تدخل المملكة اليوم المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة التدريجية التي أعلنتها وزارة الداخلية لمنع تفشي فيروس كورونا، وهي مرحلة رفع قيود حظر التجوال نهائياً في كل مدن المملكة باستثناء مكةالمكرمة، ودأبت وزارة الصحة على التأكيد بأن قرار رفع المنع لا يعني زوال خطر الجائحة الذي لا يزال قائماً، وإنما يستلزم التقيد المشدد بالإجراءات الوقائية والاحترازية والإرشادات الصحية من لبس للكمامات، وترك مسافات آمنة والبعد عن التجمعات، مراهنة على التقيد بالسلوكيات الصحية حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، مشيرة إلى أن المسح النشط والموسع ساهما في الوصول لدوائر الانتشار ومواجهة تفشي الوباء وقد رفعا أرقام معدلات الإصابة، حيث جاوزت المملكة حتى الآن أكثر من 145 ألف حالة إصابة بالفيروس، ولا تزال تسجل نحو 4 آلاف حالة إصابة يومياً. فهم خاطئ قال الأكاديمي والباحث د. محمد بن علي الذبياني: تشهد بلادنا المرحلة الثالثة للعودة للحياة الطبيعية ورفع الإغلاق التام عن معظم المناطق والمدن بعد انتهاء المرحلتين السابقتين وقد يخطر في بال البعض أن الجائحة قد انتهت وأن الأمور أصبحت طبيعية وهذا فهم خاطئ فالمرض ما زال منتشراً والجهود لمكافحته ما زالت متواصلة لذلك فإن المرحلة المقبلة ستكون رهاناً على وعي المواطن ومدى التزامه بأبجديات منع العدوى كالتباعد ولبس الكمامات والابتعاد عن مواطن الزحام، والصدق مع النفس من خلال التواصل مع المرافق الصحية في حالة وجود نوع من أنواع الأعراض التي يمر بها الإنسان. الاستهتار بالحياة وأضاف: إن التعامل مع هذه الجائحة من خلال فترة العودة إذا لم تتم بوعي كامل بعيداً عن الاستهتار بالحياة فستكون العاقبة وخيمة وضررها المادي والمعنوي سيكون مكلفاً وربما يعود الحظر الكلي مرة أخرى إلى واجهة الوقاية ونكون بذلك قد عدنا إلى المربع الأول للأسف الشديد هناك من يتعامل مع هذا المرض من غير اهتمام أو خوف من العدوى بل ويبث بين الناس أن هذا المرض هو مرض عادي وأن السبب في الهلع هو التضخيم الإعلامي وهذا النوع من البشر لا يعرف مقدار الخسارة والألم إلا عندما يصاب بعزيز لديه أو يصاب بنفسه عندها سيندم وسيعلم أن عاقبة الاستهتار كانت وبالاً عليه وعلى من يقترب منه. عودة بوعي وتابع: إن حكومتنا الرشيدة استبقت الحلول وقامت بها مشكورة يتوج ذلك توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن سلامة الإنسان على أرض هذه الدولة هو غاية هدفه وأن المال يهون في سبيل أن ينعم الجميع بالصحة والعافية فحري بنا أن نقابل ذلك الاهتمام منه - حفظه الله - بأن نكون على قدر المسؤولية المنوطة بنا باتباع إرشادات الوقاية والاحترازات من هذه المرض وأن نكون سداً منيعاً تجاهه لا معول هدم يضر بصحتنا. أتمنى أن نؤصل سمة النصح فيما بيننا إن رأينا أحداً لا يتبع إرشادات الوقاية بأن نوجهه بشكل متسامح مبينين له أن ما يفعله سيضر به وبنا مع العلم أن ديننا الإسلامي يحثنا على ذلك قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى»، كما أرجو ألا تكون هذه المرحلة هي مرحلة اللاوعي والتي تجلب لنا ولكل من يعيش في بلادنا المصاعب من خلال تلك الجائحة ولنجعل شعارنا في هذه المرحلة عودة بوعي». إمكانات وقدرات أشاد الباحث الشرعي الشيخ زياد بن منصور القرشي بالجهود المبذولة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - وفقه الله - لمكافحة وباء كورونا والحد من انتشاره، وبجهود جميع القطاعات المدنية والعسكرية التي بذلت الغالي والنفيس وسخرت جميع الإمكانات والقدرات لراحة المواطن والمقيم، مؤكداً على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر والوقوف صفاً واحداً، ومساندة الأعمال العظيمة التي تقوم بها المملكة لمكافحة هذه الجائحة وفي جميع الأوقات. فخر واعتزاز وقال: نهيب بالجميع ونراهن على وعي المجتمع بالالتزام بالأوامر والتوجيهات والتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وارتداء القفازات وأخذ سجادة للصلاة عند الذهاب للمساجد والابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة والزيارات العائلية وفي حالة ظهور أعراض مرضية - لا قدر الله - الاتصال على مركز اتصال عمليات وزارة الصحة 973، مشدداً بأن الجهود العظيمة مصدر فخر واعتزاز وتاج على صدور الجميع، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا وساكنيها وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.