في بحر أسبوع واحد، صدرت من عدد من كبار المسؤولين الغربيين، أمريكيين وأوربيين تصريحات وأقوال جميعها تحذيرات موجهة للإسرائيليين وللإدارة الأمريكية. التحذيرات التي أهمها قول الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون الموجه للإسرائيليين محذرهم من اغتيال حلم السلام. وزيرة خارجية كلينتون مادلين أولبرايت أيضاً وجهت تحذيرات مباشرة ولكن لإدارة بلادها برئاسة جورج بوش الابن الذي حمّلته مسؤولية الإخفاق والفشل الذريع في الشرق الأوسط وان إدارته تمضي من إخفاق إلى اخفاق مما يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار والعنف. مادلين ودون أن تفصح عن التفاهم الأمريكي الإسرائيلي بالتخلص من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قالت إن عرفات هو زعيم الشعب الفلسطيني وان هذا الشعب هو الذي اختاره ليس دورنا أن نختار زعيماً للشعب الفلسطيني وعلينا أن نتعامل مع القادة الذين يحكمون إذ ليس لدينا خيارات أخرى. قول مادلين أولبرايت هذا يأخذ بعداً آخر، حينما نجد صدى له في الجانب الآخر من الأطلسي حيث أوروبا فقد اشتكت مجموعة من النواب الأوربيين بلجيكيين وإيطاليين وفرنسيين من قصور النظرة الأمريكية والسقوط التام للسياسة الأمريكية في «الحضن الإسرائيلي» الذي يقوده جنرال يمكن ببساطة وصفه جنرال إرهاب..!! هذا القول يقره تماماً النائب العمالي في مجلس العموم البريطاني ديريك وات الذي وصف إسرائيل بأنها دولة إرهابية متهما الاعلام الغربي بالوقوف إلى جانبها. تداول هذه الأقوال والتصريحات لرجال السياسة الأمريكيين والأوربيين ليس من باب صحوة ضمير.. وعودة للحق.. بل جاءت لأن هؤلاء الساسة والبرلمانيين يستشعرون خطراً حقيقياً بعد أن بدأ الأمريكيون والاسرائيليون يترجمون مخططاً إسرائيلياً كان أرييل شارون قد ناقشه في زيارته الأخيرة لواشنطن مع جورج بوش الابن واستكمله مع المستشارين والوزراء الأمريكيين الآخرين. مخطط شارون الذي حصل على الموافقة الأمريكية ترجم على أرض فلسطين كل يوم اضافة جديدة له والذي سيتم الكشف عن أبعاده واضافاته الجديدة في بحر هذا الاسبوع والذي سيصل به الأمر إلى طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد إلغاء السلطة الفلسطينية واذا لم يستجب عرفات إلى ضغوط ابعاده من فلسطين بعد أن فشلت المحاولات الإسرائيلية بإسكاته بعد فرض الحجر عليه في مقر الرئاسة في رام الله فإن المخطط الاسرائيلي يصل في إجرامه إلى اغتيال الرئيس الفلسطيني. الذي يتابع ما ينشر في الصحف الإسرائيلية والمواقع الإلكترونية لتلك الصحف يلمس إشارات وتحريضاً إسرائيلياً للفلسطينيين من ياسر عرفات وهذا ما يجعل الفلسطينيين يتخوفون بشدة من اقتراب الخطر الحقيقي من ياسر عرفات وأن الدائرة بدأت تضيق من حوله وبتشجيع أمريكي بدأ الأوروبيون والأمريكيون أنفسهم بتحذير قياداتهم السياسية من ارتكابه حتى لا تتسع الآثام الأمريكية من خلال مزيد من الارتماء في حضن الإسرائيليين المهيمن عليه جنرال متخصص بالإرهاب.
