العلاقة السياسية والدبلوماسية السعودية المصرية علاقة أخوية مصيرية ثابتة لا تهزّها الرياح المغرضة العاتية ولا تعيقها مؤامرات الحاقدين والمغرضين. هي حقاً علاقة سياسية ودبلوماسية ناضجة وفاعلة تتعامل مع الأحداث والتحديات والتطورات التي تحيق بالمنطقة وبالدول والشعوب العربية بمنطق الحكمة والوعي والرأي الثنائي الرشيد مرتكزة على آليات وأدوات الحركة السياسية الفاعلة التي تتوخى الحفاظ على مصالح وأهداف الأمتين العربية والإسلامية. لذا عبرت الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله إلى فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن المشاعر الحقيقية الأخوية الصادقة التي تكنها المملكة حكومة وشعباً لحكومة وشعب دولة مصر الشقيقة. وجاءت رسالة الملك عبدالله لتؤكد مرة أخرى وبشكل قاطع على عمق ومتانة علاقة الشراكة الإستراتيجية الثنائية التي تربط المملكة بدولة مصر منذ عقود طويلة. ولا شك أن موقف المملكة السياسي المؤيد والداعم للدبلوماسية السياسية المصرية على المستوى العربي لا يقل عن دعمها السياسي والدبلوماسي للجهود والمساعي المصرية الثنائية الهادفة إلى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والعمل على أن تتجاوز كافة الأطراف الفلسطينية للخلافات البينية التي أضرت بمصالح القضية الفلسطينية وأرهقت الشعب الفلسطيني. من هنا جاءت رسالة الملك عبدالله - الملك الإنسان، فارس الأمن والسلام والاستقرار - مشيدة بدولة مصر العروبة (كما أشار يحفظه الله) وقيادتها الحكيمة ودورها التاريخي لإيجاد حل للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، مؤكداً يرعاه الله على (أن المصالحة حكم فيها العقل، ونبذ غرائز النفس الأمارة بالسوء، وهوى الشيطان، مشيراً (أيده الله) إلى أنه قد آن الأوان لأن يقول الفلسطينيون لأمتهم العربية والإسلامية، بل وللعالم أجمع، أنهم أكبر من الجراح، وأعلى من الخصومة، والأقدر على المصالحة. نعم هذه هي الرسالة المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، وهذا هو موقف المملكة الأخوي من شقيقتها دولة مصر العروبة، التي كما أشار فيها أيده الله، كان ولا زال لها دور تاريخي مؤمل منها تصدت إليه وأثبتت كما هي عادتها عن عزمها المستمر على إيجاد حل للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، لم يعرف الملل ولا الكلل ولا الضعف، دربه إلى عقل القاهرة المتيقظ). نعم لقد ثابرت قيادة مصر السياسية الحكيمة على ممارسة دورها التاريخي العربي مرتكزة على ضمير الحكمة ومنطق العقل، اللذين كانا فرسي رهان عجزت أن تلحق بهما، أو تثنيهما عقبات الطريق، وعثرات الحاقدين، الكارهين لأمتنا العربية والإسلامية عن كسب رهان، الخاسرون فيه من لا يرجون لأمتنا العزة، ووحدة الصف، وبلوغ الهدف. إن الشراكة السياسية الإستراتيجية المصيرية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ودولة مصر الشقيقة إستراتيجية ثنائية هادفة تهدف كما وتحرص على مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالأمة العربية والإسلامية بقوة المنطق والحكمة والتروي، وهي لعمري شراكة إستراتيجية تاريخية وثيقة لا يمكن أن تخترقها قوى الشر والعدوان، ولا يمكن أن تعيقها مؤامرات الحاقدين المغرضين ممن تمنطقوا بمنطق الفرقة والتشتت والتباعد وتأطير الخلاف. لقد تصدت المملكة ودولة مصر الشقيقة منذ عقود طويلة لكافة التحديات والمخاطر والمؤامرات التي حاكها الأعداء والخصوم للدول والشعوب العربية والإسلامية، وذلك انطلاقاً من قناعة ثنائية بالدور التاريخي المصيري المناط بهما، ومن حرصهما الأكيد الحفاظ على مصالح وأهداف وأمن واستقرار الدول والشعوب العربية والإسلامية. وجاء ذلك التصدي السعودي المصري الصلب وتبلورت تلك المواقف النبيلة انطلاقاً من وحدة الهدف والصف والرؤيا والغايات الأصيلة التي تعبر عن معدن الدولتين الأصيل وغايتهما الشريفة المخلصة. هذا هو موقف المملكة حكومة وشعباً، وهذه هي سياساتها العربية الراسخة، وهذه هي دبلوماسيتها الأخوية الفاعلة ومواقفها المصيرية والتاريخية من كافة القضايا والمشاكل التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية.