الحمد لله على كل حال لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد. الموت يفجعنا كل يوم بحبيب، ويوشك أن يدعونا كما دعاهم فنجيب، وهذا حال الدنيا الركون إليها خطر والثقة بها غرر، شديدة المكر دائمة الغدر أمانيها كاذبة وآمالها باطلة، صفوها كدر والمرء منها على خطر إما نعمة زائلة أو بلية نازلة أو ميتة قاضية آجال مكتوبة وأنفاس معدودة «يا قوم إنما هذه الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار». حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى الإنسان فيها مخبراً حتي يرى خبراً من الأخبار طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقدار والأكدار مع غرة محرم وفي أول يوم من هذا العام الهجري الجديد ودعنا وغادر دنيانا الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل الذي بقي على سرير المرض أياماً بعد الحادث الأليم الذي تعرّض له مع أفراد أسرته وكأنما هو ينتظر نهاية العام ليودعنا مع وداع العام الهجري لنا. الأيام التي قضاها في غرفة العناية المركزة هي التي أظهرت لنا محبة الناس له وتعلقهم به سؤال لا ينقطع ودعاء لا يتوقف من أناس لم يقابلوه أو يجالسوه فكيف لو عرفوه؟ واطلعوا على خصاله الحميدة وأخلاقه الفاضلة. خبر حادثه رحمه الله كان مفجعاً للجميع لكن مصيبة فقده جاءت بالتدريج فحالته الصحية المتردية من ساعة وقوع الحادث هي التي خففت من مصابه إذ تجرّع أحبابه آلام فقده خلال فترة مرضه رحل أبو أنس رحمه الله وحمل معه أنس أصحابه وزملائه كان رحمه الله يألف ويؤلف يبادر إخوانه بالسؤال يتواضع للصغير والكبير. إذا لقيته مرة أحسست أنك تعرفه منذ سنوات، ترى آثار أخلاقه الحسنة في بشاشته وابتسامته التي يقابل بها الجميع.. أمضى رحمه الله عمره في الخير، سلك طريق العلم من صغره وحمل كتاب الله في صدره فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، رحل في يوم مبارك هو يوم الجمعة نسأل الله تعالى أن يكون ذلك علامة خير والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». العزاء فيه لوالده معالي الشيخ محمد الأب المكلوم، جبر الله مصابه وألهمه الصبر والسلوان ولإخوانه وأبنائه وجميع محبيه ونسأله سبحانه وتعالى أن يرفع درجته في المهديين وأن يخلفه في عقبه في الغابرين وأن يغفر لنا وله وأن يفسح له في قبره وينور له فيه. د. عبدالله بن محمد الرميان