اطمئنْ نشروا صفحة النعيِ كان لاسمك جرس قويْ كان منصبك الفخم يملأ صدر الصحيفةِ بالمنجزات وكدح الزمنْ كان أولهم يستعيد نجاحكَ كان الأخير يعيد انتصاركَ كان القريب يعدّ مراحل عمرك منتشياً بالثمنْ كنت تسمعهم في الكفنْ يا رياح الزمنْ شوق: أتأمل؛ ماذا لو عصف الشوق وأقلقني التوق لأمي؟! وأنا قد نمت بقبر محدودْ هل تصعد مني دمعات في الأرضِ وهل أتلفتُ هل أهمسُ هل تنبت حولي أزهار ووردْ أمي: إن زرتم قبري ووجدتم عندي بعضَ شجيرات تتنفسُ أو ورداً يتهامسُ أو لحناً يسري إني كنتُ أفكر في أمي شاهد: امتدّ أحاول أن أصعدَ أصعدَ كي أبصر ما خطّ الحارسُ في شاهد قبري من كلمات الشعرِ ومن آيات الرسمِ الشاعر لم يكملْ أغرقه طوفان الأقلام ولم يكملْ قلب مزدحم الأوراقِ ومملوء الأفكارِ ومكتظ الأوصافِ إلى أقصى هامات النجمِ وأنا أتلعثم بل إني عبدالله الوشمي قهوة: هيَّأتُ القهوة والشاي وكتبت تفاصيل المعنى كيلا أنسى لو زار حفيدي قبري وتعمّق في الدعوات الحرّى أن أطلبه كي يسعى ليزور القبر النائم في (المطّا) ويعيد له الدعوات الحرّى زيارة: عندما غادروا لم تزل في حنايا الترابِ بقايا من الحب والطيب والأدعيةْ نبتت في الفؤادِ الحروفُ وصارتْ يداً كي تلوّح للغائبينَ تعالوا تعالوا إلى زورةٍ ثانية دعاء: عندما ختموا في الأكفّ الدعاءَ نهضتُ وألقيت ما قاله عاشقٌ عن حبيبٍ قديمْ يا إلهي الرحيمْ أنت أعلم أن الذي في الترابِ فقيرٌ يتيمْ أنت أعلم والكلماتُ تعاند ما سأقولُ لأن الكلام حرامٌ على الميتين أنت أعلمُ بي لغة الطينِ بي مفردات الشواهدِ بي حرمةُ الأصدقاءِ القدامى هنا وبنا بهجة المؤمنينْ يا إلهي الرحيم قبران: يا تُرى كم سيبعد قبر أبي؟ كنت أشتاق أن أتوسّد جانبه وأنامْ كنت أحتاج أن ارتمي بين كفيّه وسط الزحامْ يا تُرى ما الكلامُ الذي سأقول له عندما نلتقي ما الكلامْ؟ التسمية: ولدي انتبهْ عندما تكمل المفرداتِ وترفع أغنى الكلام لربي وتسمعني القُبلة المُرضيه خذ طريقك بين القبورِ وسلِّمْ على الأصدقاءِ وواسِ الفرادى هنا وهناكْ ولدي في الطريق ستبصر قسم الصغارِ ترفّقْ أمام الطيور الجميلةِ لا تزعج الغصنَ والعشّ والأقبيهْ ولدي قبل أن تتجاوز منْ في جواري تأنّ وسمِّ لهم مَنْ تكونُ وعلّقِ عيونك نحو السماءِ وزدْ في تفاصيلها التسميه ولدي حين تغلق باب الحديقةِ عدني بأنك لن تغلق الأدعيه ولدي في الحياة الكلامُ طويلٌ فجدِّي الذي قد مضى وأبي في النقاء الأثيرِ وإني وراء البياضِ أهزُّ حمائمنا ثم أنت هنا تكمل الأحجيهْ ** ** - د. عبدالله الوشمي