لقيت حكومة الرئيس جورج بوش انتقادات نادرة في صفوف الجمهوريين لسياستها الخارجية يوم الثلاثاء حينما أثار مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ تساؤلات بشأن استراتيجيتها في افغانستان وتعبيراتها في «الحرب على الارهاب». واتهم السناتور تشوك هاجل الجمهوري عن نبراسكا اعضاء حكومة بوش باتخاذ موقف متعجرف من الحلفاء الأوروبيين لواشنطن واستخدام تعبيرات قد يكون لها عواقب وخيمة على الولاياتالمتحدة. وكان هاجل يشير بذلك إلى استخدام الرئيس بوش تعبير «محور الشر» في وصف ايران والعراق وكوريا الشمالية مع تهديد ضمني ان الولاياتالمتحدة سوف تتخذ اجراءات لم يفصح عنها لمعاقبة هذه الدول. وتجادل حكومة بوش بأن الحكومات الثلاث تسعى لاكتساب اسلحة للدمار الشامل وتساند «الارهاب». وتنفي الدول الثلاث هذه المزاعم. وقال السناتور ريتشارد لوجار الجمهوري من انديانا انه يخشى ان تتحول افغانستان إلى وضع «المقعد العاجز تماما» إذا لم تقدم الولاياتالمتحدة مزيدا من المعونات الاقتصادية والعسكرية لزعيم الحكومة الافغانية المؤقتة حامد قرضاي. ودافع وزير الخارجية كولن باول عن مفهوم «محور الشر» ورفض استبعاد توجيه ضربات وقائية كمسألة مبدأ. وقال باول للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة استماع بشأن ميزانية وزارة الخارجية لعام 2003 «هذه انظمة خطيرة جدا ولا يكفي مجرد القول انها انظمة خطيرة.. سيكون لزاما اتخاذ اجراء». واستدرك بقوله «ولا يعني ذلك ان الحرب ستبدأ غدا أو اننا سنغزو احدا، انه قد يعني في الاجل القصير التركيز على السياسة التي وضعناها فيما يتعلق بكل من الدول الثلاث». وأضاف قوله «انه لا يعني اننا مستعدون لغزو احد ولا اننا غير مستعدين للدخول في حوار ولكن على العكس من ذلك». وكانت الولاياتالمتحدة عرضت اجراء حوار مع ايرانوكوريا الشمالية. وتقول ايران انه يجب على الولاياتالمتحدة ان تلغي العقوبات اولا بينما تعترض كوريا الشمالية على طلب واشنطن ان يشمل الحوار القوات العسكرية التقليدية. وقال هاجل انه بالحديث عن «محور الشر» فإن حكومة بوش تخلق توقعات قد تأسف للاضطرار إلى الوفاء بها. واستشهد بحرب فيتنام قائلا ان حكومة ليندون جونسون وجدت من المستحيل تخليص الولاياتالمتحدة من ذلك الصراع.وأضاف قوله «لقد ساورني بعض القلق من موقف المتعجرف الذي سمعته من هذه الحكومة «الامريكية».. الافعال والكلمات لها عواقب تكون وخيمة جدا في وقت لم يبق فيه سوى هامش ضئيل للخطأ». وانتقد لوجار الحكومة الامريكية لرفضها الانضمام إلى قوة المساعدة الامنية الدولية في افغانستان التي تهيمن عليها قوات اوروبية. وقال لوجار «هذه «افغانستان» يجب ان تكون لنا مثل المانيا الغربية، يجب ان تكون إشارة إلى اننا نعرف حقا كيف نعرض شيئا على ذلك الجزء من العالم يتحدث عن حقوق الانسان والديمقراطية والنجاح الاقتصادي مقارنة بوضع المقعد العاجز الذي اخشى ان تتحول إليه». وقال اعضاء ديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية انهم يعتقدون ان حكومة بوش أخطأت بطلبها زيادة غير متناسبة في انفاق وزارة الدفاع لعام 2003 في حين طلبت زيادة اقل كثيرا للميزانية الاصغر لوزارة الخارجية.