دعت الحاجة والضرورة الملحة لشق طريق الملك فهد ببريدة الذي يخترق المدينة من الغرب إلى الشرق أي انه الطريق العرضي الوحيد فالقادم من الجهة الغربية لمنطقة القصيم كالقادم من المدينةالمنورة مثلاً، محافظة الرس، البكيرية، مطار القصيم، الأرياف الغربية لمدينة بريدة ويقصد بريدة أو القادم من الجهة الشرقية كالرياض مثلاً ماراً بالدائري الشرقي ومن ثم الاتجاه لمدينة بريدة لا يجد بداً من أن يسلك هذا الطريق إذ إن كثافة وحجم من يرتاد هذا الطريق كبيرة جداً خصوصاً في أوقات الذروة لبدء الدوام اليومي للموظفين والطلاب وانصرافهم إلا أن الحاجة لهذا الطريق لم تبرر أن يكون كما يليق به وبأهميته وبمسماه فهو مسمى بطريق قائد المسيرة ملك البناء والعطاء. وبعد أن شارف العمل في الطريق على الانتهاء يتضح ليس كما يأمل المواطن وخصوصاً سكان الأرياف والمراكز التي شقها إلى نصفين جنوبي وشمالي، فهناك العديد من المراكز قسمها إلى نصفين مما يؤدي إلى صعوبة التنقل في المركز الواحد بين شماله وجنوبه حيث إن طريقة تنفيذه توحي بإلغاء الجسور والأنفاق لكثير من هذه المراكز، كذلك كثرة الإشارات المرورية للطريق داخل مدينة بريدة وانحسار مسافاته العرضية بحيث بالكاد يتسع لسيارة واحدة أو اثنتين فقط داخل المدينة فيها تشويه للطريق وسلب لهويته التي تمتاز بها الطرق السريعة مقارنةً بمساحته العرضية خارج المدينة. هنا نرصد آراء عدد من المسؤولين ومستخدمي الطريق من المراكز والارياف. بداية التقت «الجزيزة» برئيس مركز خب البريدي الأستاذ/ عبدالعزيز بن جارالله البريدي الذي قال يكفي شرفا ان هذا الطريق سمي باسم قائد مسيرة هذا البلد لذا نأمل أن يكون بصورة تليق بمسماه، فللعلم أن هذا الطريق هو البوابة الغربية الرئيسية لمدينة بريدة، فالقادم من محافظة الرس، المطار، البكيرية، أو من المراكز والقرى الغربية لمدينة بريدة لا بد أن يسلك هذا الطريق، إذاً يتضح جلياً أن الطريق غاية في الأهمية، بل هو الشريان الرئيسي الغربي لمدينة بريدة ولكن لك ان تتخيل أن كثيراً من هذه المراكز التي يقسمها الطريق إلى نصفين، لم يوضع نفق أو كبري إلا لقليل منها، أما الذي يريد أن يذهب من الشمال إلى الجنوب أو العكس فعليه ان يتجه لمدينة بريدة حتى يجد جسراً ثم يعود للنصف الآخر من مركزه أو مزرعته، وهكذا الكثير من هذه القرى والمراكز، وعدم وجود النفق يؤثر سلبيا على المراكزأو البلد ناهيك أن الطريق على نمط الطرق السريعة إلا أن وضعه الحالي لا يوحي بذلك. ويتضح من ارتفاع الطريق وعلوه الشاهق، أنه صمم ليتناسب مع الجسور والأنفاق أي أخذ في الحسبان ذلك، إلا أنه عند التنفيذ لم يراع هذه الخاصية، إلا أننا ما زلنا نطمح بتدخل المسؤول عن التنفيذ لكي يراعي ذلك ويصمم كما رسم له. يفتقد للإنسيابية الأستاذ يوسف بن عبدالله العيد«صاحب مشروع العيد الزراعي» التقته «الجزيرة» وسألته عن رأيه في هذا الطريق ومدى تحقق الفائدة منه فقال نحن نعرف أن الطرق السريعة تمتاز بصفة معينة قد لا توجد بالطرق الأخرى ألا وهي الانسيابية وندرة نقاط التوقف، فعلى سبيل المثال شاهدنا في بعض الدول المتقدمة اذا أعطي الطريق هوية الطرق السريعة فقلما تجد ما يستدعي التوقف بل يحصل صاحب المركبة على مخالفة مرورية عندما يتوقف فيما لم يخصص لذلك، بينما طريق الملك فهد مليء بالإشارات الضوئية المرورية وهو من الطرق السريعة، فلك أن تحصي الإشارات المرورية التي لا بد أن تتوقف عندها وهي كما يلي تقاطعه مع «شارع حي الأمير مشعل، شارع الأربعين، طريق الملك عبدالعزيز، شارع النازية، شارع الأمير عبدالإله، شارع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، شارع الملك خالد، تقاطعه مع طريق الطرفيه العام» إذاً ما رأيك ألا يفتقد ميزته وتؤثر سلباً عليه هذه الإشارات المرورية وهذه العرقلة، لم لا تحل الكباري والأنفاق بدلاً من هذه الإشارات بل بوضعه الحالي ستكون نسبة الحوادث كبيرة جداً، وهناك نقطة أخرى سلبية وهي أن عرض الطريق داخل المدينة لا يتناسب مع عرضه وجماله خارج بريدة، حيث عرضه في الخارج سواء من الجهة الغربية، أو الشرقية واسع وفسيح ثم يبدأ بعد ذلك بالاختناق والانحسار لمسافات عرضية ضيقة فمثلاً يتسع لخمس سيارات في المسار الواحد خارج المدينة، بينما في داخل ووسط بريدة تجده بالكاد يمرر سيارة واحدة أو اثنتين، فأقول لم لا يوسع أكثر وقد أخذ في الحسبان ذلك عند دراسته وفي ميزانيته وتكاليفه فما زلنا نطمح ونأمل بأن يعاد النظر بوضعه مرة أخرى، فجمال المدن في شوارعها، نعم نأمل ذلك. ملاحظات مهمة ثم التقينا بالأستاذ/ صالح الخميس«رجل أعمال» يرتاد الطريق بصورة مستمرة فقال إن هذا الطريق هو القناة الموصلة«بسلة خضار بريدة» لسوق بريدة المركزي، حيث إن الارياف الغربية هي التي تغذي مدينة بريدة بما تمتاز به من المنتجات الزراعية، إذاً يتضح أن الطريق يستخدم يومياً وخصوصاً في الصباح الباكر ومع أوقات الذروة، فلا بد أن يكون بمستوى الموقع والأهمية، بينما وضعه الحالي يخنق بعض المراكز ولا يساعد في فك الازدحام المروري عن الطريق القديم، وهناك معاناة لساكني هذه المراكز من وضعه الحالي فلي رجاء خاص بأن يعاد النظر في هذا الطريق، طريق قائد المسيرة حفظه الله ورعاه. بينما يقول الأستاذ: يوسف إبراهيم الراضي«رجل أعمال يرتاد الطريق يومياً»، حيث يقول طريق الملك فهد لا يمكن الاستغناء عنه بتاتاً فهو الطريق العرضي الوحيد الذي يخترق بريدة من الغرب إلى الشرق ولا أخفيك سراً أن وضعه الحالي بدون أنفاق ولا كباري لبعض المراكز يجهض أهميته، فليس من المعقول أن بعض المزارع أصبحت جنوب الطريق وشماله بدون أي نافذ يوصل إلى أحد الأطراف إلا أن يسلك الطريق باتجاه بريدة أو المطار، ليكلوات معينة لكي تنتقل للطرف الآخر من المزرعة، إذاً أرى وبكل أمل أن يعاد النظر بوضعه الحالي فلك أن تتصور أن الطرق السريعة التي تمتد ل 500 كيلومتر مثلاً فيها أنفاق ومعابر جمال في الصحراء فما بالك بمنطقة مزدحمة بالسكان والمزارع كما هو حال طريق الملك فهد. وختاماً أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على هذه الخدمات ونطمح من المسؤولين عنه أن ينفذ كما وضع وخطط له وليس كما هو حالياً حتى يؤتي الثمار والفائدة المرجوة منه. ثم التقينا بالأستاذ إبراهيم علي الكبريش أحد منسوبي الكلية التقنية الزراعية وممن يرتاد هذا الطريق يومياً فأبدى الملاحظات التالية: عدم وجود طريق خدمة على جانبي الطريق. عدم إنشاء أنفاق للعبور في المركز الواحد بعد أن قسم إلى قسمين. وجود منحنيات لدوران وتقاطعات الطريق يؤدي إلى تعطيل الحركة ويساهم في خطورته. ومما هو معلوم فإنه عند إنشاء أي مشروع تتم دراسته جيداً من جميع النواحي، وأنني لأتعجب أن توجد كل هذه السلبيات بعد إنشائه ولا يتم تلافيها مع العلم بأنه تم رصد المبالغ المطلوبة من قبل حكومتنا الرشيدة حفظها الله، وإنني أضم صوتي إلى جميع من ينادي بإصلاح وإنشاء هذه المرافق لما فيها من مصلحة عامة للمقيمين والزائرين لمدينة بريدة. وكلنا أمل بأمير منطقة القصيم حفظه الله ببذل مساعيه وجهوده التي عرفت عنه باستكمال هذا المشروع بأكمل وأنسب صورة.