بالأمس القريب حملت لنا صباح ذلك اليوم خبرا مؤلما ومحزنا ومفجعا أحزن الجميع، وأبكم الطفل الصغير قبل الرجل الكبير. استيقظنا جميعا من أهل وأحبة وأصدقاء على هذه المصيبة على هذه الفاجعة الكبيرة، إنها فقد شاب فذ صالح تقي نقي عرف الله فخافه هو الشاب عبدالعزيز بن إبراهيم المحيميد -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان وأمطر على قبره وابل مغفرته ورحمته ورضوانه، وأنزله منازل الأبرار والشهداء، وجعل درجته في عليين- ذلك الشاب الذي عرف ببره بوالديه وبدماثة خلقه وطيب قلبه ونقاء سريرته وقربه من ربه، لم يعرف عنه أنه قد اشتكى منه أحد أو أساء إلى أحد يحمل قلباً طيباً ونفساً رفيعة وهمة عالية كان -رحمه الله - يتحلى بصفات المسلم الحق، فقد عرف عنه التواضع وحسن الخلق والسماحة والبشاشة ومحبة خدمة الآخرين ومحباً للتواصل مع الآخرين، ويتفاعل معهم في أفراحهم وأتراحهم إلى أن ودع هذه الحياة في أول شهر 7 عام 1437ه والكل يشهد له بذلك، رحل من هذه الدنيا الفانية بعد حياة أمضاها في عبادة الله عز وجل وبرحيله خسرت بلدة النخلات.. ومركز أمهات الذيابة واحدا من أبنائها الأوفياء البررة، وإن رحيله يعتبر خسارة لمجتمعه وبلدته وأهلها وأحبائه وأصدقائه، وكل من عرفه، رحل عن هذه الدنيا بعد أن زرع حبه في قلوب الجميع من أهله وأحبته، وبكى الجميع لفقده بكتك بلدتك حقولها.. رمالها.. أهاليها.. شيباً.. وشباناً.. نساءً.. وأطفالاً.. فقدك العاملون في حقولها. إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والحمد لله على قضائه وقدره. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يقبله ويجعله ممن أتى الله بقلب سليم.. نحسبه كذلك والله حسيبه.. أسأل الله الكريم أن يتجاوز عنه.. ويغفر ذنبه.. ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأسأله سبحانه أن يجمعه بأهله ومحبيه في الجنة.. اللهم آمين وهكذا ودعنا أخاً عزيزاً على قلوبنا. سيبقى حاضرا بيننا وفي قلوبنا ومعنا وإن غاب عنا فلن ينساه الجميع أبداً.. وعزائي لجميع أسرته.. وأخص بالعزاء والدته الغالية على الجميع أمد الله في عمرها.. على طاعته وزوجته الكريمة.. الله يجمع بينهما بخير في الجنة.. وعزائي لجميع محبيه.. وأقول رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان.. فمن الكريم إلى الكريم ولله الأمر من قبل ومن بعد.. والحمد لله على كل حال. ** **