أيدت الدول العربية في كلمات قادتها مبادرة السلام السعودية لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي رغم تحفظات بعض هذه الدول خاصة بشأن العلاقات مع اسرائيل وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني قد عرض مبادرته أمام القمة العربية وتوجه الى الشعب الاسرائيلي بقوله انه في حال تخلت حكومته عن اسلوب القوة والقمع لن نتردد في قبول ان يعيش الشعب الاسرائيلي في أمن مع شعوب المنطقة، داعيا الى رفع مشروع سلام عربي الى مجلس الامن. وأعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث مساء الاربعاء ان لجنة صياغة مبادرة الأمير عبدالله التي شكلتها القمة وتضم سبع دول انهت اعمالها وبقي بند حول اللاجئين عالقا تقرر رفعه الى القادة العرب خلال جلسة الخميس. وقد دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الى «اجماع» عربي حول المبادرة التي اعتبرها تعبيرا عن ارادة عربية صادقة في تحقيق السلام العادل. وشدد رئيس الحكومة المصرية عاطف عبيد على دعم المبادرة لأنها تؤكد الثوابت العربية وتجمع بين الحق والعدل والشرعية الدولية مشيرا الى استعداد العرب للدخول في علاقات طبيعية مع اسرائيل في حال انسحبت حتى حدود الرابع من حزيران/يونيو1967 وتوصلت الى حل عادل لمشكلة اللاجئين متفق عليه وفقا للقرار 194. واعتبر رئيس الوزراء الأردني علي ابو الراغب في كلمة القاها باسم الملك عبد الله الثاني الذي غاب عن القمة ان المبادرة السعودية تبعث برسالة واضحة للعالم ان العرب يريدون السلام ويعملون من اجل تحقيقه لجميع شعوب المنطقة. وقال وزير الخارجية الكويتي صباح الاحمد الصباح: نؤيد المبادرة السعودية التي تأتي في سياقها التاريخي ومعبرة عن الرغبة الصادقة في تحقيق سلام عادل. وأعرب عن الارتياح لردود الفعل الدولية المؤيدة ومباركة المجتمع الدولي وتأييده لها، كما اعلن المسؤول الكويتي دعم بلاده لقرار مجلس الامن رقم1397 الذي يدعو الى قيام دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. واكد الرئيس اللبناني اميل لحود، رئيس القمة. ان المقايضة اذا حصلت يجب ان تكون ما بين تضحيات المقاومة والانتفاضة وبين السلام العادل والشامل. واعتبر امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ان المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعتقد انها في ظل التطورات الحالية باتت فوق القانون وان بامكانها ان تتحرك دون ان تخشى أي مساءلة مع ان الدول العربية اعلنت ان السلام هو خيارها. واعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان المبادرة السعودية تأتي لتؤكِّد للعالم اننا نريد السلام لكنه اقترح قطع علاقات كافة الدول العربية مع اسرائيل حتى تحقيق السلام العادل والشامل المرتبط بانسحاب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها عام 1967. وأيد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المبادرة داعيا الى تشكيل لجنة متابعة تكلف بوضع آلية تنفيذ بعد الانتهاء من صياغتها. وطالب صالح ب«قطع العلاقات مع اسرائيل» وأعلن رفض التطبيع مع الدولة العبرية لرفضها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. من ناحيته شدد الرئيس اللبناني اميل لحود على رفض لبنان توطين الفلسطينيين في ارضه مؤكدا على حق الفلسطينيين في العودة التي كرسها القرار الدولي رقم 194 والذي استند اليه اتفاق الطائف والدستور اللبناني لجهة رفض أي شكل من اشكال التوطين.
