** رغم الظروف الصعبة التي واجهها القطاع السياحي المحلي بسبب جائحة كرونا إلا أن وزارة السياحة نجحت إلى حد كبير في إنعاش السوق، وهو خيار مناسب باعتبار أن الطلب المحلي يمكن أن يكون مخرجاً جيداً لمعاودة نشاط القطاع، وإن كان جذب السياح الأجانب هدفاً مهماً، إلا أن إنعاش الطلب الداخلي حل يشكل أهمية وحل ضروري في ظل الحصار الكوني على البشر من فايروس كرونا. ** يبدو أن عملاً كبيراً يتم بقيادة الوزير أحمد الخطيب داخل أورقه وزارة السياحة التي فضلت العمل بهدوء وبعيداً عن الضجيج، حتى تكون النتائج ناضجة وبما يتواءم مع المقدرات التاريخية والحضارية التي يمكن أن تشكٍّل أحد أهم عوامل تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. ** السياحة بمكوناتها المختلفة ليست فقط فندقاً وسيارة تكسي تجوب المدن، السياحة ثقافة وصورة ذهنية تنقل البلد إلى معالم وعوالم واسعة جداً وإلى ثقافات ولغات متعددة، 80 % من السياح على مستوى العالم يفضّلون السفر إلى لأماكن التراثية والحضارية والوجهات البحرية، ونحن على ثقة أن الوزارة تخطّط وفق هذا المنهج وبما يستلهم كل عوامل النجاح لتقديم السياحة السعودية بما يليق بمكوناتها وبعراقتها وتاريخها. ** القطاع السياحي سيستقبل خلال الثلاث السنوات القادمة نحو 220 ملياراً كاستثمارات جديدة، وهذه بالتأكيد سيكون لها أثر إيجابي كبير على مفاصل القطاع وبيئة الاستثمار فيه وخلق أنشطة جديدة خدمية ولوجستية للقطاع، وبالتالي زيادة مساهمته في الناتج المحلي التي ينتظر أن تصل إلى 10% كما هو مستهدف في رؤية المملكة 2030، وكذلك بما ينعكس على فرص العمل لاسيما وأن الوزارة تستعد لإطلاق إستراتيجية تطوير رأس المال البشري، عبر 15 برنامجاً خلال العام 2021، وهذا يدعم مستهدفات التوطين التي تسعى الوزارة لتحقيقها بتوفير نحو مليون وظيفة جديدة حتى 2030 .