استضاف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، خلال «اثنينية الحوار» التي نظَّمها أمس -عن بعد-، الملحق الثقافي السعودي لدى المملكة المتحدة الدكتورة أمل فطاني، وأستاذ اللغويات التطبيقية ومؤسس مركز التدريب والأبحاث الثقافية OITER الدكتور فارس اللحيان، وذلك لتسليط الضوء على دور الابتعاث في تعزيز الحوار والتواصل الحضاري مع الآخر المختلف دينياً وثقافياً بعنوان: «الابتعاث.. الحوار الحضاري». واستهلت الدكتورة أمل فطاني اللقاء الذي أداره علي الشهري، بالتأكيد على أن الابتعاث يعد أحد الأمور المؤثرة في حوار الحضارات، فهو يكسب المبتعثين القدرة على الحوار الجيد والتفاعل المثمر مع الآخرين، ويساهم في إيجاد ثقافة الحوار الجيد والتفاعل المثمر والمفيد والسليم مع الآخر، لافتة إلى أهمية الابتعاث في تعزيز الحوار الحضاري والثقافي، الذي من خلاله يطلع المبتعثون على الثقافات العامة ويأخذون منها ما يناسب مجتمعهم وقيمهم وأخلاقياتهم. وأشارت الدكتورة فطاني إلى أهمية أن يكون كل مواطن سفيراً لوطنه لبناء وتعزيز صورة ذهنية حقيقية وإيجابية عنه في الخارج، وتصحيح الكثير من الصور المغلوطة عن المملكة في الخارج، وتقديم منجزاتها الحضارية والنهضة التي تمر بها، وإبراز دورها الرائد في التعايش وبناء السلام العالمي تماشياً مع رؤية السعودية 2030، لافتة إلى أهمية الحديث عن تلك المنجزات والفخر بها خلال فترة الابتعاث. وأكَّدت فطاني على أهمية الحوار الحضاري والثقافي ووسائل نجاحه، وذلك من خلال التمسك بالهوية الوطنية وفهم الآخر والتفاعل معه بشكل إيجابي، من خلال المفاهيم الإنسانية المشتركة، مشيرة إلى أهمية استثمار فرصة الابتعاث، في إعطاء الصورة المشرّفة عن الشاب السعودي، ليسهموا في خدمة وطنهم من خلال مشاركتهم في خطط التنمية التي تنتهجها المملكة وإظهار ما تشهده من تقدم في مختلف المجالات، مسلطة الضوء على مظاهر الاندماج الثقافي للطلبة السعوديين المبتعثين في بريطانيا واحتفائهم بالمناسبات والفعاليات المختلفة، التي كان آخرها الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي. من جهته، أكد الدكتور فارس اللحيان، أن الابتعاث إضافة إلى مساهمته في تحقيق التحصيل الأكاديمي، فهو يساعد على الانفتاح الثقافي، كما يساهم في التنمية والتغيير الاجتماعي والاقتصادي، موضحا أن الابتعاث يمثِّل حواراً بين الثقافات والحضارات الأخرى، مبيناً أن المبتعث هو سفير وصوت لدولته في مجال الحوار والتواصل مع الآخر المختلف معه دينياً وثقافياً، ولذلك فهو يعد فرصة جيدة للمبتعثين السعوديين للتعريف بموقع المملكة وثقلها الاقتصادي والسياسي والديني. وأكد اللحيان على أهمية الابتعاث في تعزيز الروابط الإنسانية وفهم الثقافات الأخرى والقبول بالاختلافات بدون إظهار تعصب أو أحكام مسبقة عن الآخر، إضافة إلى إيجاد عالم أكثر عدلاً وأكثر سلاماً وتسامحاً، لافتاً إلى أن العلاقة بين الحوار والتواصل الثقافي والابتعاث علاقه وثيقة ومترابطة، حيث يساعد على رفع مستوى الوعي لدى المبتعثين. يذكر أن برنامج الحوار الحضاري يشكِّل مساراً مهمًّا من المسارات التدريبية، التي يقدّمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يهدف لتعزيز ونشر ثقافة الحوار والتواصل وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح والسلام مع الآخر المختلف معنا ثقافيًا وحضاريا. وتعد «اثنينية الحوار» إحدى المبادرات المستدامة التي يتبناها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتنفذ بشكل أسبوعي، وهي عبارة عن منصة خصبة تفتح باباً لتناول مختلف القضايا والمستجدات الراهنة، بما يسهم في تعزيز قيم الحوار والتعايش والتلاحم الوطني.