الله أكبر ما أجل موسم الحج من موسم.. الله أكبر ما أعظمه من لقاء.. الله اكبر ما اشرفه واجمله، وأغناه من اجتماع.. لا مثيل ولا نظير له في اجتماعات العالم، في طول الأرض وعرضها.. شرفا باذخاً.. وغرضا نبيلاً.. وقراراً إلهياً بأجل ما يعطي كريم لسائل.. وما يصفح حليم عن آبق.. وما يفضل به أجل جليل لعبده الأواب التائب.. مرحى حجاج بيت الله الحرام طاب لقاؤكم وشرف اجتماعكم وعظم اجركم ونجح قصدكم وجزل ثوابكم حينما ترجعون بإذن الله مغفوراً لكم جميع ما اكتسبتم من الآثام في سالف الأيام والأعوام.. طوبى لكم تعلنون لربكم التوبة النصوح عما مضى وكان.. وتثوبون الى الالتزام الصحيح بتعاليم دينكم عقيدة وشريعة.. وتبدءون حياة جديدة أنظف وأسلم وأكمل مما كنتم عليه قبل ازماعكم الحج. إخواني حجاج بيت الله: إنكم تحجون هذا العام وقد عاش عالمكم العربي والإسلامي وما زال يعيش محنة كبرى.. تربو على كثير من المحن التي امتحنكم الله بها {لٌيّبًلٍوّكٍمً أّيٍَكٍمً أّحًسّنٍ عّمّلاْ وّهٍوّ پًعّزٌيزٍ پًغّفٍورٍ} [الملك: 2] محنة سبّبها أفراد من بني جلدتكم إن صح ما ادعاه المتربصون بكم والتي جعلوها ذريعة لما يسمونه بمحاربة الارهاب.. انكم تحجون هذا العام وقد استطار واستفحل العداء لكم.. وسماؤكم، وبركم وبحاركم، ترتقب من هؤلاء الأعداء نُذراً بشر مستطير لا يبقي ولا يذر.. وهذا في تقديرهم.. ينتظرونكم بشر مضاعف من الذين «اجمعوا أمرهم وهم يمكرون». عالمكم العربي والإسلامي يواجه حملات إعلامية وحربية يهودية المنزع.. صليبية الانتماء.. وثنية التوافق التآمري.. هذه الحملات التي رأيتم ولا تزالون ترون منها ما يقض مضاجعكم ويحنق صدوركم.. هي حملات كانت تنوء بها اعماق التاريخ، وتتوارى تحت طبقات من الكراهية المحتدمة لدينكم الذي يرى فيه اعداؤكم ما يهدد عقائدهم التي نسخها الإسلام والغى مفعولها بحيث أصبحت ديانات غير مقبولة عند الله {إنَّ پدٌَينّ عٌندّ پلَّهٌ الإسًلامٍ}، {وّمّن يّبًتّغٌ غّيًرّ الإسًلامٌ دٌينْا فّلّن يٍقًبّلّ مٌنًهٍ وّهٍوّ فٌي الآخٌرّةٌ مٌنّ پًخّاسٌرٌينّ} الآيتان [آل عمران: 19 85]. انكم تحجون هذا العام وقد تداعت عليكم الأمم كما تتداعى الأكَلَةُ على قصعتها.. كما حذركم من ذلك قبل «1400» عام رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبركم انكم لستم قلة حينئذ.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل.. وان الله قد نزع مهابتكم من صدور أعدائكم. فهل لكم يا حجاج بيت الله ان تستشعروا هذا الخطر اليهودي، الصليبي، الوثني، العسكري الذي يتهددكم جميعا، فتجعلوا شطراً من دعائكم وتوسلكم الى ربكم جل وعلا.. ان يجمع كلمة المسلمين، قادة وشعوبا.. ويوحد صفوفكم ويخذل أعداءكم وينصركم عليهم نصراً مبيناً؟. إن الدعاء مخ العبادة.. كما جاء في الحديث.. ولذلك فمن واجب المجاهدين عليكم في فلسطين، وكشمير، والشيشان، وافغانستان، ان تساندوهم وتعاضدوهم بكل ما تملكون من امكانات مادية ومعنوية.. والدعاء لهم بالنصر والتمكين أهم ما يسدى اليهم في محنتهم التي يعيشونها اليوم.. وما يتهدد بلدان المسلمين من طمع الطامعين في ثرواتهم ومواقعهم الاستراتيجية التي يخططون الآن لاجتياح عدد منها.. ادعوا جماعات، أو فرادى، على الظالمين المعتدين.. ولكم في رسول الله أسوة حسنة.. وهذا الدعاء جزء من جهادكم في سبيل الله. لقد طغى أعداء الإسلام وبغوا.. ذبحوا الأطفال والشيوخ والنساء.. دمروا فلسطين.. جوعوا الشعب.. خنقوا حريته.. اذاقوه الذل والهوان.. وفعلوا مثل ذلك في كشمير وافغانستان والفلبين.. والدعاء وحده لا يكفي.. فلابد من اعداد وسائل الدفاع والكفاح والنضال. {وّأّعٌدٍَوا لّهٍم مَّا \سًتّطّعًتٍم مٌَن قٍوَّةُ} [الأنفال: 60] ان الدعاء استغاثة بالله ان ينزل نصره على عباده المسلمين وهو جزء هام من الإعداد للمعتدين الظالمين.