مضى موسم الحج بسلام وكنت انتظر حتى افيق من معاناتي أثناء هذا الموسم ليس بسبب اداء واجبات الحج التي مضت بأروع صورة لم اكن اتخيلها وانما بما رأيناه وصادفناه ازاء انتقائنا لاحدى الحملات. كنت مترددة فيما اكتبه ولكن تشجيع كل من كان معي في نفس الحملة جعلني اخط بقلمي بعض ما واجهناه من مشاكل وهذا ليس بغرض شكوى او استرجاع حق وانما كي يتعظ الكثير ممن يريدون اداء فريضة الحج في اي عام قادم باذن الله.ظن الكثير من الناس ان تعدد الحملات والمنافسة الشديدة بينهم لصالحهم رغم ان الحقيقة عكس ذلك فتعدد الحملات جعل وجه الشراهة في استقطاب العدد الكبير من الحجيج واضحاً للعيان مما ادى الى تكتل في عدد الحجيج وهذا ما حدث معنا عندما نزلنا منى بعد طواف القدوم وفوجئت ببعض الحاجات اللائي ليس لهن مكان مما ادى الى طلب المشرفة العامة لقسم النساء بطلب سخيف من كل خيمة محاولة وضع هذه الحاجة المسكينة للمبيت في اي مكان مع العلم ان قد أخبرنا بأن كل خيمة تحتوي على 7 اشخاص فقط «وفوجئنا ب21 حاجة». هل الكذب والتلويع هما صفة هذا العصر؟ لا اعتقد. هل محاولة كسب المال تتم بخداع الناس في موسم فضيل هو موسم الحج وموسم رائع كهذا الموسم؟ لا اظن.في البداية سألنا عن درجة الطائرة وقمنا باختيار الدرجةالاضافية وعندما صعدنا الى الطائرة التي تأخرت عن موعدها فوجئنا بطاقم الطائرة يعلن عن استطاعة كل الركاب ان يجلسوا في اي مكان، وهذا يعني انه لا يوجد اي درجة افق وبالتالي ظهر لنا عدم الصدق من البداية وهمست في نفسي : ياترى ماذا سيلحق بنا؟ ما قمنا بدفعه ازاء انتقائنا لدرجة الافق ذهب مع الريح، لا يهم ولكن ماذا بعد ذلك؟ لماذا لم نخبر بعدم امكانية درجة الافق وانه سوف يتم القاؤنا في الدرجة السياحية لم يرد بخاطري الا ان احتمال ان ما يؤخذ من اموالنا لهذا الغرض الواهي او الوهمي انما هو لسد ثغرات وضعت بأيديهم. على اية حال لا اطيل حديثي في هذه النقطة لأن ما بقي كان اعظم.في خلال اقامتنا في مخيم منى ظهر ما لم يكن في الحسبان.. كمية ما يقدم من طعام او اطباق لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع عدد الحاجات مما ادى الى قيام الكثير الباقي من استخدام الكاسات الورقية والاطباق الخاصة بالسلطات لاخذ ولو كمية قليلة من الطعام وممن كانوا ينتظرون الطعام المزعوم انا.. وعندما سألنا عن حقنا في وجبتنا اجبنا بطلب الانتظار حتى يتم تأمين الطعام الباقي.. ماهذا؟ أنطالب بحق هو لنا بطبيعة الحال؟.. لا ادري .. اهناك اكثر من خيرات بلدنا في الفواكه؟لا اعتقد.. اذن لماذا انتظرنا لكي نحصل على الفاكهة ولكن لا جدوى من الانتظار مما دعاني الى الذهاب لقسم الرجال لاخذ ما اريده لشخصي من الفاكهة وقوبل طلبي بتعجب شديد ووعد بإرسال كل ما يلزم من فاكهة لنا وللاسف ما ارسل هو عبارة عن طبق يحتوي على زوج من كل نوع تفاح، برتقال، موز، وكمثرى، ولك اخي واختي القارئة بتخيل ما حدث. الهذا الحد وصل احتقار الانسان؟ لم اكن اتخيل. عندما قمت انا وزميلاتي في الخيمة باحصائية لكثير من الحملات وجدنا ان ما تجنيه كل حملة لا يقل عن 8 10 ملايين من الريالات اذن لماذا بُخل علينا بغلاية ماء نستطيع بواسطتها شرب الشاي او الحصول على ماء ساخن لوضع قطرات الليمون والعسل دواء لالتهاب الحنجرة المتوقع آخر الموسم وايضا اضطررنا للذهاب الى قسم الرجال للحصول على ذلك. وزاد من غيظي ما قالته المشرفة لاحدى المساعدات بتوزيع صندوقين من المشروبات الغازية على كل الخيم وسمعتها احدى النزيلات في الخيمة وهي تتمتم بأنه يجب الا يطلب اكثر من هذا العدد «اتتخيلون عدد 48 على اكثر من 100 حاجة». قبل ذهابنا مع الحملة نصحتني احدى قريباتي بأخذ سجادة للصلاة قلت في نفسي ماهذه النصيحة ولكن ولله الحمد سمعت ما قالت وشكرت الله انني اخذت سجادة الصلاة الخاصة بي لانه لم يكن هناك مكان للصلاة داخل الخيمة ولهذا كان علينا الصلاة خارج الخيمة في ساحات لا تتعدى 2 متر فلم نقم بصلاة الجماعة. سئمت من كثرة الشكوى لانه لا حياة لمن تنادي.. فأين الرقابة؟ واين تذهب شكوانا؟.. لا احد يعلم..وعدنا بالكثير «وهو حقنا» ولم نحصل عليه. وحلمنا بما هو اكثر وذهبت احلامنا سرابا وما خفف علينا سهولة اداء الاركان والواجبات ولم يكن هذا بفضل الحملة وانما بفضل الله ثم بمجهوداتنا الخاصة. الحمد لله اصبنا بتصلب في عضلات الساقين مع تنمل في اصابع القدمين ازاء انتظارنا لباصات الحملة لاكثر من 3 ساعات ولم يقدم لنا مقعد واحد حتى نستطيع التناوب عليه في الجلوس ولكن اكتسبنا صفة الصبر في الانتظار فلم نشعر بالتأخير عندما ذهبنا آخر يوم الى المطار للرجوع الى مدينة الرياض حيث ان مشوار نصف ساعة بالسيارة اخذ من باصات هذه الحملة 4 ساعات وما كان من احد الاخوة الا ان طلب الشرطة لمساعدتنا لاعتقاده بأننا ضعنا ولم يع الراكب بأن ما حدث انما هو لعبة سخيفة في محاولة وصول الباصات في نفس الوقت وكان الاعتذار حرفياً قول المشرف الرجاء اعطاءنا العذر واذا اردتم تناول طعام العشاء فاخبرونا.. ما هذا؟ دفعنا.. ودفعنا.. على امل لم نحصل عليه. ضربنا بالحملات الاخر «اقل سعراً» عرض الحائط ولكن للاسف ما قدم من خدمات فيها كان اضعاف ما قدم لنا من خدمات خيالية «في الاحلام» هل انهي معاناتي اعتقد انني اطلت ولكن في نهاية حديثي اريد اخباركم بشيء مضحك:بعد كل ما ذكرته قامت الحملة بتوزيع استبيان على النزلاء لكتابة الآراء فهل تعلمون ما كتبت؟ارجو ان يتنبه المسؤولون لامثال هذا، وألا يتكرر ما حدث والله المستعان.