الإلهام إحساس جميل يبحث عنه المبدع سواء كان فنانا تشكيليا أو أديبا أو موسيقيا أو حتى عالما مخترعا أو تاجرا أو حرفيا... ليستحث عملية الإبداع الفني لديه لتنفيذ فكرته التي يسعى إلى أن تكون مدهشة ومبتكرة، فقد وجد الإنسان نفسه منذ أقدم الحضارات أمام سؤالين لم يكن من السهل عليه الإجابة عنهما؟ السؤال الأول: لماذا يستطيع هذا الفنان التشكيلي مثلاً أن ينتج عملاً فنياً مدهشاً جميلاً بينما لا يستطيع الآخرون ذلك؟. أما السؤال الثاني فهو: إذا كان هناك مثل هذا الترحيب بإبداع هذا الفنان فلماذا لا يستمر مثل هذا الفنان في الإبداع الفني دون توقف بمعنى.. لماذا تظهر هذه الإبداعات في أوقات محددة لا يمكن تحديدها سلفاً، ثم تنقطع لفترات غير محددة أيضاً. والجواب عن السؤالين كان واحداً: هو الإلهام. فمنذ بداية عصر الإغريق إلى يومنا هذا لم يتوقف الحديث عن الإلهام ودوره في أي ثقافة من ثقافات العالم، وقد شهد تبدل أساسي في مفهومه ما بين الخرافات الوثنية وبين الحقائق العلمية في التربية الحديثة، كما تنوعت مصادره، ليس فقط بتنوع الثقافات وتعاقب الأزمنة، بل أيضاً من شخص إلى آخر في الزمن الواحد والثقافة الواحدة. وقد اخترت هذا الموضوع لأهميته الكبيرة في عملية الإنتاج الفني وقد طرحت عدة أسئلة على صفحة حسابي بتويتر لمعرفة كل ما يتعلق بعملية الإلهام لدى المتابعين وكانت الأسئلة تتلخص بالتالي: * ما هو مصدر الإلهام لديك لكي تبدع هل هو من شخص محبوب أو مصدره توفير جو معين أو تجهيز طقوس محددة أو غير ذلك؟ * كيف يحدث الإلهام ومتى يحدث؟ وقد وصلت لي أجوبة عديدة وجميلة من أدباء وفنانين تشكيليين وفنانات سألخص لكم أهم الآراء التي أحاطت بجوانب الموضوع. فالمبدعون في جميع المجالات مرّوا بلحظة الإلهام قبل أن يتوصلوا لأهم إنجازاتهم، حيث يعرّف الإلهام: بأنّه ما يقع في القلب والروح والعقل من أفكار إبداعية تدفع بصاحبها للعمل والاجتهاد لتحويل هذه الفكرة لواقع ملموس يعرضه أمام الآخرين بكل ثقة، وهو يعد إحساسا نابعا من داخل الإنسان يتوصّل من خلاله إلى أفكار خلاقة متميّزة ومدهشة تختلف عن أفكار الآخرين. وبذلك يكون الإلهام ليس إلا استثارة للإبداع، حيث يُذكر (إن القليل جدا من البشر يمتلك حس الإلهام الفطري) لكن هذا لا يعني إن البقية يفتقدونه فهؤلاء فقط بحاجة لأن ينموه بتجربة أساليب تحفيزية لحس الإلهام. فقد عرّف الفنان القدير «هادي اليامي» الإلهام الفني بقوله هو بالنسبة لي صور جمالية تراكمت مع مراحل عمري، وهو جميع تلك المراحل: من أشكال وسلوك من حولي ومنهم الذين كانوا بعيداً عني وأحسست بتفاعل معهم ومع كل تلك الأفكار والصور والكلمات والأحداث وهو تفاعل أحاسيسي ووجداني معها لكي أطرحها بشكل مناسب وفكر لائق وبشكل متعدد الأبعاد. أما تعريف الإلهام عند الفنان «نادر العتيبي» الإلهام بأنه الزائر الجميل الذي يأتي دون موعد مسبق ليستقبله الإحساس ويقوم بضيافته على المساحة البيضاء للوحة ليجعلها تنطق جمالاً. ويضيف الفنان «معتز القطبي» بقوله: إن الإلهام من وجهة نظري هو إحساس داخلي متحفز دائماً مكبوت في اللاوعي في انتظار طاقة ضوء ليشع منها خارجاً قد تتمثل في مشاعر أو موقف أو مشهد أو مكان، وقد تكون رائحة أو مشهد علبة ألوان أو فرش أو سطح أبيض. ونختم تعريف الإلهام بما أضافته مشرفة التربية الفنية «أمل المنصور» بقولها: إن الإلهام من الله أولاً ثم هو أداة يسخرها الله لنا أو مفتاح لفتح الأفق للإبداع، فهو بمثابة المغذي لإنعاش الأفكار الجميلة، ويعرّف علمياً: بأنه حالة أو شعور مفاجئ يحفز العقل لأداء نشاط غير عادي أو توحي له بإنشاء فكرة بديعة (أصيلة). * بعد أن استوفينا معنى الإلهام لابد من معرفة من أين يأتي وما هي مصادره؟ حيث إنه من المعروف إن الإلهام متعدد المصادر والمشارب وذلك حسب حاجة الفرد وطبيعة شخصيته التي تختلف بين أصناف البشر، فالعالم قد يستلهم اختراعه من مشكلة واجهته، والأديب والشاعر قد تلهمه مواقف إنسانية تستثير شاعريته، والجندي يستلهم شجاعته من قصص الأبطال، والتاجر تلهمه قصص نجاح الأثرياء، أما بالنسبة للفنان التشكيلي فإن مواقف الحياة وتجربته الشخصية مع الآخرين تؤثر عليه حزناً أو فرحا فتكون أحد مصادر الإلهام لديه. فيذكر الفنان القدير «د.فؤاد المغربل» إن مصادر الإلهام كثيرة ومنها أستلهم أفكاري التي أصوغها في النهاية على هيئة أعمال فنية منها التراث المحلي والطبيعة والتراث العربي والإسلامي والقضايا والموضوعات العامة. أما الفنان «سلمان الأمير» فيؤيد ذلك بقوله: إن مصادر الإلهام للفنانين متعددة تكاد تكون لا حصر لها، فالبعض قد يأتي من المعاناة والألم والبعض عكس ذلك ينتظر لحظات السلام النفسي ليعمل عقله، فالبعض يجد لحظات الإلهام من مواقف الحياة اليومية ويترك الظروف لتقرر له نوعية المواضيع. ويؤكد الفنان» خالد بن محمد عسيري» ذلك بقوله: الإلهام لا يعرفه ولا يشعر به إلا الفنان الحقيقي ومصدره الجمال عند (المرأة، الطبيعة، الخيل، وكذلك الحدث والذكريات)، وهو الدافع لولادة أي عمل أو منتج فني إبداعي كلوحة أو قصيدة أو لحن، وقد يتنوع مصدر الإلهام لأي فنان أو شاعر أو مبدع وفي أي مجال كان، ولكن «فتش عن المرأة» فمهما يكن فهي تظل هي مصدر الإلهام الحقيقي وعبر التاريخ، فلم يخلد دافينشي إلا الجيوكندا، وعنترة إلا عبلة، وابن زيدون إلا ولادة، وروميو إلا جولييت وغيرهم. ويذكر الفنان «زيد الميموني» إن رسم البورتيه (الوجه) هو مصدر إلهامه ويقول: إن تقاسيم فريدة أجدها في بعض الأشخاص هي ما تلامس إحساسي وتثير إلهامي، وليس بالضرورة أن يكون محبوبا لدي هذا الشخص، وقد لا أحتاج إلى جو معين أو طقوس محددة، فقط عندما أجد العنصر المناسب (الوجه) الذي يكمن فيه التحدي والمتعة في رسم تفاصيله. بنظري الفنان أمام تحديات مستمرة على مستوى المهارة (القدرة على إيجاد خط أو لون أو تقنية تخدم فكرته) أو على المستوى النفسي بتحدي الصعوبات والإحباطات التي قد تواجهه في محيطه، وتكون سببا في عوز الإلهام لديه كفنان وبالتالي تنعدم إنتاجيته أو تقل أو يخرج بمنتج فني ضعيف. وتتنوع مصادر الإلهام عند الفنانات التشكيليات، فتقول الفنانة القديرة شعاع الدوسري: تتعدد مصادر الإلهام أحيانا من خلال حدث أو صوت أو بقعة أو أثر شيء أحياناً عند قراءة قصة أو كتاب أو من خلال مشاهدة التلفزيون أو المرور بالطريق قد تكتمل اللوحة بالذهن أثناء حديث مع بعض الأشخاص. وتؤكد ذلك الفنانة سهام منصور بقولها: هو ما يلامس مشاعرنا ويستفزها بالنظر إليها من أشياء أو مواقف تمر بنا هذا ما أشعره وأنقله بريشتي وألواني على الكانفاس. وتضيف الفنانة «هلا العبدلي»: إلهامي يصدر عن مشاعري، ينتج عنه فكرة تتردد كالصدى في عقلي كرغبة ملحة في تفريغ هذه الفكرة والشعور في اللوحة، وبالنسبة لطقوس الرسم عندي فهي أغاني أم كلثوم وشمعة عطرية تجعلني أُحلق لساعات باللوحة دون كلل. وتؤيدها الفنانة أريج الربيعة بقولها: الإلهام عندي يأتي بدون موعد مثل مكان جميل، وكوب قهوة، رائحة أحبها، خيول، الجمال العربية، وتغذية بصرية من الكتب والقراءة بكتب الفن، أعمال الفنانين، زيارة المعارض والمتاحف، تجهيز جو معين للرسم بحيث يناسب للإلهام والاندماج وتنفيذ الفكرة. وتتنوع مصادر الإلهام عند الفنانة منال السيف فتقول: إن الموجودات المادية والوجدانية هيأت الكثير من الإلهام لدي الفنانين ومن الإلهامات التجارب والمواقف واللحظات، ولا يكمن الإلهام دون لحظة تأمل، فتأمل الأشياء يبعث لنا شيئا يثير شغفنا لتشكيل العمل الفني. لكن تبقى مصداقية الفنان وحساسيته العالية فيما يقدم ويستلهم هي المعيار الحقيقي. وتضيف النحاتة «أزهار سعيد» وتقول: مصادر الإلهام متنوعة جداً ومتعددة وتعتمد على المخزون الثقافي بالدرجة الأولى والحساسية والإدراك الفني لما حولنا فيتحول إلى ومضات من نور وإشراقة لم يسبق لها الظهور، وفي بعض الأحيان يكون مصدر الإلهام حباً جارفاً وأحياناً ألماً ومعاناة من ظروف قاهرة، فمن عمق الألم تولد الفكرة وربما من فرط الترف. وقالت الأديبة «ليلى الأحيدب» بقولها: الإلهام غامض جداً، أحياناً كلمة في عرض الحديث. نظرة من عين. رد على سؤال باغتتك إجابته. أحياناً فيلم عميق يحرك شيئا داخلك. أغنية تحرك جذور روحك. سيارة مسرعة فيها ظل لاثنين..أو واحد، باختصار: الكون كله ملهم لو استيقظت روحك من سبات الاعتياد. * والكثير منا قد يتساءل كيف يعمل الإلهام؟ وقد وصلت أجوبة عديدة من فنانين تشكيليين منها ما ذكره الفنان «علي الشريف» بقوله: إذا لامست مشاعر الفنان مواطن الجمال سيكون في حالة استقراء لمحيطه ويبدأ في الانتقال من مرحلة الخيال إلى الواقع الملموس باختزال وبتصور فائق الدقة للمحتوى، حيث سيقوم بتوزيع التنوع المذاق ذهنياً على ذائقة لا تنتهي إلا بنهاية العمل الفني المراد إظهاره. وتضيف الفنانة «بشرى البلوي» إن الإلهام هو حالتي بين الوعي واللا وعي، تتجاذبها الحقيقة والخيال، ثم أقوم بمزج ذلك المحتوى بشكل إخراجي بلغتي التي أفضل أن تتحدث هي عن ذلك، فيتخلق الإلهام بأطوار ثم يتجسد للبصر كلوحة شاخصة مرئيةٌ وخلال ذلك يكون للإبداع والعبقرية دور بامتيازات أي فنان عن الآخر. ويصف الفنان «عبدالله التمامي» عملية الإلهام لديه بقوله: في كل عمل فني أختار موضوعا يجذبني إليه عملية الاختيار قد تستمر أشهرا وأياما أو ساعات أو دقائق التصاق الفكرة بروحي وهو ما يجعلني أعمل حتى الإعياء بما يشبه الإغماء من شدة التعب والإجهاد ثم أعود إلى أن أفقد كل طاقتي ثم أعود والعمل الفني لا ينتهي لكنني أقرر في يوم ما أن مخزون الحماس قد توقف. وقال الفنان «د. حسان السراج» إن التفكر في إبداعات خلق الله عملية تحول هذا الإبداع عند الفنان إلى إحساس صادق ونابع من خلقه وأخلاقه لتجسيد أي شيء من إبداع الخالق، لأن الإنسان عطاء لا ينضب، فالرؤية الفنية خلق وأخلاق وصدق مشاعر وإحساس، فمن هنا يبدأ الإبداع ومن هنا يخط الفنان ريشته ويعكس كل هذه المشاعر. ويرى الفنان «عبدالله الغامدي» إن التغذية البصرية ومحاولة الغوص داخل العمل الفني وقراءته بتمهل سيساعد الفنان في استنباط فكرة فنية معينة، وإن الإلهام يختلف من فنان رومانسي إلى آخر عملي إلى ثالث مادي وهكذا... * لكن هل الألم يعد مصدراً للإلهام؟ يعد الألم والحزن من أكبر المحفزات وأكبر مصادر الإلهام للإبداع في الفن في الأدب أو الموسيقى، وهو محفز أعلى مستوى من شعور الفرح. لأن ما يختزنه المبدع من مشاعر الحزن والألم داخل نفسه ُتعد هي الركيزة الأساسية لما سيشعر به من سرور في مواقف الفرح لاحقاً. ويعلل ذلك بأنه لولا كمية الحزن داخل روحه لما استشعر لحظات الفرح داخله وما تتضمن من سعادة، فعندما نتحدث عن لحظات الشعور بالألم لابد أن نفهم أن هذا الألم سيوّلد الرغبة في البحث عن أسباب السعادة وهذه الرغبة هي الملهم والمحرك الأساسي لإرادة الإنسان التي ستدفعه للعمل - بما معناه- أن الألم يولّد الإحساس، وقوة تلك الأحاسيس هي ما تجعل الإنسان يشعر بالوجود وقيمة الحياة لديه، لكن استمرار الألم والحزن مجهد جداً على روحه ولن يشعر بأي سعادة فلهذا يضطر المبدع للبحث عما يبهج روحه ويشعره بالحياة (خاصة إنه من الناس المتميزين بالإحساس المرهف)، لذلك نلاحظ إنهم من أكثر الناس تألماً عند أي موقف محزن وأكثرهم رغبة في البحث فورا عما يدخل السرور على أنفسهم. وبما أن الفن والأدب والموسيقى هي مجالات تبعث على هذه البهجة لهذا سيلجأ المبدع إليها ليشعر بالسعادة وتكون له عزاء جميلاً وملجأ آمناً يخفف عنه الألم إذا اشتد حزنه. لذا ستحاول هذه الروح المتألمة اللجوء إلى عالم تطمئن إليه وتقطع صلتها الحسية عن العالم الواقعي لتنتقل لعالم خيالي ينسيها الوجع ويجعلها تسعد وتستمتع بما تُبدع من منتج متميز. وبناء على ذلك يُقال: إن الفنون الجميلة والأدب هي عزاء جميل للأرواح الحزينة ومتعة كبيرة للمتلقين. * وكان التساؤل الأخير هو: متى تأتي لحظات الإلهام للفنان التشكيلي؟ فقد تعددت الإجابات عند الفنانين التشكيليين والفنانات وكل منهم أعطى إجابة تنوعت حسب نوع شخصية واختلاف رؤيته وخبرته. فتذكر الفنانة القديرة «شريفة السديري» الإلهام قد يحدث لي عند إقلاع في رحلة جوية أو برية فيبدأ معي السرحان بالسماء والغيوم والأطلال أو منظر الصحراء وأعتقد أن السرحان في أي وقت يفيدني وتأتي أفضل الأفكار لي لأبدع فنياً، ولا تختلف الفنانة القديرة «هدى العمر» عن ذلك وتقول إن الإلهام يأتي لي حسب شعوري فأرسم البحر عندما أشعر بالحر وعند الشتاء القارص أرسم الصحراء وأشعة الشمس، إنها ملكة ولله الحمد تمد الفنان بتوازن نفسي نابع من اللاشعور فما يفتقده يرسمه. وتضيف الفنانة القدير «منى النزهة» وتقول: قد يأتي الإلهام بعد قراءة مقال أو من خلال مشاهدة الأحداث المحلية أو العالمية عبر وسائل التواصل والتفاعل مع الظروف اليومية وهذا من شأنه أن يخلق لدى مخيلة الفنان صورة يعبر عنها بشكل ابداعي. ويضيف الفنان «خالد حنيف» بقوله: أعتقد أن الإلهام يأتي على حالة صفاء ذهني بعد مروره بأنواع من المواقف منها.. الفرح أو الحزن أو المعاناة مع مرض ويمكن استحضاره بعد عمل طقوس معينة أو صناعة أجواء خاصة وهذا يتطلب مخزونا ثقافيا وفكريا وتراكمات حياتية تترجمها القدرة على تحويل هذا الصراع إلى عمل فني. أما الفنانة «ماغي علي» فتذكر إن مزاجي يسيطر على وقت الإلهام فقد أحس به فجأة فتظهر لي فكرة أرغب بالتعبير عنها ولكن أحياناً تكون بوقت متأخر لا يناسب أن أرسم فيه، فأصبحت أكتب الأفكار التي تأتي لي من أجل ألا أخسرها مع الوقت، الآن بداخلي بعثرة، لا نظام يرتب أفكاري. وقد نسأل أنفسنا بفرح متى ولماذا وكيف؟ عندما ننتج عملاً فنياً رائعاً ومدهشاً بينما نحن نعرف متى وكيف ولماذا، هذا يقودنا إلى قضية الإلهام التي لا يعترف بها الكثيرون؛ لأن الإلهام مرتبط بالمثيرات، وهي المشاهد والحالات والهواجس والمكابدات والمواقف اليومية، فالإلهام هي الشرارة التي تقدح، وعلى المبدع أن ينتظرها ولا يجبر نفسه على الذهاب إليها؛ لأنه بالتأكيد سيفشل في استحضارها. * وختاماً لابد من الإشارة لدور المجتمع المدني ونتساءل لماذا يتوقد الإبداع في مجتمع وتنطفئ جذوته في آخر؟ الإلهام بحد ذاته لا يكفي للإنتاج الفني بل يتطلب الأمر وجود المجتمع الواعي والمؤسسات الحكومية والخاصة التي تتلقى المبدع وترعاه وتتلقف إنتاجه وتستفيد منه وترفعه إلى المكانة الاجتماعية والثقافية التي يستحقها.