أدت هجمات 11 سبتمبر/ايلول على الولاياتالمتحدة الى الحماس الكبير من جانب روسيا إلى زيادة فرص انضمام نحو سبع دول شيوعية سابقة لحلف شمال الأطلسي في عملية التوسعة السريعة التي لم يكن الكثيرون يعتقدون قبل عام واحد أنها ممكنة. وستقدم الدعوات خلال قمة مزمع عقدها في براج في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. لكن الاختيار النهائي من قائمة تضم تسع دول مرشحة للانضمام قد لا تحدده الدول التسع عشرة الأعضاء الحاليين في الحلف حتى اللحظة الأخيرة كما حدث في عام 1997 عندما فتح الحلف أبوابه لأول مرة أمام ثلاث دول من الأعضاء البارزين في حلف وارسو الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي في عهد الحرب الباردة. وعلى عكس ما كان عليه الوضع قبل خمس سنوات لم تعد هناك مناقشات عاصفة في الولاياتالمتحدة أكبر قوى الحلف بشأن الحكمة من مد ضماناته الأمنية شرقا إلى الحدود الروسية، فشن واشنطن «حربا ضد الإرهاب« عقب هجمات 11 سبتمبر جعلها أكثر حرصا على الدخول في تحالفات جديدة. ومع ميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحالف مع الغرب لم تعد هناك لهجة حادة معادية للحلف من شأنها التأثير على مناقشات التوسعة رغم أن ضم دول من منطقة البلطيق من شأنه إدخال الحلف مباشرة إلى أراضي الاتحاد السوفيتي السابق ذاتها. والسؤال عما إذا كان يتعين المضي قدما في توسعة الحلف أصلا الذي كان موضوعا مطروحا في الأحاديث الخاصة لبعض واضعي السياسات في الغرب الحريصين على عدم إغضاب الكرملين فلم يعد مطروحاعلى الإطلاق الآن. وقال دبلوماسي من الحلف «هناك شعور حقيقي الآن بأنه لم تعد هناك قيود رسمية... نحن نقول: انه إذا أظهرت الدول التسع أنها مستعدة سنقبلها». وأثارت شكوك جديدة عن جدوى الحلف في عهد ما بعد الحرب الباردة في أعقاب حرب أفغانستان التي قادتها الولاياتالمتحدة بمفردها تقريبا حماس العديد من الدول الأعضاء فيما يبدو لتوسعة نطاق الحلف. ويرى جورج روبرتسون أمين عام الحلف الذي دافع بلا كلل عن جدوى وجوده في مواجهة المنتقدين على مدى الأشهر الخمسة الماضية أن قمة براج فرصة مناسبة لتكييف الحلف لمواجهة التحديات المتمثلة في تهديدات مثل المتشددين الذين تلقي على عاتقهم مسؤولية هجمات 11 سبتمبر. وقال في كلمة ألقاها الاسبوع الماضي «قمة براج ستعزز مكانة الحلف كوسيلة رئيسية لتطوير قواتنا المسلحة لمكافحة الإرهاب والإسهام في مواجهة تحديات أخرى». ويقول فيليب جوردون من معهد بروكينجز إن هجمات11 سبتمبر دعمت مسألة توسعة الحلف، كتب في دراسة أعدها حديثا يقول «التوسعة ستسهم في عملية التكامل التي ساعدت في تحقيق الاستقرار في أوروبا على مدى الخمسين عاما الماضية وتشجيع تنمية تحالفات جديدة قوية في إطار الحرب ضد الإرهاب». ولكن الدول التسع المتقدمة للعضوية تواجه آفاقاً مختلفة في براج. يقول دبلوماسيون: إن سلوفينيا التي تم تخطيها عندما قبلت عضوية بولندا والمجر وجمهورية التشيك عام 1999 من شبه المؤكد أن تحصل على دعوة للانضمام للحلف في براج. كما أن انضمام استونيا ولاتفيا وليتوانيا التي تحررت من الاتحاد السوفيتي بعد خمسين عاما من ضمها بات مضمونا منذ أن خفف بوتين معارضته للفكرة. وقد تنضم سلوفاكيا كذلك ليصبح العدد خمس دول، لكن إذا أدت نتائج الانتخابات المقررة قبل قمة براج إلى عودة حكومة القوميين بزعامة فلاديمير ميشيار قد تتبدد آمالها في الانضمام. وقال دبلوماسي غربي إن مقدونيا وألبانيا قبلتا وإن لم يكن بشكل علني بعد انهما لن تنضما هذه المرة. لكن عضوية رومانياوبلغاريا التي كانت تبدو من قبل بعيدة المنال أصبحت مرجحة جدا الآن لتصل بالعدد إلى سبع دول. وقال سفير من مقر الحلف في بروكسل ان ممثلين من العديد من الدول تحدثوا بحماس شديد عن ضم سبعة أعضاء جدد خلال اجتماع حول توسعة الحلف. ومن المقرر ألا يعلن شيء بشكل رسمي عن احتمالات الانضمام قبيل القمة لتجنب تحجيم الدافع الذي يحفز الدول المتقدمة على إجراءالاصلاحات المطلوبة. ومن بين المعايير المطلوبة تأكيد سيادة حكم القانون وحماية حقوق الإنسان وإقامة نظام ديمقراطي يحكم القوات المسلحة وتشجيع الاستقرار والرفاهية عن طريق التحرر الاقتصادي. لكن التنافس بدأ، قال المستشار الألماني جيرهارد شرودر أنه يتوقع أن تنضم سلوفاكيا في الجولة المقبلة وألقى وزير خارجيته يوشكا فيشر بثقل ألمانيا وراء طلب دول البلطيق الانضمام للحلف. وقال جونتر فيرهوجين مفوض التوسعة بالاتحاد الأوروبي إن الحلف يجب أن يقبل بلغارياورومانيا اللتين لا يتوقع ان تتأهلا للانضمام للاتحاد الأوروبي قبل عدة سنوات لتجنب «مخاطر الرفض المزدوج».