سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس التحرير سلّمه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت كغيري التحقيق الذي نشر في صفحة المجتمع المتألقة «الجزيرة» بقلم الأخت منار الحمدان تحت عنوان الضيوف الثقلاء يطرقون الباب بدون استئذان أو سابق إنذار وذلك في العدد 10730 تاريخ 1/12/1422ه والذي تحدثت من خلاله بعض الأخوات واللاتي اتفقن على أن مثل ذلك يسبب الإحراجات المختلفة مثل انتهاء بعض المتطلبات الغذائية بالمنزل أو تأتي الزيارة في أول أيام الزواج أو عدم احترام مشاعر الآخرين أو يكون المستضيف حالته الصحية غير مؤهلة ولكون هذا التحقيق جانب الصواب جملة وتفصيلاً رغم ما تتمتع به الأخت منار من حس صحفي وانتقاء للمواضيع الجيدة والهادفة ولكوننا ولله الحمد في بلد الكرم والضيافة لكل قادم من خارج الوطن منذعهد ما قبل الإسلام فها هو العربي الكريم حاتم الطائي يوقد النار في أعلى قمة جبال أجا في قلب حائل ليراها الضيوف من خارج وداخل الجزيرة العربية ليهتدوا إليه ليضيفهم ويكرمهم، وما قصة ذبح فرسه الوحيد عشاء للضيوف إلا دليل واضح وصادق على ذلك حتى سمي الجبل الموقدة تيمنا بإيقاد النار عليه وأصبح مضربا للأمثال والقصيد، ومنها الشطر المشهور للشاعر الحائلي الشيخ صالح العبد الله الضبعان «والموقده تشهد على شبة النار» مرورا بما وجهنا به أفضل من وطأت قدماه الأرض الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وجمعنا الله وإياكم به في دار كرامته والتي زرعت زرعا وغرست غرسا في دمائنا نحن أهل الجزير مرورا كذلك على العهد السعودي الزاهر منذ تولي الموحِّد الباني غفر الله له الملك عبدالعزيز قيادة هذه البلاد الطاهرة ولو عدنا بالذاكرة قليلاً لعد آبائنا الأوائل وأمهاتنا رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم الجنة بإذنه وكيف كانوا يعملون عندما يأتيهم الضيف «أو الخاطر» كما يحلو لهم تسميته وفي أي وقت كان فجرا وظهرا وعصرا وليلاً فتراهم يوقظون أهل البيت ويجهزون القهوة العربية والشاي واللبن والأكل من أطيب ما هو موجود لديهم دون كلل أو ملل ولم يعتذروا بقلة المواد الغذائية أو توقيت مجيء الضيف أو المرض أو أول أيام الزواج أو النوم ولم يفكروا مطلقاً بتجهيز الأعذار «لتصريفه؟؟» وما أكثر الأعذار الآن «لا تذكر من خلالها النكتة التي تقول بأن أحد الأطفال جاء لطارق الباب وقال يقول أبي غير موجود!!» أما في الحاضر فها هو خادم الحرمين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني ومشايخنا الأفاضل ورجالات ونساء الأسرة المالكة والذين يفتحون قلوبهم وأبوابهم لضيوف الوطن في مواسم الخير مثل رمضان والعمرة والحج ويأتون بهم من بلاد الهند والسند ومن مختلف دول العالم «محفولين مكفولين» السكن والمأكل والمشرب والتنقل، ولكون مثل هذا التحقيق يساعد على أن تعمل الأجيال القادمة على عدم الاكتراث بالتواد والتقارب والتراحم والعمل من مبدأ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو اشتكت بقية الأعضاء أحببت التعقيب راجيا للأخت الصحفية منار الحمدان النجاح المطرد والتقدم المستمر نحو التألق والاستمرار في ظل هذه الصحيفة العملاقة. والله من وراء القصد