من المهم أن تقرأ عن هذه المتلازمة التي قد تراها حولك أو تعيشها يوماً من الأيام، فهي ليست تشخيصاً سريرياً طبياً، بل ظاهره نفسية وسلوكية تُصيب بعض الآباء والأمهات، تظهر عندما يكبر (الأبناء والبنات) ويتزوجون وتصبح لهم مساكنهم وحياتهم الخاصة بعيداً عن منزل العائلة، مغادرة آخر الأبناء أو البنات للمنزل لحظة محزنة لن يشعر بها إلا من مرَّ بها وعاشها، وربما يكون لها انعكاساً سلوكياً نفسياً خطيراً مع طول الوقت، مشفى (مايو كلينك) أفرد لهذه المتلازمة (ملفاً إلكترونياً) هو نتاج سلسلة من الأبحاث والدراسات حول العالم يمكن تصفحه باللغة العربية بسهولة على الموقع الرسمي، أوصي شخصياً بتصفحه لزيادة جرعة تثقيف نمط الحياة الصحي (للآباء والأمهات) وكيف يمكن أن نستعد لهذه المرحلة والمحطة المهمة من حياتنا، للتعايش مع هذه المتلازمة بعيداً عن الضغوط والمشكلات. تعايش الأبوان مع متلازمة (العش الفارغ) يختلف من جيل إلى جيل ومن مجتمع إلى آخر، فإذا كان هناك من يشعر بالحزن والفقدان، ويصاب بالاكتئاب والشعور بالحرمان وتنامي الخلافات نتيجة الاعتقاد بضياع الهدف من الحياة، ويغلف ذلك كله (بالنكران والجحود) وفقدان القيمة والمكانة، فثمَّة آباء يحوِّلون الأمر إلى نقطة تقارب إيجابية مع الشريك، للشعور بالراحة والتفرغ للبحث عن السعادة المُتأخرة بعد إتمام سُنَّة الحياة، وإعادة إحياء اهتمامات شخصية لم يكن هناك وقت كاف للقيام بها من قبل. ظهور المتلازمة يُفسِّر تقاليد بعض الثقافات التي تدعو للإنجاب المُتأخر متى ما أصبح الأولاد في سن الشباب للعزوة وخوفاً من الوحدة، رغم وجود معارضين للفكرة باعتبار أنَّ الإنجاب مسؤولية أخرى تتجدَّد، ربما لن يساعد الجهد والوقت والقوة والسن على الوفاء بها بالشكل المطلوب، مع ظهور ما يسمى ب(الأمومة التي تجلب المتاعب)، علمياً تتصاعد نتائج مغايرة ترجِّح أنَّ إنجاب أطفال في (سن متأخرة) يجلب السعادة نتيجة التربية بالخبرة والعاطفة التي تتدفَّق من الأبوين في هذه السن، وزيادة فرصة تطوُّر الوالدين في الحياة بطريقة أسهل وأحدث مع إنجاب أطفال أكثر فهماً وتعاطياً مع التكنولوجيا والتقدم العلمي، لا أعرف لماذا يبخل علينا أصحاب التجارب في هذا الباب؟ في وقت يبقى السؤال مطروحاً أمام كل مِنَّا للبحث عن الإجابة التي يميل إليها عندما يصل إلى هذا العمر؟. وعلى دروب الخير نلتقي.