يواصل نابهون ومدَّعو نباهة على امتداد الوطن العربي الاعراب عن الاعجاب والتقدير لمواقف المملكة العربية السعودية خاصة في هذه (الليلة الظلماء) التي يخيم ظلامها على كل الامة بلا استثناء، وبنسب حلكة متفاوته، تبعا للمسافات التي تفصلهم عن القدس الشريف والاقصى المبارك!! أتابع كلمات الاطراء والاشادة التي تعج بها الصحافة العربية على السعودية الشقيقة قيادة وشعبا، واشفق حقا على بعض البسطاء الطيبين الذين يكتبون فيمتدحون، وعلى نحو يبدو الامر معه وكأن الموقف السعودي الحالي من قضية فلسطين وسائر قضايا المنطقة، موقف جديد، وانقم على بعض الخبثاء والمرضى الذين يكتبون فيمتدحون كذلك، ولكن على نحو يرمون معه وفقا لأوهامهم الى دفع السعودية الشقيقة نحو قطيعة مع الولاياتالمتحدة ظنا منهم بأن السعودية هي من الدول التي (يخف وزنها ويكبر رأسها) تحت وطأة المديح، فتتصرف بلا حكمة او اتزان!! وأُكبر في المقابل اولئك الصادقين الاوفياء المخلصين لمبادئهم وللحق، ممن قالوا لا ويقولون اليوم وكل يوم في السعودية بعض ما هو فيها من خصال الصدق والوفاء للامة كل الامة لا بل وجاهزيتها التي لا حدود لها في بذل كل ما هو ممكن مالا ورجالا ومواقف، دفاعا عن كل قضايا العرب والمسلمين على امتداد التاريخ! ليست السعودية بحاجة لشهادة من احد، فأموالها الطائلة التي انفقت من اجل العرب والمسلمين، وقضاياهم منذ العام 1936 وحتى اليوم ورجالها الذين هبوا جنودا للحق ودفاعا عن الحق بعد هزيمة حزيران عام 1967، ورأيتهم هنا في جنوب بلدي الاردن، جنبا الى جنب مع الجيش الاردني، وموقفها التاريخي الصلب الذي لا يتناساه الا من استوطن الجحود صدره والتلف ضميره ابان حرب عام 1973، ونفطها الذي يحسدها الكثيرون عليه وقد صار سلاح الامة الاول في ذلك العام، ودفاعها الصادق الجريء عن عروبة فلسطين ونصرتها لشعبها ودعمها لكل ناطق بالعربية، وشاهد بأن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، وموقفها الماثل اليوم الذي يشكل حلقة بسيطة في سيرة مواقفها الاصيلة الصادقة، وغير ذلك كثير، هي بحق شهادات من العار على من يعرفونها حق المعرفة نكرانها او تناسيها تحت وطأة حقد او غيرة او حسد! نعم السعودية ليست بحاجة الى شهادة من احد لا مني ولا من غيري، فالتاريخ له ضمير لا يمكن تزويره وهو لها ولصالحها دونما ادنى شك، اما المزايدون الموسميون ممن يحاولون اليوم البحث عن صكوك غفران من جراء ما اقترفت اقلامهم وألسنتهم بحق السعودية عبر عقود عربية مُرّة خلت، فعليهم في تقديري ان يتلمسوا رؤوسهم جيدا وان يتيقنوا من انهم ومهما توهموا انهم كبار واعون ونابهون، كانوا صغارا الى الحد الذي اساءوا معه فهم بلد عربي اصيل ذي وزن وحضور ومكانة، اكبر بكثير مما قد يتصورون، ففي الرياض عروبة، فيها عقل وحكمة، وفيها رجولة ذات معنى يطول شرحه، لكنه باختصار، تعبير عن رجولة الفارس العربي الشهم الذي لا ينطق بما يعيب، ولا يقدم على ما يعيب، يعفو عند المقدرة ويرفض الذل والضيم مهما كان ثمن الرفض، ومن هنا تتخذ السعودية موقفها الماثل اليوم انحيازا كاملا للحق وللعروبة وللاسلام والعدل، وهذا هو شأنها دوما، فهل يتعلم الصغار والسطحيون وأدعياء المعرفة في دنيا العرب، من هي السعودية؟ ومن هو الشعب السعودي؟ هل باتوا يعرفون من هو (مع حفظ الالقاب) فهد بن عبدالعزيز، وعبدالله بن عبدالعزيز، وسلطان بن عبدالعزيز، ونايف وسلمان وسعود وبندر وكل الامراء العرب الاجلاء؟ نأمل ذلك وللحديث بقية إن كتب الله لنا حياة.