكتور أحمد بن عبدالرحمن أو كفات بحثاً تحدث فيه عن التجربة التي أتيحت له خلال ممارسته ترجمة معاني القرآن الكريم.. ذكر فيها بعض المشكلات التي يصعب حلها، وقد قسم الباحث بحثه إلى ثلاثة أقسام جمع في كل منها مسائل. القسم الأول: يتعلق بتنظيم القرآن الكريم وتقسيمه، ويهتم القسم الثاني بالمشكلة الواردة في ترجمة المصطلحات الدينية، والقسم الثالث من هذا البحث يتعلق بالمشكلة المعنوية اللغوية. وتحت عنوان «تجربتي مع تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية»، قدم الدكتور عادل بن محمد عطا الله الياس البحث الثالث الذي قال في بدايته: إن القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله على رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، له مكانة سامية في نفوس وقلوب المسلمين، وترجمة معاني القرآن الكريم ليست بالمهمة التي يضطلع بها أو يتولاها أي شخص، وبخاصة عندما يحاط المرء بما ينتابه من المخاوف خشية ارتكاب الأخطاء في العمل حتى وإن كانت أخطاء غير مقصودة، لأنه كتاب الله عز وجل ، ولكن على الرغم من ذلك كله يجب على المرء أن يبادر إلى خوض تجربة الترجمة، فهي تستحق ذلك، فالكمال لله وحده، ونحن نتطلع إلى إصدار ترجمة منقحة موثوق بها لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ترتكز أساساً على الترجمات الموثوقة المتاحة. وفي الجلسة السادسة «التي رأسها عبدالله بن عبدالله الزايد»، قدمت ثلاثة بحوث، الأول بعنوان «ترجمة القرآن الكريم: حقيقتها وحكمها» قدمه الدكتور علي بن سليمان العبيد، حيث تناول الباحث معنى الترجمة في اللغة والاصطلاح، ومفهوم مصطلح ترجمة القرآن الكريم، ثم بين حقيقة القرآن الكريم وأنه كلام الله تعالى بلفظه ومعناه، وأن أي ترجمة له لا تسمى قرآناً ولا تثبت له أحكامه. ثم أوضح أنواع ترجمة القرآن الكريم، وأنها ثلاثة أنواع: حرفية ولفظية وتفسيرية، وبين معنى كل نوع ووقوعه والفروق بينها، ثم بين حكم كل نوع والدليل عليه والاستشهاد على ذلك بكلام العلماء، ثم تحدث عن ضوابط الترجمة التفسيرية وما يجب أن تكون عليه، ثم وضح مفهوم نقل معاني القرآن إلى لغة أخرى. أما البحث الثاني، فكان تحت عنوان «نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى: ترجمة أم تفسير؟»، وقدم البحث الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، قال فيه: إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وقد أوجب الله على المسلمين تبليغه للناس كافة، وتفهيم الناس لمعانيه، بمختلف اللغات، ولم ير قوماً بأساً في تسمية ذلك بالترجمة، واحتراز آخرون من هذه التسمية، فسموا ذلك بالتفسير أو ترجمة المعاني؛ لما قد يرتبط في ذهن القارىء من اعتقادات غير صحيحة إذا سُمي ما يقرؤونه بلغتهم (قرآناً)، كاعتقادهم أن ما يقرؤونه بلغتهم هو القرآن المعجز، ونحو ذلك، فكان لا بد من إشعارهم بأن ما يقرؤونه تفسير للقرآن وترجمة لمعانيه، وهذا هو ما يراه الباحث الذي فصَّل القول في بيان هذا الرأي وما ينبغي التزامه والأخذ به من أمور؛ ليؤدي هذا العمل ثمرته بعيداً عن اللبس والمفاهيم الخاطئة. وفي البحث الثالث الذي جاء تحت عنوان «نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى بين الترجمة والتفسير» حيث يحاول مقدمه الباحث الدكتور عز الدين بن مولود البوشيخي في هذا البحث أن يجيب على سؤالين هامين: 1 أيعد نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى ترجمة أم تفسيراً؟ 2 أتعد الترجمة الوسيلة المناسبة في نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى أم التفسير؟ وقال: ومن أجل ذلك، حدد البحث دواعي نقل معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى؛ ثم بين أهمية الترجمة في التواصل والتبليغ؛ ثم بحث في الخصائص المميزة للغة القرآن الكريم، ثم نظر في مدى إمكان ترجمة معانيه، مبيناً أن القرآن الكريم استناداً إلى تلك الخصائص غير قابل للترجمة. وقاد البحث إلى اعتبار أن التفسير هو الوسيلة السليمة في تقريب معاني القرآن الكريم إلى الناس أجمعين. وفي الجلسة السابعة التي عقدت برئاسة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع قدمت أربعة بحوث الأول بعنوان أيهما أولى: التفسير ابتداء بغير العربية أو ترجمة معاني القرآن الكريم؟ وعرض الباحث الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع لمعاني الترجمة في مدلول اللغة، وأنها تأتي بمعنى تبليغ الكلام، ونقل معانيه، وتفسير وبيانه، وأن عالمية الإسلام تقتضي نشر لغته، وتبليغ هدايته للناس بلغاتهم. كما عرض البحث للمراحل والمواقف التي مرت بها ترجمة معاني القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وأنها انتهت إلى الاعتراف بأهميتها، وحاجة الناس إليها. وانتهى البحث بعد عرض الفروق بين التفسير والترجمة إلى أن تفسيرالقرآن ابتداءً بغير العربية أولى من ترجمة المعاني، يلي ذلك رتبة ترجمة تفسير معين للقرآن الكريم. وقدم البحث الثاني الدكتور محمد بن صالح الفوزان بعنوان «أيهما أولى بالترجمة: أترجمة معاني القرآن الكريم أم تفسير العلماء له؟ «حيث تحدث الباحث عن اختصاص اللغة العربية» «لغة القرآن» بخصائص لا توجد في غيرها من اللغات، وأن الله أنزل القرآن الكريم المعجز بهذه اللغة، ولا طريق لفهم معانيه الفهم الصحيح إلاَّ عن طريق اللغة التي نزل بها. وبين الباحث أن لغة القرآن الكريم، انتشرت مع انتشاره وكانت هناك محاولات لترجمة معاني القرآن، وقعت في أخطاء وانحرافات. وقاد المستشرقون ومن سار على نهجهم حركة لترجمة القرآن ترجمة حرفية، وقع فيها أخطاء وتحريف لكلام الله ودخل علماء المسلمين في جدل حول حكم الترجمة، ما بين مجيز ومانع. والرأي الذي انتهى إليه الباحث ويراه هو الصواب إن شاء الله هو استحالة ترجمة القرآن ترجمة حرفية «مثلية» «لفظية»، وعدم جواز ترجمته ترجمة حرفية ؛«غير مثلية» «معنوية». ويجوز للحاجة ترجمة تفسير القرآن الكريم، اختار الباحث أن تأليف تفسير باللغة العربية يعد للترجمة، أولى من القرآن مباشرة باللغة المراد الترجمة لها، وأولى من ترجمة أحد التفاسير الموجودة، لعدة أسباب ذكرت في ثنايا البحث. وقدم الدكتورنديم بن محمد عطا الله الياس البحث الثالث في الجلسة بعنوان «ترجمات معاني القرآن الكريم والتحديات المعاصرة» وقال في مقدمة بحثه: ما مل عباد الله من كتابه العزيز يستخرجون عجائبه، فيزدادون بها إيماناً وتثبيتاً، وما فتىء أعداء الله ينكبون على كلام الله يفسرونه حسب أهوائهم ويترجمون معانيه وفق أغراضهم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، يحرفون الكلم عن بعض مواضعه، وكلما فتحت جبهة ضد الإسلام وشنت المصطنعة ما أعدوه له لتبرير هجماتهم محاولين إطفاء نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلاَّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون. فهم يستخرجون من ترجماتهم ما يدعون به أن الإسلام دين إرهاب وعنف، وأن شريعته شريعة إجحاف وظلم، وأن تاريخه تاريخ احتلال واستعمار، وأنه إنما انتشر بالحديد والنار مطارداً للأمم والشعوب، ومضطهداً للمرأة، ومنتهكاً لحقوق الإنسان. أما البحث الرابع في الجلسة فقد قدمه الأستاذ علي بن عبدالله برناوي بعنوان «موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على شبكة الإنترنت» فقال على الرغم من أن إطلاق موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على شبكة الإنترنت جاء متأخراً عن غيره من المواقع الإسلامية الأخرى، إلا أن انفراده بالعديد من المميزات الهامة سيجعله في مصاف المواقع المتقدمة على شبكة الإنترنت إن شاء الله. ويتضمن هذا التقرير شرحاً وافياً عن تلك المميزات وغيرها من الموضوعات والخدمات المتوافرة في المواقع، مثل ثرائه بالمعلومات الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه مع خدمتها بمحرك بحث صرفي قوي، واحتوائه على نسخة إلكترونية كاملة من مصحف المدينة النبوية على هيئة خط حقيقي TTF ، وتعدد لغات الموقع التي تبلغ سبع لغات في المرحلة الأولى وهي: العربية، الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والإسبانية، والهوسا، والإندونيسية، مع إمكان زيادتها مستقبلاً إن شاء الله. كما يحتوي الموقع على مدخل خاص يجري الإعداد له حالياً يختص بإتاحة مجموعة من صور الحرمين الشريفين باستخدام تقنية الواقع الافتراضي Virtual reality ، وسيتمكن زوار الموقع عند اكتمال هذا المدخل إن شاء الله من التجول في الحرمين الشريفين عبر شبكة الإنترنت. وفي مساء اليوم ذاته رأس الجلسة التاسعة الدكتور مساعد بن إبراهيم الحديثي، ونوقشت خلالها أربعة بحوث، الأول بعنوان «الألفاظ الإسلامية وأساليب معالجتها في النصوص المترجمة»، وقدمه الأستاذ الدكتور محمود بن إسماعيل صالح الذي عالج الأساليب المختلفة للتعامل مع الألفاظ الإسلامية في الأعمال المترجمة، وبدأ بحثه بمقدمة عن المصطلحات وأهميتها في النصوص المتخصصة، ثم يتلو ذلك محاولة لتعريف المصطلحات الإسلامية. ويذكر الباحث أربعة أساليب مختلفة حيث لوحظ اتباع مترجمي معاني القرآن الكريم ومؤلفي المعاجم الإسلامية الثنائية اللغة لها، وهي: الإبقاء على الألفاظ العربية، وإعطاء المقابلات الأجنبية، استخدام «ثنائية الترجمة»، والجمع بين أكثر من طريقة واحدة. ويختم الباحث الدراسة بمجموعتين من المقترحات: الأولى لمعالجة الألفاظ الإسلامية في الأعمال المترجمة، والثانية تتعلق بإنشاء قاعدة معطيات متعددة اللغات للألفاظ والمصطلحات الإسلامية. وأما البحث الثاني فكان بعنوان: «ترجمة المصطلحات الإسلامية: مشاكل وحلول» قدمه الدكتور حسن بن سعيد غزالة، جاء في بدايته مع الانتشار الواسع للدين الإسلامي ووصوله إلى كل مكان على وجه الأرض، ووصول القرآن الكريم إلى كل البيوت عن طريق وسائل التقنية المتطورة جداً، ازدادت الحاجة إلحاحاً إلى مصطلحات دينية إسلامية دقيقة وواضحة وشاملة، وهذا البحث محاولة جادة لطرح ترجمة المصطلحات الإسلامية على بساط البحث، وبخاصة الأساسية منها التي تتعلق بالفرائض والأركان وأسس الدين الإسلامي، والتي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وتطرق الباحث في بحثه إلى النقاط التالية: تعريف المصطلح الإسلامي، وقابلية المصطلحات الإسلامية للترجمة، وترجمة المصطلحات أم شرحها؟، وأنواع مرادفات المصطلحات الإسلامية، ودرجة فهم المصطلح الإسلامي المترجم، والجهود المبذولة في هذا الصدد، وأهم مشاكل ترجمة المصطلحات الإسلامية، وطرائق ترجمة المصطلحات الإسلامية والحلول المقترحة. وقدم البحث الثالث الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الخطيب بعنوان «مناهج ترجمة المصطلحات الدينية والشرعية في القرآن الكريم». قسم البحث إلى ثلاثة أقسام: تناول القسم الأول تعريف الترجمة وحكمها، وتناول القسم الثاني ترجمة القرآن الكريم وعالمية الدعوة الإسلامية، وتاريخ ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية والإنجليزية، وأما القسم الثالث فقد تكلم فيه الباحث عن مناهج ترجمة المصطلحات الدينية والشرعية في القرآن الكريم، وقد عرض الباحث في المبحث الأول من هذا القسم لمناهج ترجمة المصطلحات عامة والمصطلحات الدينية والشرعية في القرآن الكريم خاصة، فذكر أنواع المصطلحات، ثم تطرق لمنهج ترجمة كل نوع، وكان الاهتمام بطريقة ترجمة المصطلحات سواء عن طريق التكافؤ الشكلي أو عن طريق التكافؤ الدينامي. والبحث الرابع في هذه الجلسة بعنوان «تعامل مترجمي القرآن الكريم إلى الفرنسية مع الأعلام ولا سيما ذات الصلة بالأديان السابقة»، حيث قدمه الدكتور محمد بن أحمد أكماضان اشتمل على مقدمة عامة تضمنت تقديماً موجزاً للترجمات المعتمدة، وذلك بغرض المقارنة، ثم عرض جدولين مقارنين للأعلام من أسماء الأنبياء وبعض الأقوام وأصحاب الأديان والأعلام الجغرافية وترجمتها الفرنسية، ثم عرض الباحث تحليلاً نقدياً للترجمة المقترحة، وتناول نموذجاً آخر من تعامل القرآن الكريم مع الشخصيات التاريخية أو الدينية. وفي الجلسة العاشرة، التي رأسها الدكتور عبدالله بن إبراهيم حافظ قدمت أربعة بحوث، الأول بعنوان (الخطأ الوارد في بعض ترجمات معاني القرآن الكريم في ترجمة (إن) المخففة، حيث يعالج هذا البحث جانباً من الأخطاء التي يقع فيها بعض المترجمين لمعاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، وهي تلك الأخطاء التي يكون مردها إلى عدم فهم المترجم بعض المسائل في النحو العربي. وقد قام الباحث بدراسة الخطأ الواقع في ترجمة (إن) المخففة، وذلك من خلال ست ترجمات لمعاني القرآن الكريم. ثم خلص إلى نتائج البحث، مؤكداً أن وقوع المترجمين في مثل تلك الأخطاء أمر متوقع لصعوبة اطلاعهم على دقائق النحو العربي. أما البحث الثاني فكان بعنوان (نظرات لغوية في بعض الترجمات الأردية لمعاني القرآن الكريم)، وقدمه الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي، ويتكون هذا البحث من مدخل وفصلين، تناول الباحث في المدخل طرفاً من تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية في شبه القارة الهندية. ثم تطرق الباحث إلى الترجمات المتداولة التي تصفحها الباحث لإعداد هذا البحث، مشيراً إلى أن أصحابها كانوا من العلماء، ومن ثم لا نجد فيها من العثرات التي مردها خطأ في فهم اللغة إلاَّ شيئاً يسيراً أدى إليه سهو أو وهم أو تقليد، وقد رصد الباحث مثل هذه الأخطاء ورتبها في فصلين. أما البحث الثالث فكان بعنوان (دراسة ترتيب الاسم والفعل في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية لشاه ولي الله الدهلوي « دراسة نحوية للجزء الأول من القرآن الكريم») قدمه الدكتور حمدي بن إبراهيم حسن. وبدأ الباحث بحثه بمدخل عام أشار فيه إلى صعوبة العمل في تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم، وذلك لأن القرآن الكريم منهاج إلهي لا يدرك البشر غوره ولا تنقضي محاسنه، الأمر الذي لا يمكن نقله وحصره في الكلمات التي يصوغها البشر مهما بلغوا من العلم، وتحدث عما يلزم المترجم من خصائص تمكنه من القيام بعمله، ثم تحدث الباحث عن الخصائص التركيبية للجملة في اللغتين العربية والفارسية، وفصل في أحكام الأفعال وما يضبط استعمالاتها في عملية الترجمة، ويشمل هذه الأفعال الماضية والمضارعة والأمرية، والفعل المبني للمجهول الدال على المستقبل، ثم تحدث عن «الاسم» ووظائفه في الترجمة إلى الفارسية، وفصَّل في الأخطاء النحوية الواردة في الترجمة، ثم تحدث عن تاريخ الدراسة، وقدم توصية بمراجعة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الهدف موضع الدراسة. وقدم البحث الرابع لهذه الجلسة الدكتور المولودي بن إسماعيل عزيز بعنوان (المشترك اللفظي وترجمة معاني القرآن الكريم: دراسة وتمهيد لمعجم عربي إنجليزي). وقد بدأ الباحث بمقدمة موجزة عن اللفظ والمعنى في التراث العربي، واللفظ والمعنى في الإطار العام لتفسير النص القرآني، وتحدث عن دلالة ألفاظ القرآن في ضوء الوجوه والنظائر، وأتى بأمثلة على ذلك واختار لفظ (أمة)، وأشار إلى مؤلفات الوجوه والنظائر وأهميتها العلمية، ثم أعطى نبذة تاريخية عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، وقدم نماذج تحليلية من هذه الترجمة واختار بعض الترجمات الذائعة الصيت. وفي الجلسة الحادية عشرة التي عقدت برئاسة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي، تمت مناقشة أربعة بحوث، البحث الأول بعنوان (بعض المحاذير اللغوية الواجب مراعاتها عند ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية) وهي عبارة عن دراسة مقدمة من الدكتور عبدالله بن حمد الحميدان. ولخص الباحث المحاور الأساسية لهذه المحاذير اللغوية فيما يلي: * الإغراق في الحرفية على المستوى العجمي والتركيبي، مما يؤدي إلى غموض دلالي في لغة الترجمة. * إغفال بعض الفروق الجوهورية بين اللغة المصدر (العربية) واللغة الهدف (الإنجليزية): فالعربية مثلاً تتميز بالمرونة في «تركيب الكلمات» نظراً لأنها تعتمد على «النهايات الإعرابية». * أن محاكاة الأساليب القديمة المهجورة والاعتقاد بأن الصيغ القديمة مؤشر على عراقة لغة الترجمة أمور غير مبررة لغوياً، وتؤثر سلباً في استيعاب القارىء الهدف. وأما البحث الثاني بعنوان (إشكاليات ترجمة معاني القرآن الكريم «ماذا يراعى في لغة الترجمة؟»)، قدمه الدكتور محمود بن عبدالسلام غرب حيث بدأ البحث بمدخل إلى عالم ترجمة معاني القرآن، ثم فصل دلالات مصطلح «ترجمة»، ثم تحدث عن ترجمة معاني القرآن الكريم وأشار إلى خصوصية لغة القرآن في عملية الترجمة، وأوضح أن لغة الترجمة متوقفة على لغة الجمهور المتلقي، ثم أجاب عن السؤال التالي: ماذا يراعى في لغة الترجمة؟ فتحدث عن إشكالية مفردات خاصة، وإشكالية تعبيرات جاهزة أو مسبوكة، واستنتج بعد ذلك أننا نفتقد حتى الآن ترجمة كاملة تامة خالية من العيوب اللغوية وغير اللغوية سواءً أقام بها مسلمون أم غير مسلمين، وذلك لأن اللغات الإنسانية لا تتطابق ولا تتكافأ على نحو تام، فلكل لغة بناؤها ووسائلها الخاصة، وتقدم ببعض الاقتراحات النافعة في ذلك منها: الدعوة إلى لقاءات وحوارات بيننا وبين المترجمين المهتمين بشؤون ترجمة معاني القرآن الكريم ودراستها ونقدها والمترجمين الممارسين، ومنها: إنشاء أقسام في كليات الآداب وكليات للترجمة تتخصص بهذا الضرب من الترجمة. أما البحث الثالث فكان بعنوان (تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة المليبارية)، وقدمه الدكتور محمد أشرف علي المليباري ويهدف إلى دراسة تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة المليبارية (المليالم) إحدى اللغات الرسمية بالهند، وقسم الباحث هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول. وبالنسبة للبحث الرابع فكان بعنوان (تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكردية) وقدمه الأستاذ محمد بن صابر حوامير، وقال في بدايته: يجد الباحث عن تاريخ التفسير أو ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الكردية أن أول تفسير بهذه اللغة ظهر في الثلاثينات من القرن العشرين، وليس هناك ما يدل على وجوده قبل هذا التاريخ، بالرغم من كون تدريس العلوم الشرعية والتفسير في المساجد والمجالس العلمية آنذاك باللغة الكردية. وبعد عام 1991م، ظهرت تفاسير وترجمات عديدة بالمقارنة مع ما سبق، والسبب يعود إلى استقلال كردستان النسبي وفتح مؤسسات نشر مخلفة. وفي الجلسة الثانية عشرة التي عقدت في مساء اليوم نفسه برئاسة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين، فقد ناقشت أربعة بحوث، كان أولها بعنوان (تاريخ تطوير ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة البرتغالية)، وقدمه الأستاذ الدكتور حلمي بن إبراهيم نصر الذي بدأ البحث بالسؤال التالي: هل من الممكن ترجمة القرآن؟ وكان الجواب: أنه يستحيل ترجمة القرآن بما فيه من بلاغة لا يصل إليها كلام إنسان قط، وعلى ذلك فالممكن هو أن تترجم معاني الآيات بواسطة جماعة علمية من أهل الذكر، وبالنسبة لتطوير ترجمة معاني القرآن إلى اللغة البرتغالية، فقد بين البحث أنه إلى الآن في البرازيلوالبرتغال تسع ترجمات: ثلاث إلى البرتغال، وست إلى البرازيل، وهذه الترجمات قام بها مترجمون عرب وغير عرب، بينهم ستة مسيحيون ومسلمان ودرزي، والمسيحيون فيهم أربعة من غير العرب واثنان من أبناء العرب. ثم أخذ الباحث في التعليق باختصار على كل ترجمة على حدة: متى بدأت؟ وأين ظهرت؟ ومن هو المترجم؟، بعد ذلك أخذ البحث في التعليق باختصار على كل ترجمة بطريقة موضوعية، فبين ما في كل ترجمة وقصور من الناحية اللغوية، وناحية فهم النص، وناحية الأمانة في ترجمة الآيات، (وتشترك أكثر الترجمات في عدم الأمانة في نقل النص، فأكثرها يحذف بعض الجمل وكثيراً من الكلمات بل وبعض الآيات، وبعضها لا يحترم أرقام الآيات في المصحف، فيقسم الآية الطويلة إلى آيتين أو ثلاث، ويضم الآيات القصيرة بعضها إلى بعض ليجعل منها آية واحدة). وفي البحث الثاني الذي كان بعنوان (تاريخ تطوير ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة التركية)، وقدمه الدكتور صدر الدين بن عمر كوموش فقد بين هذا البحث أن اللغة التركية من أوائل اللغات التي ترجمت معاني القرآن إليها، ولا يعرف أول من قام بنقل معاني القرآن إلى هذه اللغة، إذ أن ترجمات القرآن الموجودة في مكتباتنا لم تعد نسخاً أصلية، بل نقل بعضها عن بعض، وقد تمت عملية الترجمة من قبل الأتراك بحروف مختلفة، حيث استعملوا في البداية الحروف الأيغورية التي كانوا يستخدمونها قبل الإسلام، وبعد دخولهم في الإسلام استعملوا الحروف العربية، وقاموا بترجمة معاني القرآن نفسه، وكذلك بالحروف اللاتينية التي استعملوها في القرن العشرين. وتناول البحث الثالث الذي كان بعنوان (تاريخ تطورترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية)، وقدمه الدكتور عبدالغفور عبدالحق البلوشي دواعي الكتابة في هذا الموضوع وأهميته. كما تناول البحث نقل تفاسير وترجمات من لغات أخرى إلى اللغة الفارسية، وتعرض البحث أيضاً لبيان بعض الدراسات السابقة في نقد عدد من الترجمات والتفاسير، وأسباب وقوع الزلل والأخطاء من بعض المفسرين والمترجمين في ذلك النوع من المؤلفات مع عرض نماذج من هذه الأخطاء، والتركيز على الجانب العقدي منها، وبخاصة بدعة تأويل الأسماء والصفات، ونقد جوانب منها، مبيناً وجه الصواب في ذلك كله بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف، ثم ذكرخاتمة في نتائج البحث وبعض المقترحات والتوصيات. وقدم البحث الرابع في هذه الجلسة الشيخ عبدالصمد إمام أحمد مصطفى عثماني وكان بعنوان (ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمهرية)، أشار الباحث إلى أهمية توضيح المنهج الرباني للأمة، وأن على أهل العلم أن يبينوا معاني القرآن الكريم باللغات الحية سواء أكان بطريق الكتابة أم المشافهة، وتبيين الكتاب للناس يشمل ألفاظه ومعانيه، ومن بين اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم اللغة الأمهرية الرسمية الرسمية في جمهورية إثيوبيا (الحبشة) وذلك عام 1366ه. وفصل الباحث في هدف هذه الترجمة وأسباب ظهورها، وقد طبعت خالية من النصوص القرآنية، وتحدث عن سلبياتها، فقد خلت من بيان مذهب السلف في معاني آيات الأسماء والصفات، وكانت هذه الترجمة موجزة إيجازاً مخلاً، كما كانت ركيكة التعبير، ولكن من إيجابياتها أنها نبهت الناس لضرورة وجود ترجمة وافية. ثم تحدث الباحث عن مرحلة التطوير، حيث تأسست ترجمة جديدة مستقلة بعنوان: (تفسير القرآن الكريم باللغة الأمهرية)، هذا ومن المقرر أن تختتم مساء اليوم الخميس أعمال الندوة بإعلان النتائج والتوصيات.