كان الحوار يدور ليلتها بين بعض الأصدقاء عندما تطرق الحديث للشؤون الصحية، والمستوى الصحي الذي نعيشه هذه الأيام مع الأمراض المعدية التي أخذت الوزارة الاستعداد لها مع قرب موسم الحج.. ليصل الحديث الى ما تقدمه بعض المستشفيات، وعندها طلب من الدكتور أحمد عبدالله عاشور ذكر شيء يسير من تجربته في مستشفى الملك فهد في جدة. عندها قال الدكتور أحمد انها تجربة غنية بكل الأنواع من المفرح والمحزن، ولكنها تجربة غاية في الاعتزاز بها لما بذلته من جهد قد يراه البعض أنني تجاوزت بعض المسلمات القانونية أو حتى النظامية فيه، لكنني اؤمن أن النظام إذا ما وقف ضد مصلحة المواطن المريض لابد من تجاوزه، واعترف ان صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير المنطقة كان له الدور الأكبر في كثير من القرارات التي كنت اتخذها، وذلك لايمانه رحمه الله بأن مصلحة المواطن فوق كل عقبات قد تحرمه من تلك الخدمة.. ان كثيراً من القصص التي وقف فيها سموه مبنية على المصلحة العامة، وليس مع أحمد عاشور أبداً. لقد كنا فريقاً عاملاً من إداريين وأطباء بجميع أقسام المستشفى، لقد وضعنا أمام أعيننا بأن لابد لنا من النجاح، ولهذا وصلنا بالمستشفى الى درجة من القبول لدى المواطنين الذين أخذوا يفضلون العلاج فيه عن غيره من المستشفيات. تخيلوا انه كان هناك نظام لا أعتقد انه موجود في العالم، وهو سرعة تقديم الخدمة في قسم الطوارئ، كان هناك – جرس – عند الباب عندما يضغط عليه في خلال ثلاثين ثانية يكون فريق الخدمة الطبية جاهزين، وإذا كان هناك أكثر من حادث نفس الشيء يكون كل العاملين في الأدوار يكونون جاهزين.. الآن لا أعرف هل موجود هذا – الجرس – أم لا، نحن نعرف أن نسبة الحوادث التي تصل الى المستشفى تصل الى 80%. أيضاً كان الأطباء يعملون على مدار الأربعة والعشرين ساعة، يعملون اضافي، وكانوا كفاءات طبية وطنية الذي أسمعه الآن أن المريض يبقى أربعة أشهر بعد أخذه للأشعة في الانتظار. كانت العيادات الخارجية تعمل بشكل مكثف. فالمريض يذهب الى "كاونتر" الشبابيك خلال سبعة دقائق يكون في أمام الطبيب. مركز الكلى كان المريض لا يقوم من سريره بل ليسمح له بتناول ما يشتهي من طعام ثم يحط على الغسيل، ومن ثم التحليل، ويعطى كل أدويته كاملة قبل أن ينصرف. كما أن كان لدينا نظام لا نحاسب الطبيب على دوامه، ولكن على ما قدمه من عمل. لقد كان هناك كثير من المسؤولين، ومن المواطنين قدموا لنا أيديهم بقناعة للمساعدة، منهم الكابتن أحمد مطر رحمه الله، لقد أصدر قراراً بأن أي نقطة تصل إليها السعودية، ولمستشفى الملك فهد خدمة فيها تقدم هذه الخدمة مجاناً "رحمه الله". وهناك طريقة نتبعها إذا ما شارك طبيب في دورة طبية خارجية لابد أن يقوم بتعليم الآخرين بما حصل عليه في تلك الدورة، وهذا عمل يأتي تحت مفهوم اشاعة المعرفة. كان الحديث ممتداً وشيقاً.. في المجلس..