مع انتهاء الفصل الدراسي الأول, واتضاح نتائج الجهد الذي بذله المعلمون والمعلمات من أجل استمرار التعليم عن بعد -وسط جائحة كورونا- يتأكد أنَّ التدريس (رسالة) وليس مجرَّد مهنة أو (لقمة عيش), فصور التفاني والجهد المضاعف الذي بذله المعلمون والمعلمات طوال المُدَّة الماضية, لترك بصمة رائدة ورائعة, وتجاوز كل الصعوبات التقنية والظروف العائلية للتكيّف من أجل تحقيق هذه الرسالة, يحسم -برأيي- الجدل السابق حول اعتبار التدريس مهنة أم رسالة؟ معلمو ومعلمات 2020م جدَّدوا المشهد بكل ثقة, وأعادوا ذكريات أجيال سابقة لمربين ومعلمين تكبَّدوا المتاعب من أجل إيصال رسالة التعليم فيما مضى على أكمل وجه, فقد أزال هؤلاء كثيراً من الغبش حول الصورة, في وقت كدنا فيه أن نُحمِّل المعلم الحالي المسؤولية الكاملة عن ضعف هيبته وشخصيته أمام أبنائه الطلاب، باعتبار أنَّ تنظيمات وتعليمات وزارة التعليم مهما بلغت لا تمنح مكانة وقيمة للمعلم, في حال كان هو في الأصل فاقداً لهذه الخصلة والصفة التربوية, ولكنَّ الأداء المشرِّف لعموم المعلمين والمعلمات, وتكيُّفهم مع الظروف المحيطة واحتياطات كورونا بامتياز, مع تفانيهم بما يضمن استمرار العملية التربوية والتعليمية, لمسه كل بيت, وشعر به كل أب وأم, ووقع موقع التقدير والثناء من عموم المجتمع. الطالب اليوم شعر بقرب المعلم منه, وأهمية دوره ووجوده في حياته, فكيف نحافظ على هذه الإيجابية غداً؟ عندما يعود الجميع لصفوف الدراسة حضورياً, وتتصاعد التحديات من جديد؟ وعلى دروب الخير نلتقي.