شكّلت فكرة إنشاء الإسكان الشعبي للمحتاجين بمنطقة حائل نقطة تحول إيجابية في الحياة الاجتماعية بالمنطقة انعكست آثارها على رفع الروح المعنوية للعديد من الفئات التي كانت فكرة إنشاء وتملك بيت سكني لها حلماً يراود تفكيرها ضمن قائمة الأحلام المستحيلة! وتبنى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل فكرة إنشاء إسكان شعبي مبسط يستطيع من خلاله محدودو الدخل تملك بيت سكني مجهز يؤويهم ويؤوي أفراد عائلتهم. الجزيرة بدورها تسلط الضوء على هذا المنجز الخيري وأبعاده الإيجابية ومقترحات تطويره وآراء المستفيدين وكذلك آراء المختصين وأهالي حائل وإليكم ما جمعنا: الأمير سعود يتبنى المشروع ولأن البداية لابد أن تكون من أعلى الهرم ومن الفكر الذي تبنى مثل هذا الفعل الخيري الرائع كان لنا وقفةمع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل الذي أعلن قيام هذا المشروع في حائل لأول مرة بل إنه وضع أساسات عمل إنساني كبير على قوائم راسخة سوف تمتد لتشمل كافة مدن ومحافظات منطقة حائل حيث وقّع سموه عقد المرحلة الأولى من المشروع. وأشار سموه إلى أنه يهدف إلى إقامة مساكن حضارية معقولة الكلفة والصيانة لإسكان المحتاجين والفقراء الذين يعيشون على الكفاف وقال سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن نطمح أن يتلو ذلك توقيع عقود المراحل الأخرى تباعا بما يؤمّن الإسكان لأكبر شريحة من هؤلاء المحتاجين ومعظم الأيتام والأرامل الذين يعيشون تحت خط الفقر وأهاب سموه بالمواطنين إلى التبرع لصالح هذا المشروع الذي سيكون صدقة جارية بإذن الله لتحقيق حلم فئة من أبنائنا وإخواننا من الأيتام والأرامل والفقراء وهذا سيكون حافزاً يمتد بحول الله ليشمل محافظات ومدن هذه المنطقة. وتمنى سموه الكريم التوفيق للجميع لما يحبه الله ويرضاه. فكرة الإنشاء ومراحله تبنى سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن إقامة مشروع المساكن الخيرية الذي يتضمن بناء مجموعة من الوحدات السكنية محدودة المساحة والمواصفات لبعض الفقراء والمعدمين الذين يعيشون تحت خط الفقر ويقوم سموه بتمويل المشروع عن طريق مساهمات وتبرعات الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء الذين يرجون تجارة لن تبور ويقوم على إدارة ومتابعة هذا المشروع نخبة من أبناء المنطقة تحت الإشراف المباشر والدائم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن واللجنة مكونة من عيسى عبدالله الحليان رئيسا وناصر عبدالمحسن الملق عضوا والمهندس محمد عيادة الخطيب عضوا والمهندس سعد عبدالعزيز الجروان عضوا والأستاذ حمود عبدالله الغنيمي مسؤول مواد. وقد تم افتتاح مكتب دائم للجنة في مقر الجمعية الخيرية بحائل. ويشمل عقد المرحلة الأولى من المشروع بناء خمس وعشرين وحدة سكنية بإجمالي قدره ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف ريال بالإضافة إلى خمسة وسبعين ألف ريال تكاليف الإشراف من قبل مكتب أنماط للاستشارات الهندسية. ويتكون المشروع من وحدات سكنية خيرية من نموذجين الأول يتسع لعائلة مكونة من خمسة أشخاص والثاني يتسع لعائلة مكونة من تسعة أشخاص وقد قام سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن بتأمين الأراضي لهؤلاء المستحقين عن طريق البلدية لمن تنطبق عليهم شروط المنح أو عن طريق الشراء لمن لا تنطبق عليهم الشروط. أهمية المشروع وتعميمه لاشك أن تحولات الاقتصاد العالمي وتأثير هبوط أسعار النفط عالمياً وتأثر منطقة حائل بما يصيب اقتصادنا الوطني وكذلك تضاؤل دخل المنطقة زراعياً بسبب التغيرات التي حصلت في المجال الزراعي كانت بالفعل بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات والمشاريع الخيرية في هذا الوقت بالذات وقد كان سمو أمير منطقة حائل بعقليته الإدارية الفذة لامسا أهمية مثل إطلاق هذا المشروع خصوصا وأن نسبة ذوي الدخل المحدود جدا في حائل تشكل نسبة كبيرة بأسباب مختلفة من حالة إلى حالة ولأننا مجتمع مسلم مترابط فلا يستغرب قيام مثل هذا المشروع. ولكن الأهم في ظل نجاح الفكرة في حائل وانطلاقها بقوة أن تعمم على مناطق المملكة لتسهم اجتماعياً في رفع حالة الأفراد وإحساسم أنهم وسط مجتمع مترابط يحس بهم ويؤمّن احتياجاتهم ويتداعى مع شكواهم كالجسد الواحد. وفي هذا الإطار أشار الأستاذ سعود العجيمي إلى أن هذا المشروع الخيري جاء في الوقت المناسب وقد أحسن سمو سيدي أمير حائل بأن تبنى قيامه وحث الخيرين على التفاعل والمساهمة في إنجازه وقال العجيمي أتمنى أن تتبع هذه المرحلة الأولى من المشروع مراحل أخرى متعددة بمدينة حائل لأنها تحتاج إلى مزيد من بناء الإسكان الشعبي للمحتاجين كما أن من شأن تكثيف الجهود بمدينة حائل المساهمة في تنمية وتطوير مدينة حائل وتعجيل تطورها التطور الشامل وأن عملية توزيع هذه الجهود ربما تجعل الفائدة أقل مما نطمح إليه وقال لا شك إن المراحل المتقدمة من المشروع ان يشمل كافة المحافظات والمدن بالمنطقة ولكن هذه خطوة متقدمة ويجب أولاً وحالياً أن نفكر بكيفية بناء مزيد من فلل الإسكان الشعبي بمدينة حائل لأن ذلك سيحقق أهدافا متعددة. في حين رفع محافظ الغزالة سعد بن مبارك التركي أسمى آيات الشكر لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز على ما يقوم به سموه وما يحيط به مشاريع وتنمية المنطقة من اهتمام ورعاية وهنأ محافظ الغزالة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن على نجاح هذا المشروع الخيري وانطلاقه كباكورة أعمال خيرية قادمة بإذن الله تشمل كافة أرجاء المنطقة. وأشار إلى أن محافظة الغزالة تحظى بكريم رعاية سموه واهتمامه ولا شك أن قيام مشاريع خيرية بالمحافظة سيساهم في دفع مستوى الحالة الاجتماعية بالمحافظة وقال إن المحافظة بدعم ورعاية من سمو سيدي أمير منطقة حائل وسمو نائبه تحقق فيها ولله الحمد العديد من الإنجازات ولأن طموحنا كبير في ظل دعم حكومتنا الرشيدة فإننا نتطلع بإذن الله إلى مزيد من الإنجازات. واعتبر محافظ محافظة الغزالة هذه المشاريع الإسكانية الخيرية إحدى مكارم وهدايا سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن وسوف تساهم هذه المساكن براحة المواطن الذي هو على رأس اهتمامات حكومتنا الرشيدة. ملاحظات مهمة وقال المستشار الاقتصادي بالغرفة التجارية الصناعية بحائل الأستاذ أحمد سيد علام أن هناك ملاحظات هامة تتعلق بطريقة تسليم الوحدات السكنية للمستفيدين مشيرا إلى أن هذا الفعل الخيري الرائع غير مستغرب على سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن ولا على أهل هذه البلاد الطاهرة التي تحوي أطهر بقعة في العالم. مؤكدا أهمية أن يكون للمستفيد حق الانتفاع وليس التملك على أن يجري بعد كل فترة زمنية مثلا «خمس سنوات» إعادة تقييم الحالة الاجتماعية ومعرفة مدى حاجة المستفيد الفعلية للمبنى وهل ما زال فقيرا معدما أم تغيرت أحواله وأصبح ميسوراً وأصبح المبنى يستحقه أحد غيره أشد فقراً. وتطرق أحمد علام إلى مسألة أخرى تتعلق بنوعية المباني التي تم بناؤها مشيرا إلى أن من وجهة نظره لو كان المبنى عمارة متعددة الطوابق وتحوي شققا واسعة وذات خصوصية اجتماعية تماثل ما يريده أهالي المنطقة كان ذلك أجدى وأوفر مادياً.وقال أتمنى أن يعمد إلى إلزام المستفيد بدفع قسط شهري رمزي لصيانة المبنى وكذلك يكون هناك عقود وإقرارات بالمحافظة على المساكن حتى لا يغير الساكن بالمبنى تغييرات جوهرية تضر بالمبنى من جراء سوء الاستعمال. وتساءل حسب الطريقة الحالية ما الذي يمنع أن يبيع المستفيد منزله ويكون بذلك ربما فوّت فرصة كبيرة لأفراد عائلته بالسكن ببيت مِلك يستطيعون أن يعيشوا خلاله في كرامة دون ذل السؤال والحاجة!! من جانبه أكد الأستاذ فرج صالح الشنتوف أن هذه الأعمال الخيرية تحتاج إلى التشجيع والمساندة وهي خطوة مباركة في الطريق السليم لبناء مجتمع مترابط ومتماسك على أسس إسلامية راسخة وأبدى إعجابه بالمنهجية الخيرية التي يطبقها سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن بالمنطقة وقال إنها مثال رائع من الممكن الاستفادة منه وتطبيقه في المناطق الأخرى وتعميمه عليها كلها. وقال إن التغيير الاجتماعي الذي سيحصل بالمجتمع الحائلي واختلاف نمط العيش لدى تلك الأسر سيساعد في إبراز المواهب ويساهم في الإسراع بتطوير المنطقة وكذلك منح فرص أكبر لنهوض المجتمع الحائلي بواجباته تجاه الفئات المحتاجة بالمنطقة مما سيزيد الترابط الاجتماعي بإذن الله. التبرعات انهالت وقد ساهم في تكاليف هذا المشروع الخيري ليكون صدقة جارية لهم استجابة لنداء سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن عدد من المحسنين ومنهم: الشيخ خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم مبلغ خمسمائة ألف ريال بالإضافة إلى عبدالرحمن تركي السديري وفهد سعود الشنيفي وعبدالله محمد الطخيم وعبدالرحمن صالح البليهي وشايش مشهور الشمري وحليل معوض الرشيدي وعبدالعزيز محمدالعساف وإبراهيم عبدالعزيز العريفي وسالم سليمان الشاوي. وتم استلام 24 قطعة سكنية مجانية من البلدية لتكون مقرا لهذه المنازل الخيرية وتم استخراج صكوك بأسماء المستحقين وكذلك فسوح البناء وشراء قطعة أرض للمواطن المستفيد من الوحدة السكنية رقم 25 من حساب صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل. إضافة إلى التبرعات العينية المقدمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت القصيم الذي تبرع ب«عشرين ألف كيس أسمنت». وتم فتح حساب بالبنك الأهلي لتلقي مزيد من التبرعات لإكمال مراحل المشروع الخيري الباقية. وقد أثنى الدكتور خالد العويدي على هذه الخطوة المباركة التي تبناها الأمير سعود بن عبدالمحسن وقال إن من شأن هذا المشروع أن يرسم تباشير مستقبل مزهر للمنطقة على يدي سموه الكريم وقال إن استشعار سموه بحاجة هذه الفئة للمنزل المِلك يؤكد مدى قرب سموه من هموم وآمال مواطني المنطقة وقراءته الواعية للمستقبل بحسن تدبير وحنكة. وتساءل كم عائلة كانت على وشك الضياع والبؤس لولا الله ثم وقفة سموه وقدم شكره باسم كل أبناء المنطقة لأميرها المحبوب وقدم شكره لكل الخيرين الذين ساهموا في انطلاق هذا المشروع داعياً الله بأن يجعله في موازين حسنات الجميع. كما عبّر المهندس فهد المعجل عن بالغ تقديره للجهود المبذولة وسرعة الإنجاز لهذا المشروع الخيري الهام وقال ما من شك ان الأمير سعود بن عبدالمحسن كان صاحب المبادرة الأولى بهذا المشروع وضاعف نجاحه بحسن إدارته للمشروع ومتابعته له مما منح العمل نجاحاً مضاعفاً ولله الحمد. وقال لقد حان الوقت ليقطف المستفيدون ثمرة ما زرع سمو أمير منطقة حائل فكلها فترة بسيطة وتنتهي كافة الأعمال ويصبح هؤلاء من أصحاب الأملاك بفضل الله ثم بفضل سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن وهؤلاء المحسنين الذين بذلوا بلا مِنّة أو تردد ابتغاء لوجه الله العزيز. أفراحنا بلا حدود من جانبهم عبر عدد من المستفيدين عن فرحتهم الغامرة بما رزقهم الله من فضل بامتلاك منزل كريم لهم ولعوائلهم وقال أكثر من واحد منهم كل الكلمات تعجز عن وصف مشاعرنا تجاه أمير الجود أميرنا الغالي الأمير سعود بن عبدالمحسن ومهما قلنا لا نوفيه شيئا وانهمرت الدموع من أحدهم وهو شيخ كبير قال لم أكن أحلم انني قبل أن أموت سأملك منزلا وسوف يسكن به أبنائي لقد ارتحت الآن واطمأننت على مستقبلهم طالما وجدوا منزلا يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء دون أن يطالبهم أحد بدفع إيجار!! وقدّم الشيخ الكبير شكره للأمير سعود بن عبدالمحسن وقال لا يمكن أن يعرف أحد قيمة هذا المنجز الخيري إلا من عاش ظروفنا ولا يمكن أن يحس بالنار إلا من وطأها. ودعا الله أن يحفظ هذه البلاد وقادتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن تشهد منطقة حائل بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أميرها الغالي مزيدا من التطور في كافة المجالات.