تكبدت اثنتان من كبريات شركات النقل الجوي في الولاياتالمتحدة خسائر فادحة خلال الربع الأخير من العام الماضي بلغت 947 مليون دولار أمريكي نتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الماضي. وأعلنت شركة أميريكان ايرلاينز أكبر خطوط جوية على مستوى العالم عن أن خسائرها خلال الربع الأخير من العام الماضي بلغت 798 مليون دولار أمريكي وهو ما يعادل خسارة قيمتها 17. 5 دولارات للسهم الواحد. وقال الناطق باسم أميريكان ايرلانيز إن تلك هي أكبر خسارة في تاريخ خطوط النقل الجوي.. مشيرا إلى أن الشركة كانت قد حققت أرباحا في الربع الأخير من عام 2000 بلغت 47 مليون دولار. ومن جانبها أعلنت شركة كونتيننتال ايرلاينز الأمريكية التي تحتل الترتيب الخامس في سوق النقل الجوى الأمريكي عن تكبدها خسارة خلال الفترة المذكورة بلغت 149 مليون دولار بما يعادل 58 .2 دولار للسهم. وتشيرالبيانات المحاسبية الصادرة عن كونتيننتال ايرلاينز إلى أن إجمالي خسائرها المسجلة خلال عام 2001 بلغت 95 مليون دولار، وهي الشركة التي كانت في مقدمة شركات الطيران الأمريكية ربحية. وكانت كونتيننتال ايرلاينز قد حصلت على منحة قدرها 417 مليون دولار أمريكي في إطار حزمة مساعدات قدمتها الحكومة الأمريكية بقيمة 15 مليار دولاربهدف دعم صناعة النقل الجوي ومساعدتها على تجاوز المرحلة الصعبة التي أعقبت هجمات سبتمبر. ويميل غالبية محللي شؤون الطيران واقتصادات النقل الجوي في الولاياتالمتحدة إلى عدم التسرع في إصدار أحكام متفائلة بشأن مستقبل صناعة الطيران المدني واحتمالات وقوف شركات الطيران الأمريكية على أقدامها من جديد بعد هجمات سبتمبر. وعلى الجانب الآخر يرى المحللون أن خسائر قطاع النقل الجوي في الولاياتالمتحدة خلال الربع الأخير من العام الماضي كانت أقل مما سبق توقعه نتيجة لهجمات سبتمبر بسبب الهبوط الذي حدث في أسعار وقود الطائرات عالميا. وتسبب تراجع سعر النفط في الأسواق العالمية في انخفاض فاتورة مشتريات شركتي أميريكان ايرلاينز وكونتيننتال ايرلاينز من الوقود على التوالي بواقع 164 مليون دولار و179 مليون دولار. وقال دون كارتي الرئيس التنفيذي لمؤسسة أميريكان ايرلاينز إن الربع الأخير من عام 2001 كان فترة صعبة أمام شركات الطيران الأمريكية جعلت الطريق أمام تحسن أوضاع هذه الشركات والصناعة بشكل عام أطول مما كان يتخيله البعض برغم المؤشرات الدالة على تحسن حالة إقبال الركاب وراغبى السفر على استخدام الطائرات بشكل نسبي.
