* * أتواصل في الحلقة الثانية في الاسهام بالرد على افتراءات الكاتب خليل عبدالكريم على القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، والصحابة رضوان الله عليهم، وذلك في كتابه الذي اسماه «النص المؤسس ومجتمعه» وذلك من خلال ما اطلعت عليه من نماذج من هذا الكتاب نشرتها صحيفة «الوطن». وقد كتب العالم الازهري المسلم تفنيداً جيداً لكثير من افتراءات هذا الكاتب في هذه الصحيفة نفسها وفقه الله. وبدءاً اقول كما اشرت في الحلقة السابقة: لقد بلغت الجرأة بل والوقاحة بالكاتب ان يمارس الافتراء على تاج رؤوسنا «قرآننا» وصفوة خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضي الله عنهم، وزوجاته امهاتنا رضي الله عنهن. أجل.. إن الامر يحتاج الى تصدٍّ شامل على مختلف القنوات قولاً واجراءً للرد على هذه الافتراءات وبيان خطئها لكيلا تترسخ في اذهان الاجيال وبخاصة الاجيال الجديدة والقادمة. وعلى المؤسسات الاسلامية كوزارات الشؤون الاسلامية في البلاد الاسلامية وعلى رابطة العالم الاسلامي، ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها ان تقف موقفا حازما من هذا المفتري ليقف عند حده، ولكيلا يقتدي به بعض الموتورين عندما يجدون افتراءات هذا الكاتب الظالمة تمر بسلام.! إن للحرية حدودا لدينا ولدى غيرنا. ان الحرية عندما تتجاوز حدودها وتصل الى مقدسات وأديان الناس تصبح حربا وفوضى يجب إيقافها عند حدها.! وحتى في الغرب عندما يطال كاتب او اي انسان اي امر في «الانجيل» او رسول الله عيسى عليه السلام او شؤون الكنيسة فإنها تقوم قيامة مفكريهم وكنائسهم ومنظماتهم، فهل اصبح قرآننا واسلامنا ورسولنا لابَوَاكيَ لهم ولا من ينافح عنهم في هذا الزمن المعتل الآخر؟ ماذا عسانا نحن المسلمين الذين بين ايدينا قرآن منزَّل من غير تحريف ونتبع نبياً هو خاتم الانبياء.. هل اصبحنا بعد الأحداث الأخيرة نعيش في عصر ماتت فيه الغيرة على قرآننا وديننا ورسولنا عندما ينالهم احد بسوء او افتراء او تدنيس؟ تباً لأنفس لاتحترم قيمنا ومبادئنا.! ووالله إن بطن الارض حينئذ خير من ظهرها.! إن كان القرآن يُستهدف، والرسول صلى الله عليه وسلم يتهم ولا نتأثر، ولا يؤخذ على يد المفتري، ولاتقف شعرة غيرة فينا، او تنبري اقلام او تنافح مؤسسات في بلاد الاسلام عن دينها وقرآنها ورسولها، فماذا بقي من كرامة وشجاعة! ولاحول ولا قوة إلا بالله. *** * * في الجزء الثاني من هذا الكتاب المأفون «النص المؤسس ومجتمعه» ينقل د. عبدالعظيم المطعني ناقدا ومفندا وفقه الله في مبادرة محمودة بعض افتراءات الكاتب المفتري فمثلاً يقول عن سيدنا «أبو بكر» رضي الله عنه مايلي: *** (تذهب في التحليلات الهشة التي طفحت بها عشرات الكتب والمقالات بأن الجذور التاريخية للإرهاب الذي قامت به منذ عقد ونصف عقد الجماعات التي نسبت نفسها للاسلام ترجع الى الخوارج وهذه التحليلات قد جانبها الصواب، وان النظرة التاريخية المتعمقة تثبت ان اول من مارسه يعني الارهاب عو عتيق أو عتيق التيمي «يعني ابا بكر» حين حارب المرتدين ومانعي الزكاة). سبحانك هذا بهتان عظيم.! شرفتَ ونأيت عن هذا الافتراء ياسيدي أبا بكر يا أعدل وأرق قلب بعد خليلك رسول الله. وعن الصحابة «يصف القرآن الكريم بأنه رباهم تربية غير صالحة» لاحول ولا قوة الا بالله ترى إذا لم يربِ القرآن الكريم الصحابة والبشر جميعهم تربية صالحة فمن يربيهم..! هل يربيهم أمثال هذا الكاتب المأفون خليل عبدالكريم أبعد اسمه عن الخلة والكرامة واقرأوا مانقل المفكر المطعني بهذا الخصوص من هذا الكتاب: «القرآن ربى مجتمع (الصحابة) تربية فاسدة لأنه كان يحابيهم ويدللهم ويربت على اكتفاهم». * * وأمر أدهى وأمرّ عندما اتهم بعض الصحابة الذين لايذهبون للغزو بالدخول على النساء في غياب رجالهم إذ يذكر هذا الكاتب كما نقل ناقد الكتاب: «في كتابنا مجتمع يثرب ان المغيبات «أي زوجات الذين يخرجون في الغزوات والسرايا والبعوث» شكلن معضلة اجتماعية، لأنهن صيد سهل للرجال الباقين في يثرب، خصوصا انهن حديثات عهد بالاسلام وغرائزهم ملتهبة ذكوراً وإناثاً، وأن ذلك ما دعا «المدثر» يعني محمد عليه السلام الى اصدار احاديث تشدد على نهي التماس بينهم، لكن غرائزهم المشتعلة والملابس التي يرتدونها والخيام التي يعيشون فيها سهلت من هذه اللقاءات». استغفر الله، وشرفت الصحابيات صلوات الله عليهن، والصحابة رضوان الله عليهم عن هذا الافك المبين. ويمضي في غيّه ويتهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بتغطية الاخطاء والتستر على مرتكبي الفواحش كما ينقل د. المطعني عن هذا الكاتب المأفون هذا النص المليء زوراً: «وإن المرء ليعجب اشد العجب من حلم «سيد من وطئ الأرض يقصد النبي مستهزئاً صلى الله عليه وسلم وصبره فهو عندما سمع بحكاية فحش مخجلة خاصة انها مورست مع زوجة خرج زوجها في غزوة، ورغم نهيه الباتر والصارم عن الاتصال بتلك النساء بأي صورة ولأي ظرف لم ينفعل ولم يعنف مرتكبها ولم يوجه له كلمة عتاب ولا نذير، بل التمس له العذر بقوله إنه يدرك غرامه يعني شدة غريزة الاتصال بالآخر». ترى إذا لم يغر رسول الله صلى الله على المسلمين فمن الذي يغار عليهم ايها المفتري الأفاك.؟ * * وبعد..! معذرة.. فأرجو ألا أكون آذيتكم بهذه السطور التي نقلتها، واذا كانت آذتكم فقد آرقتني وآذتني من قبلكم. أختم هذه السطور بالنتيجة التي وصل إليها المفكر د. المطعني جزاه الله خيرا فهو اول من تصدى لهذا الكاتب المأفون وكتب ذلك في موازين حسناته إذ يقول في نهاية نقده لهذا الكتاب بعد أن فنده وأبان عوار كثير من افتراءاته: «إن ماورد من هذيان صنعه الحقد والكره للإسلام، ونحذر من اطلع على هذه المطبوعة ان يتنبه لما بها من تجاوزات لايقبلها أحد لأنها لعنة تستمطر غضب الله عز وجل» الوطن . إنني ادعو مع هذا الكاتب المفكر الكريم الى المبادرة بالمزيد من التصدي لمثل هذه الأكاذيب من قبل المؤسسات الاسلامية ومن قبل الكتاب والمفكرين المسلمين الشرفاء.. لكيلا ينخدع الآخرون من الأعداء، وضعيفو الايمان من المسلمين، ولكيلا تنخدع بمثل هذه الافتراءات الاجيال المسلمة الجديدة وبمثل هذه الظروف المحبطة التي تكالب فيها الأعداء والأبناء على هذا الدين الذي سوف يظل نوره مشعاً بحول الله مهما زادت الظلمات وتناثرت الافتراءات ومهما انبرى الأفاكون، وتطاول المتطاولون، فالله حافظ دينه وسنة نبيه وهو خير الحافظين. *** خليل عبدالكريم وسوء الخاتمة!! بعد كتابتي هذا الموضوع وقبل ارساله للنشر نشرت الصحف خبر وفاة مؤلف كتاب «النص المؤسس ومجتمعه الكاتب خليل عبدالكريم» الذي أشرت في هذا المقال إلى جوانب من افتراءاته على القرآن الكريم وادعائه انه انما نزل دفاعا عن أخطاء الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الافتراءات التي يتألم لها كل مسلم وبخاصة انها صادرة من كاتب عربي مسلم. ولكن ها هو قدم إلى ما قدّم وختم حياته بهذا الإصدار الذي هو آخر ما كتبه الذي صدر قبل أشهر معدودة ولو كان يعلم مصيره لما ألف مثل هذا الكتاب أو لربما استنكر ما جاء فيه. ولكن ها هو قدم إلى ما قدّم بعد هذه الخاتمة الفكرية المشينة التي افترى فيها على كتاب ربنا وسيرة رسولنا وصحابته. ولكن ها هو قدم إلى ما قدّم ولا أقول شيئاً أكثر مما أوضحته في هذه الحلقة من هذا المقال والحلقة التي سبقتها جلاء لهذه الافتراءات وتبرئة لكتاب الله واسهاما في عدم انخداع القراء وبخاصة الأجيال الجديدة مما ورد فيه من افتراءات يندى لها جبين كل مسلم.