الهلع الذي أصاب الدول، والمشهد العالمي مع اكتشاف السلالة الجديدة لفيروس كورونا وتطوره، يبقي المخاوف العالمية على مسافة واحدة، بإجراءات مُتشابهة، فبوادر الإغلاق الجديد بدت واضحة، تأكد معها اختفاء مظاهر الاحتفال بالعام الجديد كالمعتاد، وكأنَّ العالم يعيش مراحل تصوير فيلم للمرة الثانية، الإغلاق لم يكن الخيار العالمي (الوحيد) لمواجهة الفيروس ولكنَّه أكد الحلول الناجعة، متى ما رافقه خطة تباعد اجتماعي محكمة، الأمر الذي تعمل عليه مُعظم الدول اليوم. لا داع للخوف أو الهلع من ظهور نسخة متطوِّرة أو مُتجدِّدة من الفيروس خصوصاً لدى المجتمعات التي ركنت إلى ثقافة عالية، وأظهرت أنظمتها وقوانينها قيماً رشيدة، واهتماماً نموذجياً بالإنسان، عندما أتحدث عن السعودية، فأنا أتحدث عن نموذج عالمي، أشاد به الجميع لناحية التعايش مع الأزمة الصحية المُتجدِّدة بوعي أكبر، وفهم أوسع وأشمل، تجربتنا الثرية تضمن -بقوة الله- أنَّ المجتمع لن يعود إلى (المربع الأول) من الخوف والغموض بداية الجائحة، نتيجة معرفة الحدود الطبيعية وتقدير الدوائر الحمراء الخطرة، بما يضمن بقاء الجميع على بعد مسافة كافية وآمنة، كنتاج طبيعي للعمل التوعوي والتثقيفي الشفاف من الجهات الصحية في المدة الماضية، وهو ما يسهل من عملية صدّ أي خطر قادم ومُتجدِّد لانتشار الفيروس، فالرهان على حكمة القيادة، ووعي المجتمع، وتوفر الإمكانات واستثمارها لمصلحة الإنسان وتنميته وحمايته. مؤشرات تدعو للاطمئنان والثقة المُطلقة، والشعور بالأمان الدائم، ما يجعل تعامل السعودية مع أزمة كورونا، أحد النماذج العالمية التي يُشار إليها بالبنان احتراماً وتقديراً، وهو ما يستحق أن نفخر به كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض، ونشيد به، في كل مرَّة يتحدث العالم عن مخاوف صحية مُتجدَّدة. وعلى دروب الخير نلتقي.