نحن متفقون تماماً أنه عندما تتزامن مشاركة النادي مع مشاركة المنتخب فالأولوية وبدون نقاش هي للمنتخب الوطني وهو دائماً المقدم على الأندية. لكن عندما يكون المنتخب في برنامج إعداد وتفصلنا عدة شهور عن أقرب مشاركاته فيما يستعد النادي لتمثيل الكرة السعودية خارجياً هنا النادي يرتدي لباس المنتخب ومهمته وطنية أيضاً لذلك لابد وأن نقف معه بنفس القوة التي نقف فيها مع المنتخب. لذا فإن تطبيق نسبة ال 30% في مثل هذه الأحوال يبدو قاسياً على الأندية التي لم تقصر في خدمة المنتخب الوطني وربما تفرز عتباً متبادلاً بين الأندية ولجنة المنتخبات بما قد يؤثر سلباً على جماهير المنتخب التي هي جماهير الأندية!! لقد أسفنا جداً لخسارة الاتحاد والشباب في طهران والدوحة وتحسرنا على غياب الكرة السعودية عن تلكما البطولتين الآسيويتين لكن دورة الخليج فرضت وقتها تطبيق ال 30% على الفريقين والآن الظروف مختلفة وبالتالي فإن تحقيق مبدأ المساواة بين الأندية فيه ظلم للكرة السعودية التي تتطلع لأن تستعيد هيبتها على يد الأهلي والهلال في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية. أدرك تماماً أن قرار ال 30% نابع من الحرص على مصلحة منتخبنا الوطني لكن أرى أن التراجع عن هذا القرار وتكييفه بما يتناسب مع برامج المنتخب والأندية هو في صالح الكرة السعودية سواء على صعيد المنتخب أو الأندية وهذا ما نبحث عنه وهذا بالتأكيد أيضاً ما يبحث عنه الاتحاد السعودي لكرة القدم. زعيم العشر سنوات القادمة!! استشاط الهلاليون غضباً على التحكيم وعلى غياب الدوليين بعد الخروج من مسابقة كأس سمو ولي العهد فالفريق الزعيم لا يتقبل الهزائم ولا الإخفاقات وجماهيره لا يمكن أن تراه إلا في صورة الفريق البطل مهما عظمت أخطاء التحكيم ومهما عانت قائمته من غياب الدوليين التسعة!! ومع تقديري لدواعي الغضب الهلالي إلا أنه من الضروري جداً أن يتكيف الهلاليون مع الظروف المحيطة بفريقهم.. فأخطاء التحكيم ليست بالشيء الجديد وغياب الدوليين التسعة لاخيار فيه وفقدان فرص المنافسة على البطولات أمر لا مفر منه فهذا هو الحال وهذا هو قدر فريق المواهب والنجوم!! والأوضاع التي أسقطت الفريق الهلالي في مسابقة كأس سمو ولي العهد حتى إن كانت سيئة بالنسبة للفريق الهلالي إلا أنها أوضاع لا تخلو من الإيجابية ذلك أن تغييب الهلال بفعل تلك الظروف سيتيح فرصاً أوسع لفرق أخرى تحتاج لبطولة حتى ولو في غياب نجوم الآخرين لتعود فنياً ومعنوياً إلى ساحة المنافسة الحقيقية ولتخفف من حدة توترها و(حسدها) لتتمكن من التخطيط بهدوء لتطوير مستوياتها!! فيما لن تؤثر تلك الظروف على مكانة الفريق الأزرق حتى لو خرج هذا الموسم بلا بطولة فهو سيظل زعيما ولعشر سنوات قادمة على الأقل بفعل الفارق الكبير بينه والآخرين في سجل البطولات!! وغياب دوليية التسعة حتى وان تسبب في حجب الهلال مؤقتاً عن منصات التتويج إلا أنه سيعيد التسعة للأزرق وهم أكثر نضجاً وخبرة ومهارة تؤهل الفريق لأن يأكل الأخضر واليابس في المواسم المقبلة لكن على القائمين على الفريق استثمار هذا النقص بإتاحة الفرصة للعناصر الشابة لتمثيل الفريق بدلاً من تلك التي أكل عليها الدهر وشرب!! هذه ليست تعزية للهلاليين بل هو واقع لم يلتفت إليه الهلاليون لمرارة خسارة الظروف القاهرة!! وهذه ليست جبر خاطر للهلاليين الذين خرجوا من كأس سمو ولي العهد في غياب التسعة الذين كان يمكن أن يحملوا كأس سمو ولي العهد!! كما أنها ليست مرثية فارس يسقط لغياب نجومه مع المنتخب فيما ينهض المتفرجون على المنتخب!! هي محاولة لتفسير ظاهرة الهرم المقلوب!! خدمة أخرى يقدمها الهلال للمنتخب!! دخل الهلاليون طرفاً في قضية إبراهيم ماطر وقدموا عرضهم فرفعوا من قيمة هذا اللاعب في عيون النصراويين ودفعوهم لأن يقدموا له عرضاً بالملايين بعد أن كانوا قد استكثروا عليه حتى ال 15 ريالا!! وماطر لاعب موهوب ومؤدب جداً لم أكن أتمنى أن يوضع في مثل الموقف الذي وضع فيه ولذلك سعدت جداً بالعرض الهلالي الذي أعاد لماطر هيبته في البيت النصراوي وقدرت كثيراً الروح الهلالية الرياضية على هذه البادرة التي لم تكن نابعة من أغراض فنية فالوسط الهلالي زاخر بالنجوم ولن يضيف إليه ماطر جديداً يتناسب وحجم العرض الهلالي المقدم مع كامل التقدير لهذا اللاعب النجم. العرض الهلالي ساهم في توهج إبراهيم ماطر خلال مشاركته مع المنتخب في كأس الخليج ورد له اعتباره.. أما لمن سيلعب ماطر فهذا لا يهم بعد أن حقق العرض الهلالي أهدافه وقدم خدمة للمنتخب الوطني بضمانه لاستمرارية ونجومية وتألق هذا اللاعب. هذا نموذج لنوعية التنافس الشريف الذي يتعامل به الهلاليون مع الفريق النصراوي فرغم أن علاقة ماطر بالنصر بلغت حد القطيعة مما كان يهدد بخسارة الفريق النصراوي للاعب فاعل ومؤثر على مستوى الفريق إلا أن الهلاليين أعادوا الاتصالات من جديد بين اللاعب وناديه النصر بعرضهم الذي قدموه تحت شعار«عرض المساعي الحميدة»!! بالمنشار!! * * أندية أوروبا منعت لاعبي المنتخب البرازيلي المحترفين فيها من المشاركة معه في الوديات مما حرم منتخبنا من خوض تجربة أشد قوة وأكثر فائدة!! * * يقولون لجنة الاحتراف تفكر في تعديل ال 28 سنة لتصبح 30 سنة بعد أن شعرت بالذنب لانتقال خميس العويران وما ترتب عليه من مبالغ كانت لصالح اللاعب أكثر من ناديه الذي رعاه إلى أن أصبح دولياً له قيمته الفنية!! يعني (الطقة صارت بروس) الهلاليين!! (معليش متعودين) على أن يكونوا بداية التجارب على كل ما هو جديد.. وهذه التجربة لا تختلف عن تجربة الاحتجاج الذي تم قبوله وإيقاف اللاعب لكن النتيجة تم تثبيتها!! على (طاري) الهلال (ليه دائم) أموره قابلة للتأجيل؟ فتح مظاريف ماطر تأجل!! الاحتجاج على الشباب تأجل البت فيه!! يمكن صدفة!! * * (فيه محللين رياضيين) يتحدثون بحسب مشاعرهم وليس وفق رؤية فنية وهؤلاء ذكروني بصديق كنت أشاهد معه مباراة منتخبنا مع قطر في نهائي كأس الخليج ومع دخول الربع ساعة الأخير من المباراة سألته هل تتوقع فوز المنتخب فأجاب محبطاً: «لو يجي منتخب البرازيل ما سوى شي في هالربع ساعة»!! ومن يومها صرت أسميه (زاجالو)!! * * يقول مدرب النصر: سأجعل من النصر فريقاً لا يهزم لكني لا أعد الجماهير ببطولة.. هذا تصريح أو لغز؟!! * * بعد الفوز على الهلال في كأس سمو ولي العهد قاطع لاعبو الطائي التدريبات فخرجوا من المسابقة أمام الأنصار فقد اكتفوا بإنجازهم الذي حققوه على الصف الثالث الهلالي!! * * الكاتب المغربي الشهير محمد بنيس كتب عن عدم ارتياحه للون الأصفر لأن منه الضحكة الصفراء والصحف الصفراء ولأن الاصفرار عند الإنسان من أعراض المرض وصفار البيض يزيد من الكوليسترول وحيث إن الأصفر لون الصحراء صار العالم يحارب التصحر وقال إن أصفر البرازيل لو لم يزينه الأزرق لانفضح أمام العالم!! * * انسحاب الفريق السعودي الذي لا يتمكن من المشاركة بطاقمه المثالي في البطولات الخارجية بالتأكيد هو قرار يحفظ سمعة الكرة السعودية التي تسيطر على غالبية بطولات الأندية الخليجية والعربية والآسيوية!! نلتقي على خير إن شاء الله بعد إجازة العيد وكل عام وأنتم بخير.