حث الرئيس الامريكي جورج بوش الكونجرس يوم الاثنين على تسليح القوات الامريكية من اجل نوع جديد من الحرب على ما اسماه الجماعات الارهابية والدول المعادية إذ قدم إليه ميزانية قدرها 379 مليار دولار تحتوي على اكبر زيادة في انفاق وزارة الدفاع منذ 21 عاما، وعلى الرغم من الجدال الدائر حول خطة بوش للدفاع الصاروخي فإن مسؤولين امريكيين قالوا انه من المرجح ان يوافق الكونجرس على جزء كبير من الزيادة التي طلبها الرئيس وهي 48 مليار دولار في ميزانية عام 2003 في اعقاب الهجمات على امريكا في 11 من سبتمبر/ايلول وعقد من تخفيضات الانفاق بعد نهاية الحرب الباردة، واقترح بوش موفياً بوعوده في الحملات الانتخابية بتعزيز الدفاعات ميزانية تتنبأ بانفاق عسكري مجمع جديد يبلغ اجمالا 423 مليار دولار في الفترة بين عامي 2002 و2007، وتزيد ميزانية الدفاع الامريكية بالفعل عن مجمل الانفاق العسكري للخمس عشرة الذين يلونها في العالم بما فيهم روسيا والصين وحلفاؤها الرئيسيون في حلف شمال الاطلسي، ومع ان جانبا كبيرا من الاموال الاضافية يذهب إلى تحسين احوال المعيشة والرواتب للعسكريين فإنه كان هناك تأكيد جديد على بناء اسلحة تتسم بدقة الاصابة وطائرات بلا طيار وطائرات مقاتلة تكتيكية، وقال بوش ان الهدف من ذلك بناء قوة «اكبر نشاطا وحركية» للانتشار في مواجهة عدو جديد والجماعات الارهابية والدول التي تساندها والتي تسعى لامتلاك اسلحة للدمار الشامل، وقال بوش لجمع في قاعدة الجين الجوية في فلوريدا «نحن متحدون في واشنطن في الفوز في هذه الحرب «على الارهاب»، وأحد الطرق للتعبير عن وحدتنا هو ان يجعل الكونجرس من الميزانية العسكرية، ، الدفاع عن الولاياتالمتحدة، ، الاولوية الأولى وان يقدم التمويل الكامل لما اطلبه»، وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في مؤتمر صحفي «من الواضح جدا ان ميزانية الدفاع رخيصة إذا قارنها المرء بوضع أمننا في خطر وحياتنا في خطر وبلادنا في خطر وحرياتنا في خطر»، وترفع توقعات بوش للسنوات الخمس القادمة الانفاق العسكري بمقدار 120 مليار دولار إلى 451 مليار دولار بحلول عام 2007 في وقت من المتوقع ان يزداد فيه عجز الميزانيات الاتحادية مع التخفيضات الضريبية، وتخصص الميزانية 29 مليار دولار للحرب على الارهاب وتسعة مليارات دولار للاسلحة غير التقليدية مثل طائرات التجسس بلا طيار التي تحمل صواريخ ونظام اتصالات الليزر للقوات، وقال بوش «ان هذه اللحظة التاريخية هذه الفرصة العظيمة للكفاح من اجل الحرية وتعزيز السلام على الاجل الطويل تتطلب جيشا قويا ويجب ان نبقيه قويا باستثمارات جديدة في المعدات، ، وباجتذاب وتدريب افضل وابرع العناصر في بلدنا»، وتقضي الميزانية بإعادة تزويد القوات الجوية بآلاف من القنابل الموجهة بالليزر التي استخدمت في افغانستان وتحويل اربع غواصات من الحرب الباردة بنيت لاطلاق صواريخ نووية طويلة المدى لتطلق بدلا من ذلك صواريخ كروز التقليدية، ووفق توقعات البنتاجون فإن الانفاق العسكري قد يرتفع إلى 9، 387 ملياردولار عام 2004 و8، 408 مليار دولار عام 2005 و6، 429 مليار دولار عام 2006 و4، 451 مليار دولار عام 2007، وتعكس خطة بوش دعوة رامسفيلد إلى زيادة الانفاق على الاسلحة العالية التقنية وتحديث استراتيجية ما بعد الحرب الباردة لحماية الأمة من «المجهول غير المتصور وغير المتوقع وغير المؤكد»، وكان بوش والكونجرس اتفقوا على انه يجب ان يحصل الجيش على اسلحة وتكنولوجيات واستراتيجيات جديدة من اجل مكافحة «الارهابيين» امثال شبكة القاعدة لاسامة بن لادن، وقال مسؤول عسكري كبير ان الحرب على الارهاب تكلف الولاياتالمتحدة 8، 1 مليار دولار شهريا وفق التقديرات المتحفظة معظمها في افغانستان، وتبلغ ميزانية البنتاجون 3، 379 مليار دولار منها اقتراح بوش تخصيص عشرة مليارات دولار تمويلا طارئا لمكافحة الارهاب، ويخصص بوش 8، 7 مليارات دولار لنظام الدفاع الصاروخي وذلك دون تغير عن العام الحالي، لكن منتقدين للمشروع يستشهدون بتقدير لمكتب الميزانية في الكونجرس بأن النظام يمكن ان يتكلف 238 مليار دولار خلال ما يتراوح من 15 إلى 25 عاما قادمة، كما يقترح بوش زيادة الانفاق بأكبر من المثلين على الامن الداخلي ليصل إلى 7، 37 مليار دولار في عام 2003 بما في ذلك 9، 5 مليارات دولار لمكافحة الهجمات الارهابية باستخدام مواد بيولوجية و6، 10 مليارات دولار للمساعدة في منع الارهابيين من دخول البلاد، ووصف كبير مسؤولي الميزانية في البيت الابيض ميتشل دانييلز هذه الزيادات بأنها «غير قابلة للتفاوض»،