من تعوَّد التشكيك في منجزات الآخرين والتقليل منها، فلن يكف عن البحث عن زاوية يطل منها لو تغيرت الوقائع وظهرت أي مستجدات، فعلي سبيل المثال كان البعض يتهم فريقاً ما بأنه لا يفوز إلا بالتحكيم، وظلوا لسنوات طوال يرددون ذلك - وهم في الحقيقة يخدعون أنفسهم ويبحثون عن مبررات سهلة لتقديمها لجماهيرهم - وكانوا يطالبون بالحكم الأجنبي ويلحون في ذلك، وعندما جاء الحكم الأجنبي واصل الفريق حضوره وبطولاته ولم يتوقف كما كانوا يزعمون، وعندما جاءت تقنية الVAR قالوا إنها سوف تكشف كل شيء، وقد كان ذلك بالفعل، حيث كشفت أن البطل بطلٌ مهما طاله من تشكيك، وأكدت أن السوالف القديمة ما هي إلا مبررات، وأن الشمس لا تغطى بغربال. وعلى ذكر VAR فعندما تم البدء بتطبيق تقنية الفار في المنافسات المحلية قبل موسمين، «انتظر الجميع أن تضع التقنية حداً لمشاكل التحكيم واحتجاجات الأندية ومدرجاتها المتواصلة على الصافرة، توقع الجميع أيضاً أن تكون الأخطاء من الماضي، وأن الحالات الجدلية سوف تنتهي إلى الأبد، وأن الجميع سيخرج من الملعب وهو مقتنع بقرارات الحكم ومساعديه، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فما زالت الاحتجاجات متواصلة، وما زالت الأخطاء تطل برأسها وتؤثر في النتائج، ومن كان يحتج بالأمس على التحكيم أصبح اليوم يحتج على التحكيم والفار» وبمتابعة للمباريات الأخيرة يجد تناقضاً في اتخاذ القرار لحالات متشابهة، رغم العودة لVAR وهو أمر يثير التساؤل، فهل المشكلة في التقنية أم في القائمين عليها، وهل يمكن أن يكون لنص القانون تفسيران مختلفان، وكل حكم يأخذ بتفسيره، ومن يعوض الأندية عن هذا التناقض؟ وهل تدرب الحكام على التقنية بشكل كاف؟ ثمة سؤال قديم طرحته في هذه الزاوية قلت فيه: «هل يحتاج حكام VAR إلى تقنية VAR أيضاً؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه بعضهم اليوم، ومردهم في ذلك إلى أخطاء حكام غرفة الفار المتواصلة، ووقوعهم في متناقضات ما كان يجب عليهم أن يقعوا فيها، وإن كان المعذرون يقولون في السابق إن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية، ومن زاوية واحدة فقط، فحكام الفار اليوم يأخذون وقتهم في المتابعة ولديهم زوايا مختلفة يحكمون فيها على اللقطة المنظورة!! والأغرب من ذلك أيضاً أن يقع الحكم في الخطأ عندما يعود لمشاهدة اللقطة رغم أن الجميع - بمن فيهم متخصصون وغرفة الفار - يتفق على وجود ما يخالف رأيه، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب». هنا أدرك أن التقنية لن تضع حداً للأخطاء، ليس في كرة القدم فقط بل في كل المجالات والشئون، فالبشر هم من يدير التقنية، وهم من يحدد معالم نجاحها من عدم ذلك، وحتى نضمن نجاح التقنية التي تسعى لضمانِ العدالة في ملاعب كرة القدم، فإن على القائمين على أمر التحكيم، اختيار الأفضل والأقل أخطاءً وتدريبهم، وعقد شراكات مع الاتحادات الأخرى لتبادل التجارب في هذا الشأن. قد نقبل على مضض أن يخطئ الحكم لأنه يقرر في جزء من الثانية، لكن أن يخطئ من يشاهد اللقطة مرتين وثلاث ومن كل الزوايا فهذا غير معقول ولا مقبول إطلاقاً. - من الممكن أن يريح مدرب ما لاعبيه المهمين قبل مباراة حاسمة في منافسة مختلفة، إذا كان يملك البديل كما كان يفعل مدرب الهلال قبل النهائي الآسيوي مثلاً، لكن أن يريح مدرب لاعبيه من أجل مباراة قيمتها في النهاية (3) نقاط من أجل مباراة أخرى في نفس المسابقة وبنفس القيمة النقطية، فهذا إما يرى أن الفوز في المباراة التالية إنجازاً، أو أنه يعمل تحت ضغوط، تجعله يرى ذلك وينفذه وإن لم يكن على قناعة به. - الشباب يحتاج إلى عمل كبير في فترة التسجيل الشتوية. - والهلال يحتاج إلى بديل مناسب لخربين. - بعض الإعلاميين يصفقون لأي صفقة تعقدها إدارات أنديتهم ويلهجون بالثناء عليها، دون النظر إلى المستوى الفني للاعب المنتقل، أو مدى حاجة الفريق الفعلية إليه، وعندما يفشل اللاعب يعودون للقول لماذا تم التعاقد معه ويطالبون بإبعاده.