شهدت مدينة الجبيل الصناعية أمس افتتاح اجتماع «سابك» الفني الخامس، الذي عقد تحت شعار «الارتقاء لمواجهة التحديات» حيث القى معالي الدكتور صالح العذل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الكلمة الرئيسة تحت عنوان «البحث العلمي لمواجهة التحديات الصناعية»، مؤكدا تصاعد أهمية التقنية في عالم اليوم، لاسيما في الأنشطة الاقتصادية والصناعية على وجه الخصوص، باعتبار ان التقنية هي مرتكز التنمية في الحاضر والمستقبل، وان الابداع والابتكار من أهم مقومات النهضة العلمية التقنية. وأوضح معاليه ان مؤشرات العلوم والتقنية من أهم المدخلات في وضع خطط التنمية، وتقييم الخطط السابقة وصياغة الخطط المستقبلية، مشيرا الى ان المستوى العلمي والتقني لأي بلد هو معيار تصنيفه ناميا أو متقدما، والكثير من الشركات تعتبر مقاييس البحث والتطوير معيارا لقياس مدى نمو استثماراتها.. وذكر ان أكثر الشركات العالمية تخصص حوالي «8%» من عائدات مبيعاتها للأبحاث والتقنية، وقد يصل بعضها الى «15%» بالاضافة الى ذلك فإن نسبة عدد العاملين في مجال الأبحاث والتقنية تقدر ب«9.2%» من عدد السكان في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و«4.3%» من عدد السكان في اليابان، و«2%» من عدد السكان في ألمانيا. وأشاد معاليه باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالجوانب التقنية، وهو ما تجسده خطط الوطن الانمائية.. كما أثنى على الجهود الحثيثة التي تبذلها «سابك» لتطوير تقنيات الصناعات البتروكيماوية، وسعيها الحثيث لبلوغ التقنيات «الذاتية» التي تقلل اعتمادها على التراخيص الخارجية، متطلعا الى زيادة الاهتمامات المحلية بجوانب البحث العلمي والتطوير التقني وتنمية الاستثمارات في هذا المجال، معربا عن سروره بتولي الكوادر السعودية المؤهلة ادارة وتشغيل مجمعات «سابك» الصناعية التي تطبق أحدث التقنيات العالمية، مشيدا بأهمية اجتماع «سابك» الفني باعتباره منتدى لتحقيق التكامل بين الشركات التابعة لسابك، وتفعيل عطاءات العاملين لتحسين الأداء والانتاجية.. وان الفخر الحقيقي يكمن في وجود الانسان المؤهل والمدرب للتعامل مع التطورات التقنية لصناعة المستقبل المشرق للوطن.وأثنى معاليه على نجاحات «سابك» المحلية، واسهاماتها المتنامية في خطط وبرامج التنمية الوطنية.. كذلك توجهاتها العالمية، واتساع دوائر انتشارها في الأسواق الخارجية، معززة قدراتها التنافسية من خلال جودة منتجاتها وخدماتها.ومن جانبه رحب سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة «سابك» والعضو المنتدب بمعالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مؤكدا ان مشاركة معاليه هي خير تجسيد للعلاقات الثنائية بين «سابك» ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مشيدا بالدور الرائد الذي تضطلع به المدينة في قيادة الفعاليات البحثية والتقنية، وتوظيفها لخدمة خطط الوطن الانمائية. وأوضح سعادته ان شعار الاجتماع مناسب تماما للمرحلة الراهنة، فكم هي «جسيمة» تلك التحديات التي تفرضها الأوضاع الاقتصادية الدولية الصعبة، التي تتفاقم في ظل تداعيات «العولمة» واشتداد حدة المنافسة، وتوجه الكثير من الشركات العالمية الى اعادة الهيكلة، والاندماج، والتوحيد لاقامة كيانات عملاقة، الأمر الذي يضع «سابك» أمام مسؤوليات لا يستهان بها، لاسيما في المجالات الفنية والتقنية، التي تشكل «عماد التنمية» و«مفتاح المستقبل» لأي نشاط اقتصادي يسعى لمواكبة التطوير واحداث التغيير.. من هذا المنطلق تتعاظم عناية «سابك» بجوانب البحث العلمي والتطوير التقني لتحتل موقع الصدارة بين اهتماماتها، مع اقتران ذلك «اقترانا وثيقا» ببناء الكيان البشري المؤهل القادر على الابتكار والابداع التقني. واستعرض الماضي مسيرة البحث العلمي والتطوير التقني في «سابك» منذ بدايتها حتى الآن، متناولا انشاء مجمع «سابك» الصناعي للبحث والتطوير، وتعزيزه بمراكز التقنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والهند، والجبيل، ومن ثم ما يضيفه امتلاك قطاع البتروكيماويات في شركة «DSM» الهولندية من أبعاد لهذه المسيرة،